أحيت السفارة الروسية في لبنان الذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى ضد النازية في حفل استقبال حاشد اقيم مساء الجمعة الماضي في فندق فينيسيا في بيروت في حضور رسمي وديبلوماسي وعسكري وجامعي وروحي وإداري واعلامي واقتصادي وثقافي جامع ومميز بعدما شاركت عشرات الشخصيات وحشد من المواطنين الروس المقيمين في لبنان الذين غصت بهم احدى أكبر قاعات الفندق بدعوة من السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف وما بين السابعة والتاسعة ليلا استقبل السفير روداكوف محاطا بكبار مسؤولي السفارة المدنيين والعسكريين والاداريين المدعوين الذين تقدمهم كل من نائب رئيس الحكومة الدكتور طارق متري ممثلا كل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بو صعب ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزراء المالية ياسين جابر، الاعلام بول مرقص، الصحة ركان ناصر الدين، الاتصالات شارل الحاج، العدل عادل نصار، الدفاع ميشال منسى، العمل محمد حيدر، النواب محمد الخواجا، نزيه متى، بلال علامة ، وممثلين عن كل من قيادة الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة وملحقين عسكريين من عدد كبير من السفارات العربية والغربية والآسيوية.
ولوحظ ان اول الواصلين الى قاعة الاحتفال كان الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي شكل حضوره حلقات ضمت كبار المدعوين الى الاحتفال، الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة وحشد من الديبلوماسيين الغربيين والعرب وحشد من الوزراء والنواب السابقين وعدد من رجال الدين الارثوذكس.
كما شارك في اللقاء عدد كبير من الشخصيات ومن بينهم رئيس مكتب التعاون اللبناني – الروسي محمد ناصر الدين، رئيس جمعية الصداقة اللبنانية – الروسية جاك صراف ، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب الكتائب اللبنانية مروان عبدالله وعدد من مسؤولي الجهاز، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب الله عمار الموسوي وعدد من المسؤولين فيه، المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام للقصر الجمهوري الدكتور انطوان شقير، رئيس مكتب الإعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا، نقيبي الصحافة والمحررين عوني الكعكي وجوزف القصيفي وعدد من أعضاء مجلسي النقابتين، رئيس تحرير موقع ايست نيوز جورج شاهين ومديرة التحرير نسرين ناصر الدين وفريق العمل في الموقع، المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي محمد كركي، رئيس المجلس الوطني الأرثوذكسي اللبناني الدكتور روبير الأبيض، رؤساء مكاتب الوكالات والقنوات الفضائيات الاجنبية العربية والغربية والآسيوية والاوروبية والخليجية في لبنان، وحشد من الوفود الحزبية وقيادات فلسطينية ولبنانية من مختلف الأحزاب والقوى والحركات اللبنانية وعمداء الجامعات اللبنانية والخاصة وعدد كبير من الضباط المتقاعدين ورجال دين واعلاميين ورجال اقتصاد ومال واعمال ومثقفين وقضاة ومؤسسات رسمية وخاصة من مختلف القطاعات.
كلمة روداكوف:
بعد النشيدين الوطني اللبناني والروسي تحدث السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف مصرا على الحديث باللغة الروسية رغم اتقانه العربية، لافتا النظر الى الترجمة العربية لخطابه على شاشات عملاقة رفعت في ارجاء القاعة.
وقال متوجها الى ممثلي رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة والقيادات اللبنانية والحاضرين وزملائه الديبلوماسيين ومواطنيه الروس وقال: يُعدّ هذا العام عامًا مميزًا لروسيا. فهو يُصادف الذكرى الثمانون للنصر العظيم – ذلك الحدث المُقدّس الذي أصبح رمزًا لشجاعة شعبنا وصموده وتفانيه. في عام 1945، هزم الاتحاد السوفياتي ألمانيا النازية، وحرّر أوروبا من النازيين، وأنقذ بقية العالم من الاستعباد والموت.
