أوراق وملاحظات تتجول على خط واشنطن – بيروت. جولات بلغت الثلاث للمبعوث الاميركي توم برّاك لم تنته الى اي حسم. بنود تبقى واخرى تُزاد بحسب تقلبات المواقف، لكنّ شيئاً مما ينتظره اللبنانيون لم يطفُ على واجهة المشهد التفاوضي اللبناني- الاميركي. الضمانات التي اعلن اول امس انها غير متوافرة من جهة اسرائيل، ليست المشكلة فيها كما اعلن برّاك من عين التينة امس، حيث ضخ جرعة أمل غير مستندة الى اي معطى يتيح البناء عليه. وحدها عبارة “اميركا لن تتخلى عن لبنان” من شأنها ان تخفف منسوب القلق المشروع على المستقبل واحتمال بقائه وحيدا على قارعة الطريق فيما تتقدم دول الجوار كلها بسرعة نحو الاستقرار والسلام.
الانطباعات هذه هي نتاج ما يعلن من مواقف في اعقاب اللقاءات التي يعقدها برّاك في بيروت ، الا ان مصادر سياسية مطلعة على مناخ المحادثات تؤكد لـ”المركزية” ان “الامور ماشية” وفق الخطة المرسومة، بعيدا من الفولكلور والضوضاء، حرصاً على تنفيذها بهدوء ورويّة من دون استفزاز اي فريق لبناني، فالمهم على حدّ قولها “أكل العنب مش قتل الناطور”.
سنصل الى الاستقرار
في ثاني ايام جولته على القيادات اللبنانية، زار الموفد الرئاسي الاميركي والوفد المرافق مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحضور السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان، وتناول اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وربع الساعة، تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية. برّاك اكتفى بعد اللقاء بالقول : اللقاء مع رئيس المجلس كان ممتازاً ونعمل قدما للوصول الى الإستقرار وعليكم ان تتحلوا بالامل. وأكد، ردا على سؤال حول سبب رفض الولايات المتحدة الاميركية إعطاء الضمانات التي يطلبها لبنان، أن “المشكلة ليست في الضمانات”، مضيفًا: “سنصل إلى الاستقرار”. واستكمل “مستمرّون بالعمل ونحرز تقدمًا وعليكم أن تتحلّوا بالأمل”. وكان برّاك قال عند وصوله الى عين التينة “متفائل من زيارتي للبنان… أميركا لن تتخلى عن لبنان”.
أزيل التشاؤم؟
اثر اللقاء، أفيد انه كان ايجابيا للغاية ويمكن القول إنه أزال الجو التشاؤمي الذي كان سائدا في الفترة الاخيرة. وأشارت معلومات صحافية إلى أنّه “قد يكون لدى رئيس مجلس النواب مقترح يقدّمه لبرّاك يرتكز على أن تخطو إسرائيل خطوة تجاه لبنان أي وقف العدوان لـ15 يوماً وبعدها يبدأ لبنان بنزع السلاح” الا ان مصادر قريبة من عين التينة نفت ذلك. وأضافت المعلومات بأن الموقف الرسمي اللبناني كان موحّدا وما سمعه برّاك في بعبدا عاد وسمعه في عين التينة، لافتة إلى أن “حزب الله لا يزال مصرّا على عدم تسليم سلاحه وعلى عدم وضع جدول زمني”. كما كشفت أن برّاك قال لمسؤولين التقاهم إنّ الردّ اللبناني هو ردٌ ناقص.
مرحلة حساسة
وامس، شدد رئيس الجمهورية على ان المرحلة الراهنة دقيقة وحساسة وتتطلب وعياً وطنياً ومواقف جامعة تصون وحدة لبنان ارضاً وشعباً وتحمي سيادته واستقلاله. وأشار الى ان لبنان مرّ بظروف أصعب من تلك التي يعيشها اليوم، لكنه استطاع تجاوزها بالتفاف اللبنانيين حول دولتهم ومؤسساتهم الدستورية والأمنية. واكد ان الاتصالات مستمرة لمعالجة تداعيات ما يجري في عدد من دول المنطقة لتفادي تأثيرها على لبنان، مجدداً التنويه بمواقف القيادات اللبنانية السياسية والروحية حيال ما حصل في سوريا مؤخرا من احداث مؤسفة. كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله رئيس الطائفة الانجيلية في سوريا ولبنان القس جوزف قصاب يرافقه القاضي فوزي داغر والمحامي شارل غفري. وتطرق البحث خلال اللقاء الى أوضاع الطائفة وحاجاتها، والوضع في سوريا.
بطاركة
وليس بعيداً، عقد في المقر البطريركي في الديمان اجتماع ضم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، بطريرك السريان الكاثوليك يوسف الثالث يونان و بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان،، في حضور السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا تداولوا خلاله في أمور كنسية وتداعيات التطورات الأخيرة في المنطقة.
جنبلاط – ارسلان
الى ذلك، استقبل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، مساء الإثنين، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، يرافقه نجله مجيد أرسلان، بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، النائب وائل أبو فاعور، الشيخ وجدي أبو حمزة، والقيادي في “التقدمي” خضر الغضبان. وخلال اللقاء، جرى البحث في التطورات في لبنان والمنطقة، لا سيما الأوضاع في محافظة السويداء وسبل حماية الاستقرار الداخلي في لبنان.
ارجاء الجلسة
على صعيد آخر، أعلنت اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة والمكلفة درس اقتراحات القوانين الإنتخابية، ان “بسبب تزامن إنعقاد جلسة الهيئة العامة لمجلس النواب مع موعد انعقاد جلستها المقرر عقدها عند الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الأربعاء الواقع فيه 23/7/2025، أرجأت اللجنة جلستها الى موعد يحدد لاحقا”.