لا جديد في الغارات الإسرائيلية على مناطق لبنانية في الجنوب، ثم أحياناً عديدة على البقاع، ومن ثَمّ على ضاحية بيروت الجنوبية بنسبة أقلّ… إذ هي حلقات في مسلسل عدواني طويل ذي أبعاد وأهداف عديدة بعضها مركزي ثابت وبعضها متحوّل وفق التطورات والمستجدات…
في الناحية الأولى من الأهداف يجب ألّا ننسى أن الإسرائيلي لم يلتزم يوماً واحداً باتفاق وقف إطلاق النار منذ أن قرر عدم الإنسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، محتفظاً بالنقط الخمس الشهيرة بالرغم من إجماع الخبراء الستراتيجيين، حتى داخل المعسكر العبري على أن لا فائدة أمنية ولا حتى دفاعية من هذه المواقع في زمن التكنولوجيا العسكرية المتطورة التي يملكها العدو، لذلك فإن الاحتفاظ بها يؤكد على مطامعه في القضم فالتوسع.
ولكن الكيان العبري أضاف الى هذا الخرق الفاضح لإتفاق وقف القتال كمّاً هائلاً من الخروقات اليومية بغارات المقاتلات الجوية والهجمات بالمسيّرات، في حراكٍ يومي، أوقع حتى الآن نحو 200 شهيد الى مزيدٍ من الدمار وكذلك استهداف الأشجار المثمرة والحرجية.
والرسالة الأولى موجهة الى حزب الله وهي ذات طابع تحذيري(…). أما الرسالة الثانية فإلى المسؤولين اللبنانيين بهدف ممارسة الضغط الناري عليهم ليمضوا في التشدد في موضوع سلاح الحزب، وهي مسألة شديدة التعقيد وإن بدا للبعض أنها على قدر من السهولة، لا سيما أن أمام الحزب خيارين لا ثالث لهما، فإما سيبادر الى التخلي عن السلاح طوعاً وسريعاً، وإمّا أنه سيماطل ما استطاع إليه سبيلاً. والقراران أحلاهما مرّ، ولن يكون مرور أي منهما مريئاً على قلوب قيادته ومحازبيه ومريديه. إضافة الى أن لكل منهما ارتداداً كبيراً، لاسيما عدم التخلي عن السلاح(…).
وأيضاً فإن تصعيد العدوان الإسرائيلي في هذه المرحلة بالذات يوجه رسالة مباشرة الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عشية زيارته الى المنطقة، وتحديداً انطلاقاً من القلق الشديد الذي يعتمل في بنيامين نتنياهو من احتمال توصل ترامب الى اتفاق مزدَوَج مع إيران إن لجهة النووي أو ما يتعلق بانفتاح اقتصادي أميركي كبير على إيران المتعطّشة الى هكذا تطور فتلتقي وهذا الرئيس الأميركي ذا الشغف بعالم الاستثمارات لا سيما الضخم منها…
khalilelkhoury@elshark.com