شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لإسرائيل مصلحة أكيدة في بقاء لبنان مضطرباً

لم يكن مفاجئاً مضمون الكلام الذي تناول به إعلامي خليجي بارز الوضع في المنطقة عموماً ولبنان بالتحديد، علماً أن الرجل مقرّب من دائرة القرار في بلده. في ما يلي خلاصة مكثّفة لجانب من وجهة نظره، نكتفي فيها باقتباس ما يتعلق منها بلبنان.
يزعم الزميل الخليجي البارز أنه اطلع على تقرير عن ندوة حوار عُقدت لدى فريق فاعل في الكيان العبري، وأن الحلقة تركزت على حدود فلسطين الشمالية وخلص المفكرون الإسرائيليون الذين شاركوا فيها الى أن ليس لإسرائيل أي مصلحة، قريبة أو بعيدة، في أن ينتهي دور حزب الله العسكري في لبنان. صحيح أن الحزب هو العدو المباشر للاحتلال ولكن تجريده من السلاح ليس في مصلحة إسرائيل، انطلاقاً من الاعتبارات الآتية:
أولاً ـ أن يبقى الحزب مسلحاً يعني بقاء الانقسام الحاد في لبنان، وهذا يجب أن يكون هدفاً استراتيجياً للإسرائيلي لا سيما أن له ترجمة متعددة الأبعاد، أهمها بالنسبة الى العدو أن لبنان سيبقى يراوح بعيداً عن الاستقرار، واستطراداً لن تقوم له قائمة على صعيد الأمن والازدهار الخ…
ثانياً ـ بقاء السلاح مع الحزب يعني بالضرورة عدم إعادة الإعمار. وهذا يجب أن يكون أيضاً هدفاً استراتيجياً آخرَ للإسرائيلي، فلبنان المعافى سيكون وحده، بين بلدان المنطقة، القادر على منافسة إسرائيل في ميادين عديدة. لذلك يجب إشغاله بذاته.
ثالثاً ـ هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن يكون السلاح الباقي في عهدة الحزب قادراً على إلحاق الأذى أو الضرر المباشر بالكيان الصهيوني. لذلك لا بد من وجهة نظر العدو، كما يزعم الإعلامي الخليجي أنه اطلع عليها بخلاصة الندوة الخاصة، أن يتلازم بقاء السلاح في عهدة الحزب مع الآتي:
أ – أن يكون بعيداً جغرافياً عن القدرة على الفاعلية ضد إسرائيل. لذلك يجب أن يكون جنوب الليطاني خالياً كلياً من الوجود المسلح.
ب – أن ينطبق ذلك، أيضاً، على شريط، ولكن هذه المرة في منطقة شمال الليطاني يراوح عرضه بين ثلاثة وعشرة كيلومترات.
ج – أن تعمل إسرائيل على منع تطوير السلاح المتبقي مع الحزب إن تصنيعاً ذاتياً، او استيراداً من الخارج…

khalilelkhoury@elshark.com