شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لا حرب أهلية في لبنان ولم تتحقق مشيئة إسرائيل

تتقاطع المعلومات عند أن الأطراف الداخلية كلها ليست في وارد القفز الى جحيم الحرب الأهلية لا سيما أن الذاكرة الجمعية لم تُمحٓ من ثناياها، بعد، الحروب الداخلية وما تخللها من كوارث وفظائع ونكبات طاولت الأطياف كلها. وبالتالي فإن الكلام على الاقتتال الداخلي ليس سوى فقاعات هواء من «عدّة الشغل»، إما للتهويل حيناً أو لعرض العضلات حيناً آخر أو لإثبات الوجود في كل حين.

ويخطئ من يعتقد، ولو للحظة واحدة، أن أي طرف يلوح بالحرب الأهلية قادر على إضرام نيرانها. فلهكذا مسار يجب أن تتوافر عوامل عديدة، هنا أبرزها:

أولاً – الحرب الأهلية تقتضي انفاق الأموال الطائلة، وهذا ليس متوافراً لدى أي طرف داخلي. وفي المقابل لا يوجد أي طرف خارجي مستعد أو راغب  بالإنفاق بمليارات الدولارات لخوض هذا المضمار.

ثانياً ـ إن قرار الحرب هو خارجي بالضرورة ويقتضي دعماً استثنائياً من غير طرف داخلي أو إقليمي. والقرار الخارجي، الإقليمي والدولي، ليس وارداً في هذه اللحظة، وبالذات لدى الولايات المتحدة الأميركية. ومن الواضح أن الرئيس دونالد ترامب واضح القرار في العمل على استقرار لبنان، حتى ولو أنه بربطه بـ «السلام» مع الكيان الإسرائيلي المحتل.

ثالثاً ـ إن العالم متجه، في ولاية ترامب الثانية الى إطفاء البؤر المشتعلة من غزة الى أوكرانيا وليس الى تأجيج نيرانها وإضرام غيرها، وهو الطامح الى جائزة نوبل للسلام.

رابعاً ـ أما على الصعيد اللبناني وحسب فليس من سلاح قادر على الحرب الداخلية إلا ما يملكه حزب الله، والمعلومات الأكيدة أن الحزب ليس في وارد حرب أهلية، لاعتبارات عديدة، وأما كلام أمينه العام الشيخ نعيم قاسم وما تضمنه من تهديد، فقد يكون زلة لسان غير مبررة.

خامساً ـ ويأتي دور الرئيس نبيه بري وهو يؤديه بواقعية وطنية ومسؤولية رفيعة. ولم يغب عن أحد ما أظهر من مواقف إثر خطاب الشيخ نعيم الأخير، بجزمه أن لا حرب أهلية في لبنان.

سادساً ـ لا يجب تجاهل دور الجيش اللبناني سواء في الإطار الأمني القادر على قمع «مشروع» أي نزاع فور حدوثه الافتراضي، أو على صعيد الخطة الموكل إليه إعدادها لعرضها على مجلس الوزراء، وهي بالتأكيد ليس فيها أي عنصر استفزازي.

هل يعني ما تقدم، في النقط الواردة أعلاه أن الحرب الداخلية غير واردة على الإطلاق؟

الجواب عن هذا السؤال أنه لا يمكن النوم على حرير بوجود الكيان المحتل الذي لا تتوقف خروقاته عند الجانب العسكري وحسب.

khalilelkhoury@elshark.com