رأى مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي أن «الفتنة حين تنشب بين الناس تبتلع الحق والباطل معا، فلا يخرج منها منتصر حقيقي، بل يكون الخاسر الأكبر هو وحدة الأمة وقوتها. وهي في أصلها تبدأ بكلمة أو موقف متسرع، ثم تتوسع حتى تضعف الصفوف وتفتح الطريق أمام الأعداء ليستفيدوا من خلافاتنا».
ولفت في خطبة الجمعة، إلى ان «من أخطر ما يغذي الفتن في المجتمعات أن تتحول الخلافات السياسية إلى إساءات علنية تطال رموزا في مواقع المسؤولية، فيهان المقام بدل أن يحترم، ويستهدف الشخص بدل أن تناقش السياسات». وقال: «الواجب أن نترفع عن هذا الأسلوب، فنصون ألسنتنا عن التجريح ونحفظ مكانة المواقع العامة مهما اختلفنا مع شاغليها، لأن الكلمة إذا تحولت إلى أداة تشويه فإنها لا تصلح واقعا بل تفتح أبواب أحقاد وانقسامات يستفيد منها أعداء الداخل والخارج». ولفت الرفاعي إلى أن «واجبنا تجاه المسجد الأقصى بالوعي الدائم وعدم الانشغال عن قضيته، وثانيا بدعم أهله بالمال والصدقات والوقف، وثالثا بمؤازرة المرابطين المجاهدين هناك بكل وسيلة، ورابعا بالدعاء الصادق الدائم أن يفرج الله كربه ويحرره من دنس المعتدين».
وقال: «كل واحد منا مسؤول أن يسأل نفسه: ما الذي قدمته لبيت المقدس؟ فالأقصى أمانة في أعناقنا جميعا (…)» إن الأقصى يناديكم، وإن حريقه لم ولن يطفأ إلا بدماء الشهداء وصبر المجاهدين وثبات المؤمنين (…)».
وختم الرفاعي: «ما أحوجنا اليوم أن نعيد إحياء الرحمة في بيوتنا وأحيائنا ومجتمعاتنا، أن نتعامل بها في مدارسنا وأسواقنا ومؤسساتنا، فهي ليست شعاراً يُرفع، بل منهج حياة يجعل الأرض أكثر أمانا، والقلوب أكثر قربا، والطريق إلى الجنة أقرب».