في زيارة رسمية هي الأولى له إلى مدينة صيدا، جال رئيس الحكومة نواف سلام على عدد من المرافق الإنمائية والخدماتية في المدينة.
وقال سلام خلال زيارته صيدا: «زيارتي اليوم لصيدا ليست زيارة رمزية، بل جئت لأطّلع على واقع المدينة الاقتصادي والاجتماعي، من أوضاع مرفئها والحاجة الى توسعته كما الى حماية مرفأ الصيادين التراثي، الى أهمية تطوير مرافق المدينة السياحية والاثرية، كما اطلعت على ضرورة تحسين الخدمات الاستشفائية في المدينة ما يعانيه أهلها من أزمةٍ مزمنة في ملف النفايات تحتاج إلى حلّ مستدام يحترم البيئة والإنسان معًا.
وتابع: امام غطرسة إسرائيل، واستمرار احتلالها لمواقع في جنوبنا، وانتهاكها لسيادتنا، وتملّصها من التزاماتها، تواصل الحكومة حشد الدعم السياسي والديبلوماسي، الإقليمي والدولي، لإلزام إسرائيل بتنفيذ ما عليها من التزامات، ووقف اعتداءاتها المتكررة على أراضينا وأجوائنا ومياهنا، والانسحاب الكامل من جنوبنا والافراج عن اسرانا.
كونوا على ثقة ان حكومتنا مصرة على التمسّك بحق كل اللبنانيين، ولا سيما أبناء الجنوب والبقاع والضاحية، بالعودة الكريمة إلى بيوتهم ومنازلهم وإعادة إعمارها، وهي تعتبر أنّ حق العودة والإعمار هذا ليس منّة من أحد، بل هو التزام وطني». وقال سلام: «المنطقة تعيش على وقع تحوّلاتٍ تاريخيةٍ كبرى، تتجاوز حدود الجغرافيا، اذ انها تبدّل موازين القوى وتعيد رسم خرائط المصالح. هذه التحوّلات تفتح آفاقًا جديدة للاستقرار كما تنذر بمخاطر وتحدّيات لا تقلّ جسامة.
في ضوء هذه التطوّرات الإقليمية والدولية، ولا سيّما ما عبّرت عنه اللقاءات الأخيرة ― ومنها مؤتمر شرم الشيخ ― من مؤشراتٍ على مرحلةٍ جديدة، يؤكد لبنان تمسّكه بموقعه ودوره الطبيعي في محيطه العربي والدولي، على قاعدة المصلحة الوطنية التي يجب أن تبقى البوصلة والميزان لكل السياسات والمقاربات.
فالمصلحة الوطنية ليست شعارًا يُرفع، بل مبدأٌ سياسي وأخلاقيّ يرشد الموقف ويضبط الخيارات. في الداخل، فهي تعني تغليب منطق الدولة وسيادة القانون على منطق الفئويات والانقسامات، وفي الخارج، فهي تعني اعتماد كل ما يصون سيادتنا واستقلالنا ويحفظ دورنا العربي وانفتاحنا على العالم.
وكما نحن ملتزمون حصر السلاح بيد الدولة كما جاء في خطاب القسم لفخامة الرئيس وفي البيان الوزاري لحكومتنا، فنحن ملتزمون ايضاً بمسيرة الإصلاح في كل مجالاتها: المالية، والإدارية، والقضائية. فالدولة لا تُصلَح بالشعارات، بل بإرادة واضحة ومؤسسات فاعلة وقوانين تطبّق على الجميع دون تمييز. فلا أحد يجب ان يبقى فوق القانون، والدستور هو الكتاب، على حد قول الرئيس الراحل فؤاد شهاب، الذي نحتكم إليه في حلّ خلافاتنا. فبه وحده نحمي الحريّات العامة، نصون المساواة المواطنية، نحفظ وحدة الدولة ونحمي امن البلاد. فلنكمل مسيرة الإصلاح معاً، ولنعمل ايضاً على التمسك بديمقراطيتنا وتجديد حياتنا السياسية فنجري الانتخابات النيابية في موعدها ولا نقبل باي تأجيل لها».
