شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – مَن يضع حداً قاطعاً لهذا الجو المحموم؟

18

قصتنا مع المسيرات الإسرائيلية لم تعد تحتمل المزيد من العيش على الأعصاب المشدودة، والأرق، والتوتر، والانتظار الثقيل جداً، والهم المتمادي وكأنه ينقص هذا الشعب المقهور همومٌ إضافية الى تلك التي تأكل معه في الصحن وترافق إلقاء رأسه على مخدة الكوابيس التي تنتابه في الليل وأيضاً في النهار.

ثمة إجماع على أن هذه الطائرات من دون طيار، التي لا تفارقنا على امتداد ساعات اليوم، ليست في نزهة يومية فوق العاصمة بيروت وضواحيها وسائر المدن والبلدات والقرى في مختلف المناطق، ولا هي لتصوير جمال لبنان في جباله والوديان وفي سهوله والوهاد، وفي شواطئه ومرامي الثلوج. أجل! ليست من أجل ذلك، إذ إن لها مهمة عسكرية لا تُخفى إلّا على جاهل أو متجاهل، لا سيما وأنها تتوافق مع سيناريوات عدة عن حرب عدوانية إسرائيلية على لبنان، قد يختلف على آلية تنفيذها مُعدّو السيناريوات إلا أنهم يلتقون (جميعاً) على أنها ستكون في غاية الشراسة، وأنها لن تُقتَصَر على منطقة واحدة، ولا على هدف واحد، بل إنها ستكون ضارية ومتعددة الأهداف، بما فيها الأهداف المدنية… ويذهب بعضهم الى حد الجزم بأن في لائحة الأهداف أسماء حزبية ذات مواقع نيابية ووزارية وإدارية وقضائية وإعلامية الخ …

وأمام هذا القلق المتفاقم نرى أن للمواطنين حقاً على السلطة اللبنانية أن تتدخل ليس لوقف المسيّرات (مع أن هذه أمنية وحلم) إنما لتطمين اللبنانيين حول احتمالات استئناف الحرب التي نعرف كلنا أنها ستكون ضربة أكثر من قاصمة للبنان، قد لا تقوم له قيامة بعدها، في المستقبل المنظور على الأقل.

ولا نرى أنه يمكن تجاهل توجيه السؤال ذاته الى قيادة حزب الله، ليقدم تطميناً مزدوجاً للبنانيين إما حول انعدام فرص الحرب العدوانية، وإما القدرة على مواجهتها كي لا تحقق أهدافها.

فهل نطلب المستحيل؟!.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.