شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – «التفاوض»… هذه الكلمة التي حركت المستنقع

10

نادراً ما كانت كلمة واحدة تترك تفاعلات بحجم ما تركته كلمة الرئيس العماد جوزاف عون عن أهمية التفاوض في شأن الوضع الحدودي بين لبنان وفلسطين المحتلة. هذا الوضع الذي تحول الى مستنقع آسنة مياهه لشدة ما فيه من جراثيم وقاذورات وارتكابات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته وخروقاته وتصرفاته التي لا تنتهي.

رئيس الجمهورية الذي كان يرد على سؤال صحافي، أشار الى مسار التفاوض الذي نراه في المنطقة والذي يجب ألا نعاكسه، إذ إن الأمور تسير(من حولنا) نحو السلام والاستقرار، لا سيما أن الحرب لم تؤدِ الى نتيجة، مذكراً بالمفاوضات التي أُجريت في عهد سلفه العماد ميشال عون برعاية الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة وأدت الى اتفاق الغاز والنفط…

وبالرغم من مرور بضعة أيام على هذا الكلام فإنه لا يزال في طليعة القضايا المتداوَلة على نطاق واسع داخلي وإقليمي ودولي. فعلى الصعيد اللبناني، كالعادة، انقسمت الآراء، ولقد يكون هذا الانقسام مفهوماً، إن لم يكن ضرورياً، إلا أن ما ليس مفهوماً وضرورياً ومقبولاً أن يتعرض الرئيس الى حملات جانية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يذهب البعض، ممن يفعل فيهم التحريض فعله، الى كلام ليس بعيداً عن المنطق وحسب، إذ هو خارج الآداب والأخلاق واللياقات و … القانون أيضاً. ولقد يكون بين المتحاملين على الرئيس قلة نادرة من إعلاميين معروفين، إلا أن الأكثرية الساحقة هم من جماعة مواقع التواصل الاجتماعي المضلَّلين والسفهاء… أضف الى أن بعضهم من الذين وظيفتهم أن يُدفعوا الى قول لا يريد (أو لا يستطيع) صاحبه أن يقوله بلسانه.

ومع أن الرئيس جوزاف عون ليس في حاجة الى شهادة من هنا أو كلمة حق من هناك، إلا أن هذه الحملات الجائرة بلغت حدوداً تتجاوز المعقول.

وعليه لسنا ندري ماذا ينتظر وزير العدل من هنا ووزير الإعلام من هناك والنيابات العامة من هنالك ليتحركوا. ولا يزايدنّ علينا أحد بحرية الرأي الى سائر المعزوفة، فلكل تاريخه يشهد له أو عليه.

وأما الرد الإسرائيلي على كلام الرئيس فجاء بتكثيف الاعتداءات وتصعيدها… أصلاً هذا دأب العدو.

وأما الخارج فمعذور لأنه لم يطلع بعد من صدمة مصارحة الرئيس دونالد ترامب الإعلاميين الذين رافقوه على متن الطائرة الرئاسية بأنه يرى الجحيم مثواه بعد الوفاة؟!.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.