إنجازات «فيلق القدس»!!!
كتب عوني الكعكي:
لا شك ان فكرة «فيلق القدس» قد جاءت كفكرة جهنمية، للسيطرة على الشارع الإسلامي، خصوصاً أنّ القضية الفلسطينية وخاصة مدينة القدس لها رمزية خاصة عند المسلمين، إذ أنّ القدس هي: ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين.
العقل الجهنمي لمشروع ولاية الفقيه يجب أن لا يُستهان به، خصوصاً أنّ طرح قضية فلسطين منذ اليوم الأوّل لوصول الخميني الى الحكم وإقفال السفارة الاسرائيلية في طهران وإقامة سفارة فلسطين مكانها ليقول: إنه جاء الى الحكم من أجل توحيد المسلمين، أي أن يكون جميع المسلمين حسب مشروعه شيعة. وكي يزيد إغراء الشعوب أقام ما يسمّى بـ«فيلق القدس»، التنظيم المسلح المختص بتحرير مدينة القدس. وكما تعلمون فإنّه سرق علم فلسطين ليتقدّم به التظاهرات التي تدعو الى تحرير القدس من الاحتلال الاسرائيلي. وهذا العنوان لوحده يشد جميع المسلمين في العالم…
وبالعودة قليلاً الى بداية نظام الملالي، فإننا نقول: إنّ هذا التنظيم الشيعي أتى به الى إيران وزير خارجية أميركا هنري كيسنجر للتخلص من الجيش العراقي الذي كان يهدد الوجود الإسرائيلي. والتاريخ يقول إنّ الاجتماع الذي حصل في حرب 1973 المجيدة خلال خلوة بين كيسنجر وغولدا مائير، رئيسة الحكومة الاسرائيلية آنذاك، تضمّن قول كيسنجر: كيف تستطيع أن تعيش إسرائيل بوجود 3 دول عربية تحيط بها هي: سوريا ومصر والعراق؟
بالنسبة لمصر جاء التهديد الذي أعلنه الرئيس أنور السادات بقوله «ما قدرش أحارب أميركا». لذلك لم يتبقَ إلاّ القضاء على الجيش العراقي.
من أجل ذلك ذهب كيسنجر للقاء الشاه وطلب منه القضاء على الجيش العراقي، فرفض. لذلك رتّب كيسنجر مخطّط نقل آية الله الخميني الى إيران الذي كان يعيش مختبئاً في العراق ثم فرنسا. وللعلم فإنّ صدّام كان يرغب في اغتياله ولكنه هُدّد بعدم الاعتداء عليه، ثم تم نقل آية الله الخميني الى باريس، أولاً.
واستأجرت المخابرات المركزية الاميركية الـC.I.A منزلاً له في ضواحي باريس ليبدأ مخطّط العودة الى طهران وقلب نظام حكم الشاه، لمصلحة التطرّف الشيعي، لتبدأ مع مجيء آية الله الخميني مشروع التشيع في المنطقة، أي حرب بين إيران والعراق والتي دامت 8 سنوات بين 1980 و1988، حيث تم إنشاء «فيلق القدس» بعد عامين من انتهاء هذه الحرب.
يبقى السؤال الكبير: ما هي الإنجازات التي حققها «فيلق القدس» من أجل القدس؟..
أولاً: حرب ضد أهل السنّة في العراق، وتدمير الجيش العراقي الذي كان يمنع إسرائيل من احتلال دمشق.
ثانياً: تمويل الميليشيات الشيعية التي أنشأها اللواء قاسم سليماني في العراق: منظمة بدر، والحشد الشعبي، وحزب الله العراقي، وعصائب أهل الحق، وسرايا الخراساني.
وسوريا: كان «فيلق القدس» مسانداً لنظام بشار الأسد يعمل من خلال الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له من أجل إبقاء بشار .
ولبنان: حزب الله.
واليمن: الحوثيون.
ثالثاً: كان اللواء قاسم سليماني هو الحاكم الفعلي للعراق، إذ هو صاحب القرار في كل شيء، وزيادة كان يحصل على 5 مليارات دولار من نفط العراق ليصرفها على ميليشياته الطائفية، حزب الله وأبو الفضل العباس وغيرهما من الميليشيات الموالية لإيران.
رابعاً: ماذا فعل قاسم سليماني يوم قامت الثورة السورية؟
ذهب الى موسكو وعقد اتفاقية شراء سلاح من روسيا، ودفع لسوريا 10 مليارات دولارات من أجل دعم الرئيس الهارب بشار الأسد، الذي كان يقتل شعبه بحجة القضاء على الارهاب حيث قتل مليونا ونصف المليون وهجّر نصف الشعب السوري أي حوالى 12 مليوناً. كل ذلك بمساعدة اللواء قاسم سليماني ومعه الروسي من أجل بقاء نظام الأسد واستمرار حكمه.
خامساً: بعد القضاء على العراق وعلى سوريا، وهروب بشار الأسد، جاء دور حزب الله في لبنان ليدعمه بحجة الدفاع أو المساندة لغزة. فدخل لبنان حرباً ليس مؤهلاً لها وليس عنده الإمكانيات ليحارب إسرائيل، وقد جرّب ذلك عام 2006 وفشل.
أخيراً، لا بدّ من القول إنّ المخطط الجهنمي للقضاء على المسلمين بحجة استرجاع القدس، قد نجح. خصوصاً أنّ القضية الفلسطينية وبفضل نظام الملالي كانت متجهة الى الانهيار والنهاية، لولا البطل يحيى السنوار الذي لا يمكن أن يتكرّر، والذي فضح مؤامرة نظام الملالي و«فيلق القدس» وبأنه لم يطلق رصاصة واحدة ضد الجيش الاسرائيلي خلال 43 سنة. فالعنوان «فيلق القدس» كان واجهة فقط، والحقيقة هي القضاء على القضية الفلسطينية.
الله كبير، الذي أرسل القائد يحيى السنوار ليُفشل مخطّط «فيلق القدس» وهنري كيسنجر. بل عادت القضية الفلسطينية الى الطاولة… وقريباً سنشهد قيام دولة فلسطينية بالرغم من كل المؤامرات.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.