كتب عوني الكعكي:
بيان «الحزب العظيم»، والذي كنت أنتظره.. جاء عكس التوقعات، خصوصاً أنني كنت أظن أنّ الحزب وبعد الخسائر الكبيرة التي مُني بها، بالإضافة الى أنه منذ يوم وقف إطلاق النار بتاريخ 27 تشرين الثاني 2024، أي منذ سنة، لا يمرّ يوم إلاّ وإسرائيل تعتدي على الحزب وعناصره، وتقتل إثنين أو ثلاثة من هؤلاء.
والمصيبة الأكبر أنّ الحزب لا يملك أية وسيلة للردّ، إذ ليس عنده طائرات F-14 أو F-15، وليس عنده صواريخ دقيقة تشبه الصواريخ التي يمتلكها العدو الإسرائيلي… ولا حتى المسيّرات.. والأهم من هذا وذاك، أنّ الحزب فقد حتى لغة التهديد والوعيد التي كان يطلقها القائد شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله.
فإسرائيل اليوم هي في أفضل أيامها… على الصعيدين العسكري والسياسي. فالعالم ينقسم الى قسمين: الشعوب في العالم في مجملها مع المقاومة الفلسطينية، ولكن للأسف فإنّ الدول العظمى انقسمت بدورها الى قسمين: قسم يؤيّد إسرائيل وآخر يقف متفرّجاً، والأهم أنّ لا أحد من الدول العظمى مع حزب الله.
وأقول جازماً: إنّ الزمن القديم ولّى… والتصريحات والتهديدات التي يطلقها الحزب لم يعد لها قيمة، وتحميل المسؤولية لإسرائيل أو للدولة اللبنانية لا «بيقدّم ولا بيأخّر».
كما يقولون… من الآخر «كلام الناس لا بيقدّم ولا بيأخّر» لأنّ أي كلام عن الحزب لم تعد له أي قيمة.
وإذا كان هناك من يظن أنّ الحزب لا يصدّق هذا الأمر وهو مصرّ على تصريحاته، فأنا أقول إنّ أي تصريح من الحزب ضد إسرائيل يُفرح الإسرائيليين ويعطيهم ذريعة للإعتداء على اللبنانيين وبخاصة على عناصر الحزب والمنتمين إليه.
يكفي أن يكون عدد شهداء الحزب منذ وقف إطلاق النار يفوق الـ500 شهيد. وهنا عندي سؤال: هل يظن الحزب أنّ هؤلاء الشهداء الذين استشهدوا من أجل الوطن أفادوا الوطن؟ في الحقيقة، كل شهيد يذهب هذه الأيام يترك في نفوسنا أسى وحسرة، لأنه يذهب من دون أية فائدة.
لذلك، رحمة بالبلاد والعباد.. ارحموا شعبكم… واتركوا إيران واجنحوا للسلم والسلام وليس الاستسلام، خصوصاً أنّ أمامنا ما نقتدي به في موضوع السلام، أعني السلام بين مصر وبين العدو الإسرائيلي، ولننظر ماذا حقق السلام لمصر… وماذا حقّق السلام لإسرائيل؟
أولاً: نبدأ بمصر: استعادت مصر كامل أراضيها وبالأخص سيناء وطابا.
ثانياً: كل الشروط الموضوعة في الاتفاق، لم تسأل عنها مصر خاصة في حرب غزة، إذ إن مصر خرقت كل البنود وتصرّفت بما فيه مصلحة غزة، وفي الأيام المقبلة سنكتشف ما فعلته مصر من أجل دعم أهل غزة وأبطال «طوفان الأقصى».
ثالثاً: على صعيد التطبيع، لم يحصل أي تقدّم وظلّ الشعب المصري العظيم رافضاً أي تطبيع حتى أنّ العلاقات تكاد تكون مقطوعة بين الدولة والشعب المصري من جهة وبين إسرائيل.
باختصار، إن أي اتفاق بين لبنان وإسرائيل سيكون في مصلحة لبنان لسبب بسيط، هو أن اللبنانيين مميّزون على صعيد التعليم وبناء الدولة والسياحة، وهم يستطيعون أن ينافسوا الدولة العبرية، والأيام المقبلة ستشهد على ذلك.
كلمة أخيرة… يا جماعة الخير، إيران لم تستطع أن تدافع عن نفسها فكيف ستدافع عنكم؟
إيران جعلتكم وقوداً لحروبها العبثية، لذلك… خافوا من الله واتعظوا.