اعتداءات إسرائيلية نوعية وعون يطلب من الجيش التصدّي للتوغّلات

من بين زيارتَي المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس ورسائلها التفاوضية والمسؤولين المصريين السياسيين والامنيين لبيروت، وعلى اعتاب وصول السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى الى لبنان وما بينهما رفض الثنائي الشيعي توسيع لجنة الميكانيزم التي اجتمعت في الناقورة اول امس، أطلت اسرائيل على لبنان بحلة عسكرية جديدة وتصعيد فريد من نوعه منذ اتفاق وقف اطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، فتوغلت لمسافة داخل الاراضي اللبنانية وقتلت موظفا في بلدية بليدا قبل ان تعمد الى تفجير مبنى النادي الحسيني في العديسة وتستأنف غاراتها في اتجاه عدد من البلدات الجنوبية فيما تستبيح مسيراتها الاجواء اللبنانية وصولا الى بعبدا.
الجيش والميكانيزم
وفي التفاصيل التي جاءت في بيان صدر امس عن قيادة الجيش ان “فجر اليوم توافرت معلومات حول إطلاق نار في محيط مبنى بلدية بليدا – مرجعيون. على الفور، توجهت دورية من الجيش إلى المكان، حيث تبيّن أن وحدة بريّة معادية توغلت داخل البلدة، وأطلقت النار على مبنى البلدية، واستهدفت أحد موظفيها ما أدى إلى استشهاده”. وتابعت “إن ما أقدم عليه العدو الإسرائيلي هو عمل إجرامي وخرق سافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701، ويأتي في سياق الاعتداءات المتواصلة من جانبه على المواطنين الآمنين. وإن الادعاءات والذرائع الواهية التي يطلقها العدو باطلة ولا تمت إلى الحقيقة بِصلة، وإنما تهدف إلى تبرير انتهاكاته ضد وطننا ومواطنينا”. وطلبت قيادة الجيش من “لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (Mechanism) وضع حد لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية، كما تتابع القيادة باستمرار انتهاكات العدو بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل”.
اعتراض اليونيفيل
وفي تحرك غاضب، أقدم عدد من أهالي بلدة بليدا على قطع الطريق، احتجاجًا على اقتحام الجيش الاسرائيلي مبنى البلدية. وخلال التحرك، مرت دورية لـ”اليونيفيل” في المنطقة، إلا أن المحتجين اعترضوا طريقها وأجبروها على التراجع.
رد رئاسي متقدم
اعتداء بليدا لم يمر من دون موقف رئاسي متقدم وحاسم. فقد طلب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل صباحا في قصر بعبدا تصدي الجيش لاي توغل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين. واطلع العماد هيكل رئيس الجمهورية على تفاصيل التوغل الإسرائيلي الذي حصل ليل امس في بلدة بليدا واستشهاد احد العاملين في البلدية إبراهيم سلامة خلال قيامه بواجبه المهني. واعتبر الرئيس عون ان هذا الاعتداء الذي يندرج في سلسلة الممارسات الاسرائيلية العدوانية ، اتى بعيد اجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) التي يفترض إلا تكتفي بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على اسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية.
بري وسلام
بدوره قال رئيس مجلس النواب نبيه بري “إن ما حصل في بليدا والعديسة والعدوان الجوي صباحا على أطراف بلدات العيشية والجرمق والخردلي وإنتهاك أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، هو فعل يتجاوز الإستباحة الإسرائيلية للسيادة الوطنية اللبنانية وقرارات الأمم المتحدة بل هو عدوان على لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة”.
وأكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام “ان التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا واستهدافها المباشر لموظّفٍ في البلدية أثناء تأدية واجبه، هو اعتداءٌ صارخ على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها”. أضاف في بيان: ‏كلّ التضامن مع أهلنا في الجنوب والقرى الأمامية الذين يدفعون يوميًا ثمن تمسّكهم بأرضهم وحقّهم في العيش بأمانٍ وكرامة تحت سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها”. وختم “‏نتابع الضغط مع الأمم المتحدة والدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية لضمان وقف الانتهاكات المتكرّرة وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من اراضينا”.
الحزب يثمّن
اما حزب الله فرأى في بيان “ان تمادي العدو في جرائمه وارتكاباته يستوجب من الدولة اللبنانية ومن كل القوى ‏السياسية اتخاذ موقف وطني موحد ومسؤول وصلب لتقوية موقف لبنان إزاء هذه الاعتداءات المتواصلة”. وثمن “حزب الله موقف رئيس الجمهورية بالطلب من الجيش اللبناني مواجهة ‏التوغلات الإسرائيلية، ودعا إلى دعم الجيش بكل الإمكانيات اللازمة لتعزيز ‏قدراته الدفاعية وتوفير الغطاء السياسي لمواجهة هذا العدو المتوحش، كما دعا ‏الحكومة أيضاً إلى اتخاذ خطوات مغايرة لما قامت به طوال 11 شهرًا وتحمل ‏مسؤولياتها بإقرار خطة سياسية وديبلوماسية لوقف الاعتداءات ولحماية المواطنين ‏اللبنانيين ومصالحهم، ومطالبة المجتمع الدولي ومجلس الأمن وقوات الطوارئ ‏الدولية بتحمل مسؤولياتهم باتخاذ المواقف الرادعة والمناسبة لوقف العدوان”.
الداخلية والخارجية
انتخابيا، وغداة جلسة مجلس الوزراء التي انتهت اوكلت الى اللجنة الوزارية متابعة القانون والعودة الى الحكومة بتقرير الخميس المقبل، أعلنت وزارتا الداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين ان “اللجنة المشتركة من وزارتي الداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين عقدت اجتماعها الاول امس في مبنى وزارة الداخلية، بحضور الوزيرين أحمد الحجار ويوسف رجي، وذلك لدراسة تطبيق دقائق أحكام الفصل الحادي عشر من قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب، المتعلق باقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الاراضي اللبنانية”.