«الحزب» يخوّن اللبنانيين ويمدّ لهم اليد!

لارا يزبك
قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إن المقاومة في حربها ضد العدو الإسرائيلي «عايشت تضامناً إنسانياً في لبنان، لكنها للأسف لم تعايش وحدة وطنية ضد العدو الصهيوني». وأضاف رعد «للأسف، ثمة في لبنان بعض المتصهينين، وهناك مَن يطالبنا بما يطالبنا به عدونا، ولا يخجلون أن ينادوا بالتخفف منا، ويقولون ارحلوا عنا، لكن نقول لهم: نحن نريدكم».
وخلال تجمع جماهيري حاشد نظمه الحزب أمام السفارة الإيرانية في بئر حسن في بيروت الاربعاء «تتويجاً لجهاد وتضحيات الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها العزيز والمقتدر الذي انتصر على العدوان الاسرائيلي والأميركي»، اعلن ان «لبنان لا يحميه عدو صهيوني ولا رعاة عدوان صهيوني، بل يحميه أبناؤه». واعتبر رعد أن «نصر إيران يعني أن إسرائيل لا يمكن أن تكون قوة ردع في هذه المنطقة على الإطلاق»، مشدداً على أن «الكيان ينبغي أن يتعلم مما حصل معه في إيران، حين لم يجرؤ الراعي الدولي على مرافقته في كل تفاصيل عدوانه». وختم بالقول «الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي اليوم قوة ردع إقليمية في المنطقة شاء من شاء وأبى من أبى. أيدينا ممدودة لمن أراد مصافحتها.. نحن لا نعتدي على أحد ولا نقبل اعتداء من أحد». موقف رعد من «الوحدة الوطنية في لبنان» أتى في معرض مقارنتها بـ»الوحدة في ايران»، التي في نظره أتاحت لها الانتصار على اسرائيل في الحرب الاخيرة بينهما. وبغض النظر عن حقيقة وجود انتصار من عدمها، تقول مصادر سيادية لـ»المركزية»، فات رعد ان بيروت ليست طهران. مناه تحويل عاصمتنا ونظامنا وبلادنا الى نسخة عن ايران، الا ان ما يميز لبنان هو نظامه الديمقراطي ووجود معارضة واصوات قادرة على أن تقول «لا». هذه المعارضة تضامنت مع الحزب في حرب الاسناد، بإقرار من رعد نفسه، الا ان الحزب يريد من اللبنانيين على ما يبدو، أن يبصموا على قرار فتح جبهة لبنان لمساندة غزة وعلى سياسة التضحية ببلدنا من اجل دولة اخرى. وإن لم يفعلوا ذلك، وصفهم بـ»المتصهينين»، وإن طالبوا بتسليم السلاح الى الجيش اللبناني لا الى الجيش الاسرائيلي، تحوّلوا ايضا الى منفذي أجندة «العدو»، والى خونة و «صهاينة». لكن فات رعد ايضا، أن هذا المطلب ملحوظ في الدستور اللبناني وفي الطائف وايضا في اتفاق وقف النار الذي وافقت عليه حكومة حزب الله العام الماضي. اما الخيانة فتكون عندما يدين اي فريق في دولة ما بالولاء لدولة أخرى، أيا تكن هذه الدولة. فمَن يتلقى الاموال والسلاح من ايران، يكون خائنا لبلده، كما مَن يتلقى المال او السلاح من اسرائيل او من واشنطن او من باريس… فهل يتوقف الحزب عن توزيع شهادات بالوطنية وعن اتهام شركائه في الوطن بالصهينة لأنهم يريدون تطبيق الدستور، قبل ان يقول لهم «نحن نريدكم»؟!