وفد الخزانة الاميركية ينقل رسائل “حامية” ولبنان يؤكد التزام “المطلوب”‏

عون في بلغاريا: مهمة جيشنا مصيرية لبسط السيادة ووقف العدوان

35

الثابت الواضح في الحركتين السياسية والاقتصادية الاميركية والعسكرية الاسرائيلية ان الضغط يتعاظم على لبنان مع كل يوم يمر حتى انهاء حزب الله عسكرياً عبر الحكومة اللبنانية بالحسنى والا باليد الاسرائيلية. فبعد مواقف الموفد الاميركي توم برّاك وقبيل وصول السفير الجديد ميشال عيسى الى بيروت نهاية الاسبوع صعّد وفد وزارة الخزانة الأميركية ومجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لهجته امام المسؤولين اللبنانيين الذين اجرى معهم جولات نقاش موسعة شملت شريحة واسعة من الرؤساء والوزراء والنواب.

أما اسرائيل فعلى تصعيدها الميداني جنوباً وبقاعاً وتهديدها اليومي لحزب الله وللدولة اللبنانية ان لم تنفذ قرارها بحصر السلاح في يد الشرعية.

مكافحة التبييض

في السياق، واصل الوفد الأميركي من وزارة الخزانة الأميركية ومجلس الأمن القومي في البيت الأبيض برئاسة سيباستيان غوركا، جولته التي بدأت اول امس من قصر بعبدا، وزار السراي حيث استقبله رئيس الحكومة نواف سلام الذي أكد خلال اللقاء التزام الحكومة باستكمال مسيرة الاصلاح، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، وترسيخ سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية. وجرى استعراض التقدّم المحقّق في ضبط الحدود وتنظيم حركة الأشخاص والبضائع. كما تناول البحث الجهود الحكومية في مكافحة تبييض الأموال، من خلال تعزيز الشفافية وتطبيق القوانين الرقابية في القطاع المالي بهدف إعادة الثقة والالتزام بالمعايير الدولية. وتمّت مناقشة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب ومختلف المناطق دعمًا للاستقرار وترسيخًا لسلطة الدولة، بالاضافة الى تعزيز سلطة الدولة في الموانئ البحرية والجوية.

جولة

ايضا، زار الوفد امس وزيري العدل عادل نصار الذي قال ان الدولة تقوم بما يمليه عليها ضميرها، والداخلية أحمد الحجار الذي اكد التزام لبنان محاربة تبييض الاموال وتعزيز الامن.

كما زار الوفد النائب فؤاد مخزومي ورئيس حزب الكتائب سامي الجميّل.

مهمة مصيرية

وسط هذه الاجواء، عقدت محادثات بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والرئيس البلغاري رومين راديف في قصر الرئاسة البلغارية، تلتها محادثات موسعة بين الجانبين اللبناني والبلغاري. وأشار الرئيس عون، في مؤتمر مشترك مع راديف، إلى أنّ “مهمّة جيشنا مصيرية في هذه الظروف لأن عليه وحده من دون شريك لا من خارج الدولة ولا من خارج لبنان أن يبسط سلطة دولتنا على كامل أراضيها وحدودها، وأن يفرض سيادتها الكاملة، بحيث تتوقف الاعتداءات الاسرائيلية على أرضنا، وتنسحب إسرائيل من النقاط التي تحتلها داخل لبنان”. وأضاف الرئيس عون “هذا ما يجب أن يترافق مع مسارٍ تفاوضي، نعتبره السبيل الوحيد لتحقيقِ أهدافِنا الوطنية ومصلحةِ لبنانَ العليا. تماماً كما سبق للبنان أن أقدم وفاوض أكثر من 10 مرات، وبإجماعِ قواه السياسية الحالية كافة بلا استثناء، كان آخرها بين العامين 2020 و2022، لإنجازِ الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل. وفي تشرين الثاني الماضي بالذات، من أجل وقف الاعتداءات وحصرِ كل السلاح بيد الدولة اللبنانية”.

لن نسلم السلاح

في المقابل، أكد عضو المجلس السياسي في “حزب الله” محمود قماطي أن “من حقنا الوطني واللبناني أن نرفض أن يقول الأميركي للحكومة اللبنانية افعلوا كذا وكذا خدمةً للإسرائيلي، هذا أقل حقوقنا”. واشار من جبيل الى أن “عندما نقول لن نسلم السلاح، فإنّ هذه العبارة بالأعراف السياسية والوطنية هي أقل عبارة يمكن قولها أمام هذا التهديد الوجودي لكل لبنان. ماذا يُطلب منا أن نقول لقوى تعتدي علينا يومياً؟ أن نقول سنسلم السلاح؟ أو أن ندعو جميع الفصائل اللبنانية التي تحمل السلاح وتجمعه في المخازن الى ان نتوحد، وتصبح هذه القوى هي الاستراتيجية الدفاعية للبنان ورفع سقف الشروط اللبنانية”؟

غارات

على الارض، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي فجر امس سيارة مدنية على الطريق الساحلي قرب بلدة البيسارية في الجنوب، ما أدى إلى سقوط قتيل. وأشارت المعلومات الى أن المستهدف في الغارة هو أبو علي سمير فقيه مسؤول جمعية خدام الإمام الحسين. وظهرا، استهدفت مسيرة منطقة الضهور في خراج بلدة الحميري في قضاء صور. اما بعد الظهر، فشن الطيران الحربي غارتين على تخوم السلسلة الشرقية في قضاء بعلبك، إحداهما على أطراف النبي شيت، والثانية على محلة الشعرة بالقرب من جنتا. بالتزامن سجلت غارات اسرائيلية على سلسلة مرتفعات الريحان وعلى منطقتي القطراني والمحمودية. واستهدفت مسيرة اسرائيلية بيك أب في الهرمل، من دون تسجيل إصابات. واستهدفت غارات إسرائيلية جبل الرفيع في إقليم التفاح ومحيط الجرمق.

ووسط كثافة كبيرة للمسيرات في الاجواء المحلية، تحدثت إذاعة الجيش الاسرائيلي عن “موجة من الاستهداف لسلاح الجو الاسرائيلي في جنوب لبنان”. وفجّرت قوة إسرائيلية عند الأولى من بعد منتصف الليل ثلاثة منازل في بلدة حولا – قضاء مرجعيون تعود لأشقاء من آل شحيمي.

ضغط على الجيش

ليس بعيدا، أفادت “رويترز” نقلاً عن مسؤولين لبنانيين وإسرائيليين، أنّ “إسرائيل تضغط على الجيش اللبناني ليكون أكثر حزماً في تنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله”. وأضاف المسؤولون: “إسرائيل تضغط على الجيش اللبناني لتفتيش منازل في جنوب لبنان بحثًا عن الأسلحة”، لافتين إلى أنّ “الطلب الإسرائيلي قوبل بالرفض من قيادة الجيش اللبناني تفادياً لإشعال نزاع داخلي وتقويض الاستراتيجية الدفاعية”. كما نقلت “رويترز” عنهم قولهم إنّ “خطة الجيش لا تشمل تفتيش الممتلكات الخاصة، وإسرائيل طالبت بتنفيذ مداهمات للمنازل خلال اجتماعات آلية الميكانيزم في تشرين الأول الماضي”. ولاحقاً، نُقل عن مسؤول إسرائيلي قوله إذا نزع الجيش اللبناني سلاح حزب الله فسننسحب تدريجيا.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.