شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – بينما لبنان ينتظر غزة الى إعادة الإعمار
أعرب الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق عن مخاوفه من أن يتعذر تحقيق إعادة الإعمار في المناطق اللبنانية، التي دُمرت خلال الحرب، أقله في المستقبل المنظور. وفي لقائنا شبه الأسبوعي عن بعد قال: لقد قطفَتها غزة، أما لبنان فإنه قد يفوّت فرصة ثمينة جداً، وأخشى أن يكون قد فوّتها فعلاً. إن إعادة إعمار غزة ستكلّف ما بين سبعين وتسعين مليار دولار، وإعادة الإعمار في لبنان تستوجب ما بين خمسة عشر مليار دولار وسبعة عشر ملياراً. والمفارقة أن تأمين المبلغ الضخم لغزة وقطاعها يمكن أن يتوافر وإن كان ذلك ليس بسهولة مطلقة، أما المال المطلوب للبنان فلن يتوافر، أو أن موجبات توافره قد لا تكون جاهزة.
الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق الذي يعشق لبنان بدا بالغَ التأثر بسبب هذا الواقع، وهو يقول إن نار عدم الإعمار في لبنان متراكمة تحت الرماد، ومن موقع محبتي لوطنكم الرائع أعرب مجدداً عن خشيتي من التداعيات، كما إنني أحذر من بناء الأحلام والرهانات على إعمار لن يتحقق في قابل السنوات. ويشرح وجهة نظره هذه بقوله:
أولاً – المؤتمر الدولي الذي تعمل فرنسا على تأمين ظروف عقده سيكون معنياً بدعم الجيش اللبناني، ولن تكون إعادة الإعمار على جدول أعماله، علماً أن نطاق ماليّته لن يتجاوز المليارَي دولار عملياً، والثلاثة مليارات وعوداً.
ثانياً – إن الدول العربية، التي كانت الآمال معقودة عليها لتكون الأكثر إسهاماً في الإعمار، هي اليوم مهتمة، لألف سبب وسبب، بإعمار غزة، وستنفق هناك أموالاً طائلة، وبالتالي لن يكون لبنان في أولوياتها، كما كان مفترَضاً، لو تم تنفيذ قرار وقف القتال وفقاً للمطلوب(…).
ثالثاً – معلوماتنا الأكيدة (وفق تقارير دقيقة ترد الى حكومتنا) أن إيران لن يكون لإسهامها المالي ما يتجاوز الحدود الدنيا.
رابعاً – إن حزب الله لا يملك الأموال، إضافة الى أنه يرى أن إعادة الإعمار هي من مسؤولية الدولة(…).
خامساً – أما بالنسبة الى دور لبنان المالي الرسمي في إعادة الإعمار، فكلنا يعرف أن حكومتكم أعدت ميزانية بأرقام متواضعة جداً تكاد لا تتجاوز الإنفاق على المرتبات والأجور والتعويضات وبعض البدهيات الضرورية.
وختم الديبلوماسي الأوروبي الغربي بالقول: يؤلمني أن أعلن أنكم لو كنتم قد سبقتم غزة لكانت إعادة الإعمار أسهل بكثير مما هي عليه الآن.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.