سلاح المخيّمات بيد الجيش … وخارجها بالانتظار

بقلم جوزفين ديب

«أساس ميديا»

فيما باشر الجيش اللبناني سحب السلاح الفلسطيني من مخيّم برج البراجنة في بيروت بعد المبادرة التي عمل عليها ياسر عبّاس ممثّلاً الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، ينتظر المجتمع الدولي استكمال هذا المسار على كامل الأراضي اللبنانية. لكنّ هذا الأمر يحتاج إلى دعم جبّار للجيش اللبناني الذي يراهن عليه المجتمع الدولي من جهة لبسط سيطرة الدولة على كامل أراضيها، ويراهن عليه من جهة أخرى “الحزب” للمحافظة على السلم الأهليّ وعدم أخذ البلاد إلى تصادم داخليّ.  

وسط كلّ هذه الإشكاليّات، يبدو لافتاً جدّاً وصول وفود أميركيّة إلى لبنان، من نوّاب وشيوخ، تحت عنوان “دعم الجيش” بمبادرة من العائدة بقوّة إلى الملفّ اللبناني مورغان أورتاغوس.

خطوة أولى في مسار الحلول

ليست خطوة سحب السلاح الفلسطيني من المخيّمات منفصلة عن العناوين الأخرى. وهي العناوين التي تناولها موقع “أساس”. وعلى أساسها تعود أورتاغوس وفي جعبتها ورقة عمل كاملة، ليست في الواقع جديدة بل هي الورقة التي بدأ العمل عليها منذ تولّيها هذا الملفّ. وتتناول هذه الورقة مسألة السلاح الفلسطيني، معالجة النزوح السوري وتثبيت الحدود مع اسرائيل وسوريا وحصر السلاح بيد الدولة وإعادة الإعمار.

تقول مصادر فلسطينية لـ”أساس” إنّ الجهود التي قادها ياسر عبّاس، المبعوث الشخصيّ للرئيس الفلسطيني، أثمرت بدايةً إغلاق أهمّ وأخطر ملفّ أمنيّ لبناني منذ اتّفاق القاهرة. وذلك بعد ورشة عمل قام بها لتذليل العقبات وتسهيل المهمّة بين السلطات الأمنيّة الفلسطينية واللبنانية. وفي صلب هذه الورشة، المحافظة على حقّ العودة، وعلى حقوق الفلسطينيّين المدنية والإنسانيّة.

في المقابل، وفيما بدأت منظّمة التحرير بورشة داخلية كبيرة يفترض أن تنتهي بتسليم سلاحها في المخيّمات اللبنانية، يترقّب المجتمع الدولي تسليم سلاح باقي المنظّمات غير الخاضعة لسلطة منظّمة التحرير، والتي تشكّل العقبة الكبرى أمام الجيش اللبناني لبسط سلطته في المخيّمات، ومنها عين الحلوة حيث التحدّي الأصعب.

أورتاغوس وبارّاك وزحمة موفدين

وصل إلى لبنان السيناتوران جوني إيرنيست وماركواين مولن بعد زيارة قاما بها لسوريا. هدف هذه الزيارة هو الاطّلاع على أحوال البلاد، والعودة إلى واشنطن حيث يشاركان في مجموعات الضغط لاستمرار دعم الجيش اللبناني تحديداً.

في الأيّام المقبلة، يصل إلى لبنان عضو الكونغرس اللبناني الأصل دارين لحّود مع وفد مرافق. لحّود معروف أيضاً بعمله في واشنطن إلى جانب اللوبي اللبناني لدعم المؤسّسة العسكرية. يصل مطلع الأسبوع المقبل وفد رفيع المستوى إلى بيروت يضمّ أورتاغوس، بارّاك والسيناتورين ليندزي غراهام وجين شاهين.

في معلومات “أساس” أنّ غراهام وشاهين يُعتبران من الشخصيّات المؤثّرة جدّاً في واشنطن، وزيارتهما بيروت حضّرتها وخطّطت لها أورتاغوس، بناء على رغبتها بالحصول على أكبر دعم ممكن للمؤسّسة العسكرية في المرحلة المقبلة. فعلى الرغم من الأجواء المتشنّجة التي سادت اللقاء الأوّل بين أورتاغوس وقائد الجيش رودولف هيكل، عادت الأمور بينهما إلى نصابها. وصارت تحضّر لأكبر حملة دعم للجيش، بالتزامن مع معالجتها العناوين الأخرى التي لا يمكن فصل بعضها عن بعض.

“اليونيفيل”: تجديد لعام أخير

تحدّثت مصادر في نيويورك لـ”أساس” عن أنّ التجديد لقوّات “اليونيفيل” في لبنان سيحصل في الجلسة المحدّدة له. فبعد ضغط باريس ورفض واشنطن تجديد اعتماداتها، جرى التوصّل إلى صيغة قد تكون نهائية بانتظار اللحظات الأخيرة من التفاوض. ووفق مصادر دبلوماسية ستكون الصيغة “التجديد لقوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان لعام 2025/2026 لمرّة واحدة فقط”، مع تقليص في العديد أو إلغاء كتائب دوليّة محدّدة.

يعارض الجانب الفرنسي هذه الصيغة، بينما يتمسّك بها الجانب الأميركي الذي خفض كلّ ميزانيّته المرصودة لتمويل التجديد. أمّا الجانب الإسرائيلي فهو يرفض بقاء القوّات ويطمح إلى إلغاء مهامّها. لذلك الصيغة الأكثر ترجيحاً إقرارها هي التحديد لمرّة أخيرة انطلاقاً من ورشة العمل التي يُعمل عليها في لبنان، وتحديداً تثبيت الحدود الدولية وانتشار الجيش في الجنوب وحصر السلاح بيد الدولة.

بالتزامن تتحدّث معلومات عسكرية عن أنّ الجيش اللبناني يعدّ الخطّة المطلوبة منه. وتقول مصادر أمنيّة إنّ قائده رودولف هيكل سبق أن استقبل مسؤول التنسيق والارتباط في “الحزب” وفيق صفا للتنسيق في مهمّة الجيش المقبلة. أمّا هيكل فيحضّر الخطط من جنوب الليطاني إلى جنوب الأوّلي، ثمّ بيروت، والبقاع. وتتحدّث المعلومات عن مهلة إضافية ستُعطى له لتقديم هذه الخطط، على أن يقدّمها بناء على ضرورة حصولها على “توافق سياسي لتنفيذها” وفق أولويّة المحافظة على السلم الأهليّ.

جوزفين ديب