كفى تأجيلاً… القرار هو بداية الطريق نحو القمّة

بقلم نزيه عبدو حمد
رئيس مجموعة نزيه اللبنانية الخليجية
من يخاف من الخطوة الأولى يبقى أسير الانتظار،
أما من يجرؤ على القرار في الوقت المناسب فهو من يصنع الفارق بين الحلم والإنجاز.
التأجيل… عدوّ النجاح الصامت
كم من فكرةٍ عظيمةٍ ماتت في مهدها بسبب التأجيل، وكم من فرصةٍ ضاعت لأن صاحبها قال: «سأبدأ غدًا»!
الحياة لا تنتظر أحدًا، والوقت لا يعود إلى الوراء.
كل من تراهم اليوم في القمّة، لم يبدؤوا بمالٍ أو حظٍ أو ظروفٍ مثالية، بل بقرارٍ واحدٍ حاسم:
«كفى تأجيلاً».
يظنّ البعض أن التأجيل مجرّد عادةٍ بسيطة، لكنه في الحقيقة فخّ خفيّ يسرق العمر دون أن نشعر.
فكل مرة نؤجّل فيها خطوة، تتراجع حماستنا، وتبرد عزيمتنا، ويصير الحلم أبعد مما كان.
الناجحون لا ينتظرون أن تكتمل الظروف، بل يصنعونها بأنفسهم.
ابدأ من حيث أنت الآن وبما تملك
لا تقل: «ليس الآن»، أو «ليست لديّ الإمكانيات».
كل بداية في الحياة بسيطة، لكنّ الإصرار يحوّل البسيط إلى عظيم.
ابدأ بخطوةٍ صغيرة، بفكرة، بمكالمة، أو بصفحةٍ من مشروعك… المهم أن تبدأ.
فكل إنجازٍ كبير بدأ بخطوةٍ واحدة في لحظة شجاعة.
القرار أهمّ من المال
كم من شخصٍ امتلك المال ولم يصنع به شيئًا، وآخر لا يملك سوى الإرادة والقرار فبلغ القمّة.
القوة الحقيقية ليست في الموارد، بل في النية الصادقة والإصرار.
عندما تقول لنفسك: «سأبدأ الآن مهما كانت الصعوبات»، تبدأ الحياة بمساعدتك بطرقٍ لم تكن تتخيلها.
لا تنتظر اللحظة المثالية
لن تأتي اللحظة التي يكون فيها كل شيء جاهزًا تمامًا.
الظروف لا تكتمل، لكنها تتحسّن مع كل خطوةٍ تأخذها.
ابدأ اليوم، فغدًا سيكون أسهل لأنك بدأت.
المتشائم والمتردد… خصمان للفرص
أخطر ما يواجه الإنسان في طريق النجاح ليس الفقر ولا قلة الموارد، بل الشك في الذات والتشاؤم والتردد.
المتشائم يرى العقبة في كل فرصة، بينما الناجح يرى الفرصة في كل عقبة.
والمتردد يُضيع أجمل لحظات عمره وهو يفكّر بين “أبدأ” و”لا أبدأ”، حتى تمرّ الفرصة أمامه إلى غيره.
أما صاحب التفكير السلبي، فهو يعيش في دائرة الخوف والانتقاد، ويقنع نفسه أن النجاح للآخرين فقط.
هؤلاء جميعًا يعيشون أسرى عقولهم، لأنهم لم يتعلموا أن القرار في الوقت المناسب أهمّ من القرار الكامل في وقتٍ متأخر.
فالحياة لا تكافئ من ينتظر، بل من يبادر ويتحرّك بثقةٍ وإيمانٍ بنفسه.
من ينتظر أن يُقرّر الآخرون عنه… لا يصنع مستقبله
من أخطر أنماط الفشل أن يعيش الإنسان متعلّقًا بقرارات الآخرين.
فهو لا يجرؤ على أن يخطو خطوة إلا إذا أشار عليه أحد، ولا يتحمّل مسؤولية قرار إلا إذا ضمن أن غيره سيتحمّل النتائج.
مثل هذا الشخص يبقى تابعًا لا قائدًا، ومفعولًا به لا فاعلًا.
والمفارقة المؤلمة أنه إن نجح المشروع نسب النجاح لنفسه، وإن فشل ألقى اللوم على من اتخذ القرار بدلاً عنه.
هكذا يضيع العمر بين تبريرٍ وانتظار، بلا تجربة حقيقية ولا إنجازٍ يُذكر.
القرار ليس عبئًا… بل تمرينٌ على النضج والثقة بالنفس.
فمن لا يملك شجاعة اتخاذ القرار، لا يمكن أن يملك مستقبله.
ابدأ الآن… فالقمة تنتظر من يتحرك نحوها
من يريد النجاح لا ينتظر الإلهام أو الظروف، بل يبدأ بالفعل.
التأجيل هو المقبرة التي تُدفن فيها الأحلام.
تذكّر أن الحياة تُكافئ من يجرؤ على البدء.
فلا تؤجّل حلمك إلى الغد…
ابدأ الآن، فالقمة تنتظر من يتحرّك نحوها اليوم.
نزيه عبدو حمد