الشيخ نعيم قاسم يريد أن يحارب… السؤال بماذا؟؟؟

38

كتب عوني الكعكي:

للأسف الشديد، هناك كثير من الكلام يدور حول ما إذا كانت هناك حرب جديدة على لبنان، حرب تقوم بها إسرائيل. وهذا الجوّ «موجود» عند كل الناس.. وللأسف الشديد نرى أنّ بعض وسائل الإعلام تروّج لهذا الجوّ الذي يضرّ بمصالح اللبنانيين، خصوصاً أنّ هناك الكثير من مواطني دول العالم: لبنانيين وغير لبنانيين يرغبون بزيارة لبنان، وبسبب الكلام في الإعلام وتهويل الأمر يلغون حجوزاتهم.

على كل حال، قبل أن أبحث بما قاله الشيخ نعيم قاسم، لا بدّ من أن نتوقف عند الترويج للحرب كما ذكرت، وهنا أسأل: هل توقفت الحرب الإسرائيلية على لبنان حتى تتجدّد؟؟

في الحقيقة، منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار بين العدو الإسرائيلي ولبنان بتاريخ 27 تشرين الثاني عام 2024 وحتى يومنا هذا لم تتوقف إسرائيل ولا لحظة عن عدوانها على لبنان.. وحسب الإحصاءات، أصبح عدد الشهداء يفوق الـ400 شهيد، إضافة الى عمليات المسيّرات التي لا تتوقف لا في الليل ولا في النهار..

لذلك، أتساءل: ما هي مصلحة إسرائيل بشن حرب واسعة على لبنان، لأنّ الوضع الحالي يناسبها… وهي تختلق الحجج للقيام بأعمال عسكرية بدون توقف، فلماذا تقوم بحرب تجبرها أن تتوقف مجدّداً؟

أما بالنسبة لخطاب الشيخ نعيم قاسم، فالأهم توزيع ڤيديو يصوّر الشيخ نعيم في لباس المقاوم، وكأنّ الڤيديو هو رسالة لإسرائيل… إنّه مستعد للحرب!!!

على كل حال، ما قاله الشيخ نعيم يطرح سؤالاً: إذا كان يريد أن يحارب إسرائيل، فبماذا سيحاربها؟

أوّلاً: هل هناك لدى الحزب طيران عسكري يمكن أن يمنع الطيران الإسرائيلي المعادي من العربدة فوق لبنان، ويتجوّل يميناً وشمالاً، يصوّر ويطلق صواريخ.. ولا يجرؤ أحدٌ على توجيه سؤالٍ مفاده… بأي حق يحدث هذا؟

ثانياً: يبدو أنّ موضوع الصواريخ التي كان يهدّد الحزب بها مقرونة بشعار ما بعد بعد حيفا، سقط منذ زمن بعيد وبعد سنتين من دخول الحزب في 8 أكتوبر 2023، يوم أعلن شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله بدء مساندة غزة في التصدّي للعدوان الإسرائيلي، وقد تبيّـن لاحقاً أنّ مسألة الصواريخ لم تكن جدّية.. وثبت أنه لا يوجد لدى الحزب صواريخ يمكن أن تؤمّن التوازن مع إسرائيل.

ثالثاً: صحيح أنّ الحزب يملك بعض المسيّرات، ولكن باعتراف شهيد فلسطين، بعد عملية «البيجر»، أنّ إسرائيل متقدّمة بشكل كبير في موضوع التكنولوجيا، ممّا يعني أنّ أجواء لبنان مفتوحة للعدو الإسرائيلي.

لذلك، رحمة بالعباد… عليكم أن توقفوا هذه التهديدات والعنتريات.

أما بالنسبة للذين يلومون الرؤساء بسبب التقصير في القضاء على سلاح الحزب، فلا بدّ أن نقول: إنّ هذا السلاح موجود بأوامر إيرانية..

وللعلم، فإنّ إيران منذ عام 1983 وحتى يومنا هذا تدعم الحزب بمليار دولار سنوياً ثمن أسلحة ومليار كرواتب… وهذا ما قاله شهيد فلسطين في مناسبات عدّة.

الحلّ بالنسبة لسلاح الحزب يجب أن يكون البحث فيه مع إيران لا مع اللبنانيين… ونقطة على السطر.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.