الراعي: الوطن لا يبنى إلا بأيد أمينة ونفوس مستعدّة أن تخدم لا أن تستفيد

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الأب في بكركي ، وألقى عظة، حيا فيها “الركن الأساس في العائلة والمجتمع، الذي يعكس محبّة الله الآب في حياة أولاده. هو الذي يعمل بصمت، يضحّي بحبّ، يقود بحكمة، يربّي بأمانة”.

ورأى انه “في زمن كثرت فيه التحديات العائليّة، والضغوط الإجتماعيّة والإقتصاديّة والنفسيّة، يبقى الأب حجر الزاوية، الساهر على وحدة العائلة وتماسكها”، وقال: “كم نحتاج إلى آباء راسخين في الإيمان، أوفياء في المحبّة، حكماء في القيادة، يعلّمون أولادهم بالمثل قبل الكلام (…)”.

أضاف: “على الصعيد الوطنيّ، رئيس الجمهوريّة في الوجدان اللبنانيّ، وفي ضمير الشعب، ليس مجرّد رئيس سياسيّ، بل هو أب الوطن. وهو الذي يجسّد وحدة البلاد، ويحمل همّ الجميع، ويعبّر عن الأمل المشترك. وهو المسؤول الأوّل عن وحدة الكيان، وعن حماية الدستور، وعن السهر على خير الجميع”.

ووصف الراعي الرئيس عون بـ”المرجعية الوطنيّة الجامعة، ومثالٌ يحتذى به في التجرّد، والعدالة، والتسامح، والحنوّ الأبويّ”. وقال: “إذا كانت العائلة نواة المجتمع، فإنّ السلطة السياسيّة والإداريّة، حين تكون صادقة وأمينة تحوّل الوطن إلى بيت كبير، يتّسع لجميع أبنائه، دون تمييز أو تهميش”.

وختم الراعي: “نداؤنا إلى كلّ من يتحمّل المسؤوليّة، أن يعيش مهمّته بروح الأب: يصغي لمتطلّبات شعبه، يحمي أبناء وطنه، يسهر على مستقبلهم، يكون قدوة في السلوك والنصح. فالوطن لا يُبنى إلّا بأيدٍ أمينة، وقلوب تحبّ، ونفوس مستعدّة أن تخدم، لا أن تستفيد” (…)”.

في ختام القداس تم تكريم ٢٠ زوجا وزوجة مضى على زواجهم ٦٠ عاما حيث سلمهم البطريرك الراعي البركة الرسولية. وكانت كلمة للمطران منير خيرالله.