وكان سلام قد وصل عند الساعة التاسعة صباحا إلى المستشفى التركي الحكومي يرافقه كل من وزراء: البيئة تمارا الزين، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، الطاقة والمياه جوزف صدي. وكان في استقباله والوزراء نائبا صيدا الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري والنائب شربل مسعد والنائبة السابقة بهية الحريري، رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي ورئيسة مجلس ادارة المستشفى التركي منى الترياقي، وفي حضور نائب رئيس المكتب السياسي ل»لجماعة الاسلامية» الدكتور بسام حمود وفاعليات.
وزار سلام والوفد المرافق سرايا صيدا الحكومية التي كانت موطئ زيارته للمرة الاولى بعد تسلمه رئاسة الحكومة ، حيث نظم لدى وصوله استقبال واسع تقدمه المحافظ منصور ضو و قادة ورؤساء الأجهزة الأمنية ورؤساء الإدارات العاملة في السرايا.
ثم كان لقاء موسع في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في السرايا، جمع النواب الدكتور عبد الرحمن البزري، الدكتور اسامة سعد ،مدعي عام الجنوب زاهر حمادة، رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر، وقادة ورؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية، والادارات العاملة في المحافظة وفاعليات.
وقال سلام: نسعى لعقد مؤتمرين الأول لدعم الأجهزة الأمنية والعسكرية والثاني لعملية إعادة الإعمار التي تتطلب إمكانيات ليست موجودة لدى الدولة وامل بانجاح هذين المؤتمرين وصولاً إلى التعافي الاقتصادي».
بعد ذلك، توجه الرئيس سلام والوزراء ونواب وفاعليات المدينة إلى «مرفأ صيدا الحديث» وقبيل وصوله توقف في سوق السمك الجديد بالقرب من المرفأ القديم واستمع إلى عدد من الصيادين وأطلع على سير عملية بيع السمك الذي لطالما اشتهرت بها مدينة صيدا». بعد ذلك، توجه الرئيس سلام والوفد المرافق إلى معمل معالجة النفايات الصلبة في سينيق جنوبي المدينة وعاين عن قرب منشآته وأقسام المعالجة والتقى عند مدخله بعدد من المواطنين استمع منهم إلى ملاحظاتهم حول اداء المعمل» حيث اعتبروا ان المعمل لا يعمل وانما يستوفي مبالغ مالية مقابل عدم قيامه بمعالجة النفايات وان الدليل جبل النفايات المتراكم بالخلف، مطالبين اياه متابعة قضية المعمل حتى يقوم بواجبه لجهة معالجة النفايات».
بعد ذلك، عقد الرئيس سلام والوفد اجتماعا مع مدير عام شركة IBC المالكة والمشغلة للمعمل أحمد السيد، في حضور رئيس البلدية حجازي وعدد من اعضاء المجلس البلدي حيث تم عرض شريط مصور حول المعمل واستمع إلى شرح مفصل حول آلية عمل المعمل. كما واستمع من اعضاء لجنة متابعة عمل المعمل إلى عدد من الملاحظات حول عمل المعمل. وتوجه سلام والوفد المرافق إلى محطة الصرف الصحي وعاين عن قرب أقسامها واستمع من كل مهندسي التشغيل والإشراف وديع قصب وطه عبد النبي إلى آلية عمل المحطة. واستكمل سلام جولته إلى مستشفى صيدا الحكومي وسرايا صيدا، ومن ثم تنظم البلدية حفل استقبال له يتخلله كلمة لسلام ولرئيس البلدية وعرض موجز عن صيدا وتختتم الزيارة بحفل غداء تقيمه جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية على شرفه في باحة ثانوية المقاصد.