عون: القرار بحصرية السلاح اتّخذ وتطبيقه سيراعي الاستقرار والسلم الأهلي

واشنطن: حزب الله لا يزال يشكّل تهديداً خطيراً وقادر على شن هجمات مفاجئة

«القرار بحصرية السلاح اتخذ ولا رجوع عنه لأنه ابرز العناوين للسيادة الوطنية، وتطبيقه سيراعي مصلحة الدولة والاستقرار الأمني فيها حفاظا على السلم الأهلي من جهة، وعلى الوحدة الوطنية من جهة أخرى.» كلام واضح قاله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، لكن اللبنانيين ما زالوا منذ 7 اشهر وتحديدا منذ 9 كانون الثاني الماضي ينتظرون ترجمة عملية لوعود خطاب القسم، حينما هللوا وتفاءلوا خيراً بنقل لبنان من الدمار والخراب الى التألق والازدهار، وبدأت آمالهم تتلاشى تدريجياً، كونهم لم يلمسوا حتى اللحظة ما يؤشر في هذا الاتجاه.

صحيح ان «تنفيذ خطاب القسم سيكون تدريجياً لانه لا يمكن إعادة بناء لبنان على أسس وطنية سليمة دفعة واحدة بعد عشرات السنين من المعاناة» كما اعلن الرئيس عون لكن الصحيح ايضاً ان المطلوب على الاقل قرار واحد جريء يطمئنهم الى غدهم، الذي ما زال مرهوناً على ما هو ظاهر بقرار حزب الله.

القرار اتخذ: قبل ترؤسه جلسة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا تبحث في جدول أعمال من 31 بندا أبرزها البند 13 المتضمن التعيينات في عدد من المراكز الشاغرة واجتماعه مع رئيس الحكومة نواف سلام، وامام وفد مجلس العلاقات العربية والدولية الذي ضم رئيسه محمد الصقر، والرئيسين امين الجميل وفؤاد السنيورة ونائب رئيس الحكومة طارق متري، قال رئيس الجمهورية «انه بوحدة اللبنانيين يمكن مواجهة كل الصعوبات والمخاطر ومن دون هذه الوحدة لن يكون من السهل تجاوز التحديات التي تبرز امام لبنان وشعبه. واكد ان القرار بحصرية السلاح قد اتخذ ولا رجوع عنه لأنه ابرز العناوين للسيادة الوطنية، وتطبيقه سيراعي مصلحة الدولة والاستقرار الأمني فيها حفاظا على السلم الأهلي من جهة، وعلى الوحدة الوطنية من جهة أخرى، لافتا الى ان تجاوب الافرقاء اللبنانيين وتعاونهم مع الدولة عامل ضروري لحماية البلاد وتحصينها ومواجهة ما يمكن ان يخطط لها من مؤامرات. واعتبر الرئيس عون ان التغيير في الظروف التي تمر بها المنطقة يسهل في إيجاد الحلول المناسبة للمسائل الدقيقة التي تواجه اللبنانيين ومنها مسألة السلاح، لافتا الى ان قرار الحرب والسلم هو من صلاحيات مجلس الوزراء الذي يرى اين هي مصلحة لبنان ويتصرف على هذا الأساس. واكد ان خطاب القسم كان نتيجة معاناة اللبنانيين وتطلعاتهم وهو كتب كي ينفذ، مع اشارته الى ان هذا التنفيذ سوف يتم تدريجيا لانه لا يمكن إعادة بناء لبنان على أسس وطنية سليمة دفعة واحدة بعد عشرات السنين من المعاناة تركت نتوءات في الجسم اللبناني لا يمكن معالجتها دفعة واحدة، لكن الإرادة موجودة والعزم ثابت. وابلغ الرئيس عون أعضاء وفد مجلس العلاقات العربية والدولية ان تطبيق القرار 1701 في منطقة جنوب الليطاني يتولاه الجيش اللبناني بالتعـــاون مع القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، في كل الأماكن التي انسحب منها الإسرائيليون الذين يعرقلون حتى الساعة استكمال انتشار الجيش حتى الحدود المعترف بها دوليا بسبب استمرار احتلالهم للتلال الخمس التي لا فائدة عسكرية منها إضافة الى خلق إسرائيل لأعذار واهية كي تستمر في انتهاك القرارات الدولية واتفاق تشرين الثاني الماضي من خلال الاعمال العدائية المتواصلة وعدم إعادة الاسرى اللبنانيين. وشدد الرئيس عون على ان هذه المواقف الإسرائيلية المتعمدة تمنع ليس فقط تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته، بل كذلك تبقي التوتر قائما في الجنوب والمناطق التي تتعرض للاعتداءات في الضاحية الجنوبية من بيروت ومناطق أخرى.

بين السلام والتطبيع: وميّز الرئيس عون بين السلام والتطبيع، معتبرا ان السلام هو حالة اللاحرب وهذا ما يهمنا في لبنان في الوقت الراهن. اما مسألة التطبيع فهي غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة. وأشاد الرئيس عون امام الوفد بالدور الذي يلعبه رئيس مجلس النواب نبيه بري في المساهمة في تثبيت الاستقرار ونجاح إعادة بناء الدولة وتحقيق مبدأ حصرية السلاح.

