شدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على ان «الدولة دولة بالعدالة والشراكة والمساواة لا بالغبن والحصار والإنتقام ممن رفعوا لبنان فوق أكفّ السماوات»، وقال في نداءً لكل اللبنانيين ولمن يهمّه الأمر: «لا يمكن فهم لبنان خارج إطار تأسيسه وطبيعة تكوينه وميثاقيّته، وهذا يعطينا القدرة على فهم توظيفات السلطة السياسية، أين وكيف؟ وأي مسؤوليات يجب أن تتحمّلها الدولة اتجاه الجنوب اللبناني وطائفة المقاومة؟ خاصة أن الجنوب دفع أثمان التوظيف العربي للبنان من أجل فلسطين منذ يوم فلسطين الأول، كما دفع سابقاً أثمان التوظيف السياسي اللبناني من أجل فرنسا، ومن قبله وبعده دفع أثمان العنصرية الطائفية للتكوين السياسي بهذا البلد (…)».
ورأى قبلان ان «الواقع اللبناني مكشوف جداً، وهناك من لا يهمه الجنوب والبقاع والضاحية ويتمنى الخلاص منهم وممن فيهم»(…)»، لافتا الى ان «هناك من يعيد توظيف السلطة بهذا البلد لتكون ضد شعبها ورعيتها، وهذا أمر خطير للغاية».
وتوجه قبلان «لمن يرى المنطقة بالعين الأميركية الإسرائيلية»: ستتفاجأ بأنّ الأمر ليس كذلك، وما تفعله الآن سيبقى برسم التاريخ المرّ (…) واللحظة لنتدارك البلد بشكل أفضل، وما زلنا نعوّل على صرخة وطنية (…)». ولم نقصّر أبداً بحق لبنان رغم أننا الطائفة المغبونة على مرّ التاريخ، ولا بد من الشروع بتصحيح السياسات الوطنية والإغاثية بهذا البلد لأنّ هناك طائفة بأمّها وأبيها تتعرض للإعدام بكل أشكاله الظاهرة والخفية، ولن نموت أو ننسحب أو نتنازل لأننا الطائفة التي تجرعّت التاريخ من أجل أوطانها وناسها ومواثيقها وعقيدتها الأخلاقية (…)».