إسرائيل الكبرى والديوك العربية!

20

بقلم فوزي عساكر

رئيس تحرير مجلة «العالمية»

يُحكى أنّ أحد ملوك فرنسا عَلِمَ بأنّ حاخامًا يَهوديّاً يقول بأنّ اليهود سيحكمون العالم. سأله الـملك متعجِّبًا: «كيف ستحكمون العالم وأنتم مشَتَّتون في بقاع الأرض؟» أجابه الحاخام: «يا جلالة الـملك، أُطلبْ من وزرائك التحضير لِمصارعة الديوك، وأنا سأُحضرُ ديكي وسأغلبُهم جَميعًا، لتعرف كيف سنحكم العالم!»

تعجّبَ الـملك من هذه الثقة بالنفس، ولبّى طلبه بشوق كبير، ليرى كيف أنّ اليهود سيحكمون العالم. وأمرَ وزراءه بإحضار ديوك قوية إلى حلبة الـمصارعة.

حضرَ الوزراء مع ديوكهم القوية، وحضر الحاخام مع ديك هزيل، وبدأت الـمصارعة. لكنَّ الحاخام لم يُدخل ديكَهُ الحلبة في بداية الأشواط، إنّما ترك لباقي الديوك أن تتصارع، وهو اختبأ مع ديكه الضعيف، تاركًا الديوك القوية تتقاتل وتتصارع مع بعضها، حتى انتصرَ في النهاية ديك واحد على الجميع، ووقف مزهوّاً بالانتصار، بعد أن أنْهكه الصراع وهو ينـزف دمًا.

وفجأةً خرج ديك الحاخام اليهودي الـهزيل، وانقضَّ على الديك الـمنتصر الـمنهك القوى، ونقرَهُ نقرةً قوية في رأسه، أردته قتيلاً، فانتصر بذلك الديك اليهودي الـهزيل!

وقف الحاخام اليهودي أمام الـملك قائلاً: «أرأيت كيف سنحكم العالم يا جلالة الـملك؟!»

فيا أيّتها الديوك العربية الـمنتفضة والـمتصارعة على أرضها، أما كفاكم دماءً على أرض ابتلعت جثامين أبنائكم شهداء من دون قضية، لأنّكم بِعتُم القضية وسَخرتُم من الشهداء، ووقفتم في الصف لِحجز تأشيرة لزيارة إسرائيل، والاعتراف بِها دولةً هزيلة، ولكنّها الـمنتصر الوحيد بعد اقتتالكم في ما بينكم؟!

إنّ الديك اليهودي الـهزيل، سينقضّ قريبًا على رؤوسكم الـمنهَكة من الصراعات الداخلية، خدمةً للزعماء الخونة، الذين أوهَموكم أنّ أولادكم شهداء قضية. لقد باعوا القضية ولم يستردّوا أرضهم! ليتهم باعوها قبل أن يستشهدَ أولادُكم! إنّها الحرب القذرة، يَموت فيها الأبرياء شهداء قضية وهْميّة، ويتفاوض فيها الزعماء الفاسدون لصنع سلام الديوك الـمنهزمة، فتولد إسرائيل الكبرى من رحم الشهداء العرب!

أيّها الزعماء الـمجرمون الخونة، إذا كان السلام مع إسرائيل أمرًا واقعًا من دون استرجاع الأرض، فلـماذا لم يَحصل قبل نصف قرن، لكُنّا وفّرنا عداوة الأجيال ومَوت الشباب والرجال والنساء والأطفال!

فوزي عساكر

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.