قلة الوفاء في عالم الفن
بقلم سليمان أصفهاني
قلة الوفاء في عالم الفن ليست شعاراً ولا عنواناً رناناً بل واقعاً حقيقياً يعاني منه كثر من إعلاميين وشعراء وملحنين وحتى منتجين وتأتي هذه الآفة من عمى الاضواء وثرثرة المنتفعين او الذين يسعون للاستفادة من شهرة هذا وذاك، وأحياناً تكون القلة في الوفاء (علة) في المشهور نفسه أن إرث سيدوم أكثر من السيدة أم كلثوم او الموسيقار محمد عبد الوهاب أو الفنانة فيروز او الفنانة صباح، ومن هذا المنطلق يختلط زيت الوهم مع ماء المال والاضواء وتصفيق مجموعة من المطبلين وينتهي الامر بصدمة قوية بحائط لم يفلت أحد من عقابه من قبل .
مثلاً يأتي فنان يتحدث عن الوفاء والصحافة الصفراء التي تحاربه في المهرجانات والحفلات الدولية ويحاضر لفترة من الوقت بالشفافية والفن الراقي، وهو في المقابل عاش من بداياته على الصحافيين الملونين بالاصفر لدرجة (اليرقان) الفكري وأطلق على نفسه مئات الشائعات حتى لفت الانتباه اليه وأبعد عنه المحترفين في الاعلام، ولهث خلف الملونين ودفع لهم المال وقدم الهدايا وخصص الطاولات لاسعادهم في حفلاته، وبعد كل هذا نراه يعطي محاضرة في الاعلام وأصوله وأن ثمة نجوم من الصف الاول يقفون في طريقه، وفوق كل تصريحاته يرتدي ثوب الوفاء الملطخ بوجوه كثر واكبوه عن ثقة وقناعة في مرحلة من المراحل وتحولوا الى ضحايا ثقته الزائدة بنفسه، وتناسى ان هناك حائط ينتظره في النهاية.
في المقابل نجد فنان لا يفارق ملحن او شاعر او موزع موسيقي او إعلامي لفترة طويلة، وفجأة ينقلب عليهم جميعاً ويهاجمهم ويذهب للبحث عن مصلحته مع أشخاص آخرين ويتكرر المشهد، وفي النهاية يخرج في الاعلام ليقول (مين قال بعد في وفا)، السؤال هنا كيف انتهى الوفاء عند كل هذه المجموعات وبقيت انت الوحيد الوفي؟ هل هي النرجسية؟ او الانانية؟ أو إنتهاء مدة المصالح؟. في عالم الفن مصير الخبز والملح بنظر البعض هو المرحاض وليس الثلاجة او (البراد) وتنفيذ أحكام الاعدام النفسي بكل من هو شفاف او عفوي ولا يفضح أسرارهم التي تبدو مخيفة بشكلها ولونها ورائحتها، وفي المرحلة الحالية أصبحت قلة الوفاء مضاعفة وهناك مجموعات تلهث خلف المصالح الآنية فقط وآخرين يجمعون الاموال خوفاً من الزهايمر في المستقبل، وتوجد في نفس الوقت مجموعة تستغل حاجة الذين من حولها فتجمع الملايين وترمي لهم القروش لضمان إستمرارية التحكم بهم، والدوامة مستمرة و(وفاء) شنقت نفسها أمام هذا المشهد المضحك المبكي .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.