الرئيس ترامب ينقذ أميركا من توقّعات كيسنجر!!!

13

كتب عوني الكعكي:

وزير خارجية أميركا الأسبق هنري كيسنجر، الذي لعب دوراً كبيراً في تاريخ الولايات المتحدة، خصوصاً أنّه كان «أكبر من وزير خارجية». إذ كان هو الذي يرسم ويخطط سياسة أميركا في العالم.. وشهد الجميع له بأنه هو بطل التقارب بين الولايات المتحدة والصين، وأكبر من ذلك، ذهب مع الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون الى الصين، وكانت تلك الزيارة الأولى لرئيس أميركي الى هناك. ومن الطبيعي أنّ وراء الزيارة حصلت فوائد اقتصادية للبلدين، خصوصاً أنّ الصين هي أكبر دولة في العالم حيث يصل عدد سكانها الى 1.409 مليار حتى عام 2024، ومن الطبيعي أن يكون في هذا مصلحة للاقتصاد الأميركي نتيجة هذا الانفتاح.
ثانياً: لعب دوراً كبيراً في قضية العرب وفلسطين، وهو مهندس كل الاتفاقيات من «كامب ديڤيد» الى «وارسو».
والكل يعرف الدور الذي لعبه بين إسرائيل وسوريا، حتى أنه استطاع إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع انسحاب إسرائيلي من جبل الشيخ الذي يُعتبر أهم نقطة استراتيجية، الى استرجاع قسم من الجولان وبالأخص مدينة القنيطرة.
على كل حال، لو نظرنا الى ما كتبه كيسنجر، فإننا نستنتج أنّ ما يقوم به الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالياً، يُعتبر إنقاذاً للولايات المتحدة مما حذّر منه هنري كيسنجر.
كما نرى أنّ الرئيس الأميركي قد أعاد أميركا الى دورها الرائد في العالم، بعد تراجع هذا الدور بالأخص مع الرئيس السابق الديموقراطي جو بايدن.
هنري كيسنجر تنبّأ بزوال أميركا… إلاّ إذا… ودونالد ترامب أقدم على فعل «إلاّ إذا» فيكون بذلك قد أطال «عُمر» الولايات المتحدة..
وهنا ما قاله كيسنجر…
ففي نهايات عام 2020، كتب السياسي الأميركي المخضرم هنري كيسنجر خاطرةً على ورقة واحدة، وُجدت بعد موته يقول فيها، إنّه كان في باطنه مقتنعاً أنّه سوف يعيش ليشاهد انهيار الامبراطورية الأميركية. ولكن كان يتمنّى أن يموت قبل ذلك. وعلّل ذلك أنّ الحقبة الأميركية أو الامبراطورية الأميركية هي تاريخ له بداية ونهاية مثلها مثل جميع الحقب والامبراطوريات التي حكمت الأرض. ولكن الاختلاف، أنّ معظم الامبراطوريات التاريخية، وحتى تستطيع أن تحكم أطول فترة، كانت تأخذ بعض الاستراحات الوقتية، سواء كانت عقوداً أو قروناً، حتى تستطيع تلك الامبراطوريات التقاط أنفاسها.
وقد شبّه كيسنجر تلك الامبراطوريات بالطائرات، وحاجة تلك الطائرات للوقود، فحتى تستطيع تلك الامبراطوريات أن تحكم فترة طويلة، عليها أن تقف كي تملأ خزاناتها بالوقود، وتعاود الرحلة. والمنطق يقول إنّ هناك خزان وقود لكل طائرة، تجعل الطائرة تسير لمسافة معيّنة وبعدها يجب إعادة تزويدها بالوقود وإلاّ فإنها ستسقط حتماً. وهذا ما تمّ فعلاً على مرّ التاريخ.
أما السياسة الأميركية، فقد بدأ وقودها ينفد، ولا يوجد أي محطة لتزويدها بالوقود. وأغلب المدافعين والحالمين والمعجبين بالنظام الأميركي، إنما إعجابهم هو إعجاب أعمى، وسوف يذهب هذا الإعجاب كما أتى.
إنّ السياسة الأميركية -يضيف كيسنجر- تسير بسرعة شديدة جداً، ومن أصعب سياساتها، هي سياستها اتجاه الشرق الأوسط، وخاصة القضية الفلسطينية. فهذه القضية استنزفت الكثير من قدرة السياسة الأميركية، حتى أنها استنزفت من وقتي ومن جهدي أنا شخصياً، حتى أنني كنت دائماً أُجنّد السياسة الأوروبية لتكون وقوداً لي وللسياسة الأميركية، خصوصاً أننا كنّا داعمين للوجود الإسرائيلي والتهجير اليهودي الى أرض إسرائيل. ولكن قوى الشدّ العكسي كانت أيضاً قويّة، وحتى لو أنها لم تكن مسموعة أو مؤثرة. ولكن في اعتقادي أنّ تأثير هذه القوى سوف تكون كفيلة بأن يبدأ المجتمع والساسة الأوروبيون بتغيير قراراتهم وسياساتهم وتبنّي «حلّ الدولتين» لصالح إنشاء دولة فلسطينية.
وسوف يكون للدولة الفلسطينية شأن كبير على حساب الدولة الإسرائيلية ولفترة طويلة، وسوف تبدأ الدول الأوروبية، دولة تلو الأخرى، بتغيير سياساتها لصالح الكيان الفلسطيني. وإنني شخصيّاً أكره أن أقول: إنّ القوة الاميركية سوف تُستنزف على أكثر من محور خطير، أخطرها خطر صعود المارد الصيني والتحالفات مع هذا المارد الخطير، والذي سوف يكون أكبر وأخطر، وتهديداته أعظم بعشرات المرّات من الاتحاد السوڤياتي سابقاً، وأيضاً الخطر في الداخل الأميركي، كونه أصبح مجتمعاً هشّاً، وأصبحت السياسة الأميركية الداخلية واضحة وضوح الشمس في تعاملها مع رؤوس الأموال وأصحاب هذه الأموال على حساب الطبقات الأضعف والتي تشكّل أكثر من 99% من المجتمع الأميركي. وأصبح الاتحاد الفدرالي عبئاً كبيراً على بعض الولايات الغنيّة، وسوف تبدأ بعض الولايات الغنيّة بالانفصال، وحتى ان النظام الصحّي الشامل بدأ بالانهيار، والخوف الأكبر هو الانهيار الاقتصادي.
أما السياسة الأميركية في كل من دول أميركا الجنوبية، فسوف يكون لها أثر سلبي واضح على الأمن الداخلي الأميركي.
وأيضاً ظهور قوى طائشة مثل إيران وباكستان. كل هذا سوف يكون له الأثر الأكبر على نفاد الوقود، تسير أميركا وفق سياستها الخارجية التي تسير عليها.
فهل تكون هذه الإشارات انتهاء حقبة قويّة وعظيمة؟!
aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.