كتب عوني الكعكي:
إلتقيت بصديق عربي في أحد الفنادق، ودار حديث بيننا حول قضايا يمر بها لبنان، فقال لي الصديق:
«أتيت الى بيروت ولم أخبر أهلي، خصوصاً أنّ الاتصالات معي من أهلي في أبوظبي لا تتوقف، حيث أن هناك سؤالاً وهو: كيف تذهب الى بيروت، ألم تشاهد ما يقولونه على شاشات التلفزة اللبنانية؟ ألم تسمع ماذا يقولون في الإذاعات؟ بالتأكيد الإجابة كانت إنني أتابع «التلفزيونات» وأستمع الى الإذاعات، ولكن في الحقيقة معظم ما أسمعه غير موجود. الأمور في لبنان جيدة، زحمة خانقة والمطاعم مليئة بالوافدين، في بيروت وفي الجبال أيضاً، خاصة على السواحل مثل البترون وجبيل والجيّة… وفي الجبال تكاد لا تحصل على طاولة بسبب الازدحام الموجود.
وأيضاً افاد الصديق أنه لمس تحسناً كبيراً منذ وصوله الى لبنان بدءاً من المطار حيث المعاملة جيدة جداً، والأمور تسير بشكل سلس والإجراءات في المطار ممتازة وتحافظ على النظام وتمنع أي تجاوزات، وكل الأجهزة الأمنية تعمل على تسهيل الدخول والخروج من دون اي عوائق مع تقديم كل العون للوافدين بكل ترحيب واحترام. كذلك لفت نظره أن طريق المطار خالية من الشعارات والصور الحزبية التي كانت تحتل معظم الشوارع المؤدية الى المطار كما أن الشوارع مضاءة وتشعرك بالأمن والأمان، كما أن إشارات السير تعمل بانتظام. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن هذا العهد وهذه الحكومة الحالية يعملان بشكل جيد عكس العهد البائد.
كما أقول وأردّد لأهلي في الخليج، إنّ هناك كثيراً من المبالغات في الإعلام… لذلك أطلب منك أن تكتب وتطلب من جميع وسائل الإعلام مرئية كانت أم مسموعة أم مقروءة أو مراكز الإعلام الإلكتروني أن يبعدوا أنفسهم عن المبالغة بنشر وتضخيم الأخبار…».
وأحب أن أقول عندما تقرأ الصحف اللبنانية تجد أنّ بعضها يبشّر بحرب «داحس والغبراء» بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام… خصوصاً بعد أن أعطى رئيس الحكومة الأوامر بمنع التظاهرات وتحديداً انهم يريدون وضع صورة شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله، وأنّ الجيش لم يمنع التظاهرات… فلماذا؟
في الحقيقة، رأينا كيف تم اجتماع بين الرئيسين منذ يومين كما علمنا أنّ الأمور بحثت بشكل توافقي، وأنها «غيمة عابرة».
على كل حال، أقول للجميع: إنّ موضوع أي خلاف في وجهات النظر بين المسؤولين الكبار، هو حق طبيعي.. وهذا يحصل في كل بلاد العالم… ولكن المهم أنه كما يقول المثل «الخلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضيّة».
من ناحية ثانية، فإنّ الرجل يمكن أن يختلف مع زوجته حول موضوع ما، فهل هذا الخلاف يؤدي الى الطلاق وهو أبغض الحلال، أو يؤدي الى ما لا تُـحمد عُقباه؟
في الحقيقة، أنّ رئيس الجمهورية رجل عاقل يتعامل مع القضايا بكثير من الموضوعية.. كذلك فإنّ القاضي الرئيس نواف سلام هو رجل مثالي وموضوعي وقانوني يضع العواطف جانباً، ويعالج الأمور بكثير من الهدوء والعقلانية…
أخيراً، نصيحتي الى إخوتي، ومن موقع الغيرة والحرص على الوطن… دعونا نعالج الأمور بكثير من الموضوعية والهدوء والحكمة، وعلينا أيضاً أن نعتبر أنّ مصلحة الوطن العُليا فوق كل اعتبار…
aounikaaki@elshark.com