كان لدينا حلفاء. لكن دورهم لم يكن العامل الحاسم في النصر. قاتلنا نحن. والمنتصر هو من يهاجم، وليس من يصنع الطعام المعلب. لم يدخل الحلفاء المعركة إلا عندما اتضح لهم أن النصرَ قادمٌ لا محالة. كانت المساعدة التي قدمها الأميركيون في المقام الأول تجارةً لهم. فقد استمرت روسيا بدفع ثمن إمداداتهم بموجب اتفاقية الإعارة والتأجير حتى عام 2006، على الرغم من أن الشعب السوفياتي سدد جميع ديونه بالكامل بالدم.
والآن، يحاول الغرب طمس كل هذا لتبرير النازية الأوروبية الحديثة. واجبنا – هو منع تزوير تلك الحقائق، حتى لا تتكرر أحلك صفحات التاريخ وأكثرها سواداً. نحن نفعل هذا من أجل البشرية جمعاء. وبعد الكلمات قطع السفير الروسي محاطا بكبار المشاركين في الحفل قالبا كبيرا من الغاتو اوحى بالذكرى والمناسبة.
الكعكي: لولا الدعم الروسي لما حقق العرب انتصارهم الوحيد
على هامش حفل الاستقبال الذي دعا إليه السفير الروسي وعقيلته في فندق فينيسيا في الذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى ضد النازية استقصى موقع «ايست نيوز» مواقف بعض من الشخصيات الديبلوماسية والإعلامية التي شاركت في اللقاء فكانت هذه العينة منها:
نقيب الصحافة: من لا يعرف موسكو لا يعرف شيئا مما جرى في العالم
نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي قال: بداية كل التهاني لروسيا ومن يمثلها في لبنان بهذه الذكرى المجيدة. وما أرغب بقوله انه يعز علي كثيرا الاتحاد السوفياتي. كنت ازور روسيا من سبعينيات القرن الماضي. ولي الشرف انني كنت على علاقة بالكثير من المسؤولين الروس وسمحت زياراتي مع الرئيس الراحل حافظ الأسد لأكثر من زيارة بالتعرف الى الرئيس ليونيد بريجنيف شخصيا. ولذلك استغل هذه المناسبة لأؤكد ان من لا يعرف موسكو لا يعرف شيئا مما جرى في العالم ومنطقتنا تحديدا. التاريخ يؤكد ان روسيا هي الدولة الوحيدة التي ساعدت العرب بكل ما أوتيت من قدرات عسكرية وديبلوماسية. ولولاها ما ربح العرب حربهم الوحيدة عام ٧٣ ضد إسرائيل. وهذا الحدث الكبير يشكل وساما اهدتنا اياه روسيا. فالرئيس بريجنيف أعطى السلاح للعرب بكميات كبيرة وقدم كل الخبرات ولعل تزويد العرب بشبكة صواريخ «سام 6» قد شكلت فارقا في تلك الحرب وكسرت التوازن مع اسرائيل فخسرت تلك الحرب وتحررت أراض مصرية وسورية.
نقيب المحررين: هذا الانتصار شكل «نقطة تحول حاسمة» في مسار الحرب. وأكد نقيب المحررين جوزيف القصيفي أن هذا الانتصار شكل «نقطة تحول حاسمة» في مسار الحرب العالمية الثانية، وكان بمثابة جسر عبور نحو مرحلة جديدة بعد تلك الحرب الشرسة التي شنّها هتلر على الدول الأوروبية، ومن ضمنها روسيا. وقال «لقد كان لصمود الشعب الروسي وثباته دور بالغ الأهمية في كسر التوسعية النازية وإيقاف مشروع هتلر، مما يجعل من هذا الانتصار حدثًا تاريخيًا غير مسبوق. وهو انتصار سُجّل بمداد من التضحيات، حيث دفع الشعب الروسي ثمناً باهظاً دفاعًا عن كرامته وحرية الشعوب، وأسهم بشكل كبير في حماية العالم من خطر الفاشية».