سلام: وفد مجلس العلاقات العربية والدولية، زار ايضاً الرئيس سلام الذي استقبل سفراء دول الاتحاد الأوروبي، بحضور سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان، ساندرا دي وايل وأطلعهم على مسار الإصلاحات الجارية، وما يُرتقب تنفيذه في الأسابيع والأشهر المقبلة. وأكّد أن الدولة ماضية في بسط سلطتها على كامل أراضيها، كما جاء في اتفاق الطائف والبيان الوزاري. من جهة أخرى، أشاد بمساهمة دول الاتحاد بأكثر من 600 مليون دولار للمناطق المتضررة من العدوان، معتبرًا أن هذا الدعم يشكّل ركيزة أساسية لتعزيز صمود السكان والحفاظ على الاستقرار. وشدّد رئيس الحكومة على أهمية تجديد ولاية قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) لسنة إضافية، نظرًا لدورها المحوري في تعزيز الاستقرار في الجنوب، وتطبيق القرار 1701. من جهتهم، أكّد السفراء التزام الاتحاد الأوروبي الثابت بدعم لبنان، وشدّدوا على استمرار دعمهم للمسار الإصلاحي، لا سيّما في الشقين الاقتصادي والمالي، بالإضافة إلى استقلالية القضاء. كما أعربوا عن مساندتهم للخطوات التي تُسهّل العودة الآمنة والمستدامة للنازحين السوريين إلى بلادهم.

الاتحاد الأوروبي

واستقبل  سلام في السراي الحكومي بحضور سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان، ساندرا دي وايل.

شكر الرئيس سلام ممثلي دول الاتحاد الأوروبي على دعمهم الإنساني والاقتصادي المستمر للبنان، وأطلعهم على مسار الإصلاحات الجارية، وما يُرتقب تنفيذه في الأسابيع والأشهر المقبلة. وأكّد أن الدولة ماضية في بسط سلطتها على كامل أراضيها، كما جاء في اتفاق الطائف والبيان الوزاري.

من جهة أخرى، أشاد بمساهمة دول الاتحاد بأكثر من 600 مليون دولار للمناطق المتضررة من العدوان، معتبرًا أن هذا الدعم يشكّل ركيزة أساسية لتعزيز صمود السكان والحفاظ على الاستقرار.

وشدّد رئيس الحكومة على أهمية تجديد ولاية قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) لسنة إضافية، نظرًا لدورها المحوري في تعزيز الاستقرار في الجنوب، وتطبيق القرار 1701.

السفيرة الاميركية: كما استقبل سلام السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة والمستجدات السياسية

مكافحة انشطة الحزب: في المقابل، عقدت وزارتا الخارجية والعدل الأميركيتان بالتعاون مع الشرطة الأوروبية (Europol)، اجتماعهم الرابع عشر. وقال المجتمعون أن «الاجتماع مخصص لمكافحة الأنشطة الإرهابية وغير المشروعة لحزب الله». وأفادت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، بأن «الاجتماع الرابع عشر لمجموعة تنسيق إنفاذ القانون (Law Enforcement Coordination GroupLECG)، المخصصة لمكافحة الأنشطة الإرهابية وغير المشروعة لحزب الله، عقد يومي 9 و10 تموز الجاري، وشارك فيه ممثلون عن أجهزة إنفاذ القانون، ومدعون عامون، وخبراء ماليون من نحو 30 دولة من مناطق الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية وأوروبا وأفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية». وذكرت الوزارة أن «المجموعة استعرضت قدرات حزب الله على تنفيذ عمليات وهجمات قاتلة حول العالم، رغم الضربات الكبيرة التي تلقاها خلال العام الماضي»، مضيفة: «أجمع المشاركون على أن الحزب لا يزال يشكل تهديداً خطيراً، ويواصل مساعيه للحفاظ على وجوده الخارجي، مع القدرة على شن هجمات مفاجئة دون سابق إنذار في مناطق مختلفة من العالم». كما ناقش الحضور الوضع المالي المتأزم للحزب، وأشاروا إلى أنه «قد يسعى إلى توسيع أنشطة جمع الأموال وشراء المعدات في النصف الغربي من الكرة الأرضية وأفريقيا ومناطق أخرى».

وقد «استعرضت الدول المشاركة أبرز الإجراءات التي اتخذتها مؤخرا للحد من آليات الحزب المالية ومخططاته، إلى جانب عملياته»، بحسب البيان.

التجديد لليونيفيل: ليس بعيداً، وفي إطار الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية والمغتربين للتجديد لقوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفير الدانمارك كريستوفر فيفيكي Kristoffer Vivike، وسفير جمهورية سلوفينيا لدى لبنان والمقيم في أنقرة غورازد رينسيلج Gorazd Rencelj وعرض معهما الدور الذي يمكن لكل من الدانمارك وسلوفينيا أن تلعباها في هذا الشأن بصفتهما عضويين غير دائمَين في مجلس الأمن.