كتبت تيريز القسيس صعب
الشرق – تنطلق اليوم وبزخم كبير الاتصالات الداخلية بين المعنيين في الملف الرئاسي وسفراء مجموعة اللجنة الخماسية المعتمدين في بيروت.
وكما هو متوقع، يستضيف سفير جمهورية مصر العربية علاء موسى، سفراء كل من الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون، فرنسا هيرفيه ماغرو، المملكة العربية السعودية وليد بخاري ودولة قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، في دار السفارة المصرية في بيروت، وذلك بهدف البحث في الخطوات اللاحقة والمتتالية الواجب اعتمادها والسير فيها لانجاح مهمتهم، اضافة الى اهمية تنسيق العمل بين الأعضاء توصلا الى إنجاز الاستحقاق الانتخابي. وبحسب احد السفراء العرب العضو في «الخماسية»، فإن الاجواء الداخلية السياسية تبدو في الشكل مشجعة وداعمة لتحرك اللجنة، إما في المضمون فإن الأمور معقدة بعض الشيئ. فهناك مطبات جمة على المجموعة اجتيازها وتخطيها وسط التجاذبات الاقليمية والدولية التي تمر بها المنطقة والتي يتأثر بها لبنان بشكل مباشر وحتمي. ويقول المرجع الديبلوماسي الذي لم يشأ ذكر اسمه لـ «الشرق» ان السفراء سيضعون المرحلة الثانية من ورقة طريق وضعت سابقا قبل عطلة الاعياد، وسيعملون على تطبيقها وتنفيذها عبر اللقاءات والمشاورات التي سيجرونها مع مختلف القيادات والاحزاب المعنية في الملف الرئاسي، اضافة الى انهم سيتواصلون مع مراجع دولهم لنقل الصورة الحقيقية للوضع الداخلي، والذي على اثره سيتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، والمرجح على أساسه ان يدفع المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان القيام بزيارة للبنان ام لا. في المقابل، يظهر جليا ان التطورات الإقليمية والخطرة التي سادت خلال الساعات الماضية على اثر الضربة العسكرية الإيرانية على اسرائيل، باتت تتقدم اليوم كل الملفات والاهتمامات والاتصالات الدولية للجم أي تدهور عسكري مستقبلي موسع وخطير قد يحدث في المنطقة، والذي في طبيعة الحال قد يترك تداعيات وتاثيرات كبيرة ليس على لبنان واسرائيل فحسب إنما على كل الدول العربية المجاورة والتي تم خرق سيادتها واجوائها بالمسيرات الإيرانية. وتكشف تقارير المراجع الدولية والتي وصلت عبر الاطر الديبلوماسية إلى القيادات والمراجع العليا في المنطقة، ان المنطقة على حافة بركان وان الجهود الديبلوماسية التي تعمل عليها دول القرار لم تثن اسرائيل حتى الساعة عن تعديل او تبديل موقفها من الرد على الجبهة الايرانية، وبالتالي فإن الأمور مفتوحة على كل الاتجاهات والتوقعات. وما يمكن جزمه وتأكيده ان المساعي الديبلوماسية الحثيثة التي تبذل اليوم قد تفتح ثقبا للحل السياسي، وللاتفاقات والتسويات المرجوة. ناهيك عن أن استحقاقات مهمة تنتظر بعض دول القرار والتي بحسب نتائجها قد تبدل الصورة الجديدة للمنطقة، وتعيد رسم خريطة جديدة مختلفة لمنطقة الشرق الاوسط. وكما يستشهد احد السفراء الأجانب بالقول دائما: «عند نشوب حرب ما، نشهد دائما مفاوضات ديبلوماسية سرية بين المتصارعين. فلغة النار لا توصل الى حل، إنما تكون حافزا مهما للتوصل إلى اتفاقات وتسويات للحل السلمي…».