كتب عوني الكعكي:
منذ اللحظة الأولى التي بدأت الحملات الانتخابية في أميركا، وكان ذلك بتاريخ 18 حزيران يونيو في فلوريدا 2024، أعلن الرئيس دونالد ترامب، الذي كان وقتها مرشحاً للرئاسة، بصراحة عن وعود عدّة:
أوّلاً: لبنان بلد جميل، وأهله طيّبون، فلا يجوز لهذا البلد أن تحدث فيه حروب كل 10 أو 15 سنة… لذلك سوف أضع حداً للحرب في لبنان، وسوف يكون السلام دائماً.
ثانياً: حرب روسيا ضد أوكرانيا… هذه الحرب يجب أن تتوقف فوراً، لأنها حرب تضر العالم وتكلف المليارات التي تُهدر ولا فائدة منها… وبالفعل أجرى ترامب أكثر من لقاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أحدهما في البيت الابيض، حيث وجّه له توبيخات لأول مرة يوجه فيها رئيس جمهورية أميركا توبيخاً لرئيس آخر، وبهذه الصراحة وهذه القوة.
ثالثاً: حرب غزة يجب أن تنتهي، طبعاً هذا الكلام لم يعجب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث زار واشنطن مرتين… وفي المرة الثانية لم يكن الاجتماع بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي جيداً بالنسبة لنتنياهو، لأنّ صراحة الرئيس ترامب لا تتناسب مع مصلحة نتنياهو… خاصة عندما قال له الرئيس ترامب صراحة: «يجب أن تتوقف الحرب في غزة بعد شهرين».
اليوم يزور الرئيس ترامب المملكة العربية السعودية، وهذه أوّل زيارة يقوم بها الرئيس الأميركي في أوّل عهده الثاني حيث أعلن ضرورة تدعيم العلاقات والمعاملات والاستثمارات بين أميركا والمملكة… خصوصاً أن فرص الاستثمارات في أميركا ليس لها حدود.. وأميركا تتمتع باقتصاد عالمي كبير… وبكل صراحة إنها أهم وأعظم بلد للاستثمار في العالم، وفرص العمل مفتوحة أمام الجميع.
وطالما نتحدّث عن الزيارة التاريخية الأولى التي يقوم بها الرئيس ترامب في عهده الثاني، علينا أن نشير الى أنها أوّل زيارة له الى الخارج، وأنّ البداية هي من بلد عربي وستكون المحطة الثانية قطر، التي أهدى أميرها لترامب طائرة رئاسية مميّزة، وهذه الطائرة ستكون الى الحكومة الأميركية، وتحديداً الى وزارة الدفاع الأميركية، ولكنها ستكون أيضاً مخصصة لرئيس الجمهورية.. وليست ملكاً خاصاً له كما يحاول بعض الإعلام أن ينقل صورة مختلفة. وللعلم، إن هناك طائرتين Air force one and Air force two مخصّصتان لرئيس لجمهورية وعمر الطائرتين حوالى 45 سنة، أي أصبحتا قديمتين.
والمحطة الثالثة ستكون أبوظبي.. والله أعلم ماذا يخبّئ رئيس الإمارات للرئيس الأميركي، خصوصاً أن إعجاب رئيس الإمارات بالرئيس ترامب هو إعجاب كبير ومميّز.
بالعودة الى الوعود كما قلنا: هناك ثلاثة منها فقرر ترامب أولها وهي عودة السلام الى لبنان، إذ يكفي كيف كان لبنان قبل انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وكيف كلّف القاضي المميّز نواف سلام الذي حكم على نتنياهو بأنه إرهابي، بتشكيل الحكومة، وكيف شكّلت الحكومة خلال 3 أسابيع، وكيف ولأول مرة منذ 50 سنة تشكل من وزراء غير سياسيين.
بصراحة، نستطيع القول إنّ لبنان دخل عهد السلام.
أما بالنسبة لغزة، فيكفي أن حركة حماس أفرجت عن أحد المخطوفين الذي يحمل الجنسية الأميركية، مما أحدث إرباكاً عند اليهود، خصوصاً أن أهالي المخطوفين زادوا من نقمتهم على الحكومة اليمينية المتطرفة ورئيسها.
والرئيس كما وعد، فإنه سيعمل ولا شك على إقامة دولة فلسطينية بالرغم من معارضات أولها إسرائيلية، لكن الورقة الرابحة هي بيد الرئيس ترامب، فقد فشل نتنياهو بتحرير أي مخطوف، ولم يستطع أن يحسم الوضع عسكرياً ضمن مساحة 365 كيلومتراً مربعاً، وهذا وحده يعطي ترامب القوة لإنشاء دولة فلسطينية حيث لا يوجد أمام إسرائيل إلاّ هذا الحل الوحيد، وهو إقامة دولة فلسطينية.
نعود الى الاجتماعات مع إيران.. والتي تجرى في مسقط، فقد كان الرئيس ترامب صريحاً حيث قال لنتنياهو إنه اتفق مع الحوثيين، وإنّ مباحثاته مع إيران تجري بشكل ناجح… وهذا ما أغضب نتنياهو وكبّل يديه.
نقطة مهمة أخرى، هي موضوع الحرب بين أوكرانيا وروسيا، هناك اجتماع في تركيا برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صديق الرئيس ترامب المفضّل، والتوقعات جيّدة.
اما بالنسبة للحرب التي حدثت بشكل مفاجئ بين الهند وباكستان، وكان تدخل الرئيس ترامب لإيقاف تلك الحرب مميّزاً.
فعلاً، الرئيس ترامب رئيس قوي وصاحب قرار وتاريخي ويتخذ قرارات تاريخية وينفذها كاملة غير منقوصة.