لم يعد لكم في الحمض أحد يا شعب فلسطين
بقلم أنور الرشيد
قبيل توقف الحرب في غزة كان لي رأي، وقد اتفق عليه العديد من المراقبين بأن مسألة وقف الحرب في غزة لن يوقفها اتفاقات ولا تعهدات ولا مؤتمرات طالما أن اليمين المتطرف هو صاحب القرار وكان الرأي، وما أن يتم الإفراج عن أسرى الكيان ستنفجر الحرب مرة أخرى لن تكون في غزة وحدها، وإنما في فلسطين وستتوسع حولها، وذلك لم يكن ضربًا من الخيال ولا قراءة الطالع، وإنما حقيقة أعلنها المتطرفون أنفسهم بأنهم ينفذون ما جاء بكتابهم المقدس، وأنهم في حرب الهرمجدون التي ستعيد لهم دولتهم التي وعدهم بها الله من النيل للفرات
يوم أمس طالعتنا التقارير من مختلف وسائط الإعلام الغربية والشرقية بما فيها من الكيان ذاته عن مقتل 63 فلسطينيًا، بينهم 24 طفلًا، وإصابة عشرات آخرين، في سلسلة غارات شنها جيشه مساء أمس، وفجر اليوم على مناطق مختلفة في غزة، وهذا يؤكد على أن هذا الكيان لا عهد ولا وعد له، وأن معركته مستمرة وستستمر لسبب بسيط وهو تحقيق رؤيته المقدسة وهذه الحقيقة التي على ما يبدو أنظمة منطقتنا حتى الساعة غير مقتنعين بها أو غير مستوعبين لها، ولا يزالون يعتقدون بأن مهادنة المتطرفين والتطبيع معهم وعقد اتفاقيات سلام حتى بمنظورهم الديني المتطرف سيجنبهم أذاهم وخطرهم
غارات الأمس باعتقادي هي جس نبض لردود الفعل التي ممكن أن تصدر من أنظمة المنطقة وبقية دول العالم وحتى الساعة ردود الفعل اقتصرت على الإدانة والاستنكار كالعادة؛ وعليه أجزم بأن ما سنشاهده في المستقبل المنظور أسوأ سيناريو يمكن تخيله للمنطقة وللقضية الفلسطينية لا سيما ونحن نرى بأن الداعم الرئيس والأساسي وهو إيران ينسحب رويدا رويدا ويرفع يده بعد أن تم تخييره ما بينه كنظام وبين رفع يده عن الملف الفلسطيني حتى اليمن يتم تحجيمه بكل الوسائل.
السؤال هنا من تبقى معكم يا شعب فلسطين غير الشعوب أما الأنظمة فلم يعد في الحمض أحد منهم إلا من رحم الله منهم؟
أنور الرشيد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.