كلام المسؤولين الإيرانيين «لا بيقدّم ولا يأخّر»

كتب عوني الكعكي:

يذكّرني هذا العنوان بأغنية «كلام الناس»، وما دفعني الى تبنّي كلام هذه الأغنية، التصريحات التي يطلقها القادة الإيرانيون.. منذ بدء الثورة في 7 يناير عام 1978. يومذاك رُفع شعار: «الموت لأميركا… والموت لإسرائيل». إضافة الى: «أميركا هي الشيطان الأكبر، وإسرائيل هي الشيطان الأصغر».

ولم يكتفِ نظام الملاّلي بإطلاق الشعارات، بل ذهب الى حدّ محاصرة السفارة الأميركية في طهران لمدة 444 يوماً… حتى انتخب الرئيس رونالد ريغان الذي أعلن خلال حملته الانتخابية أنّه لو نجح في الانتخابات فهو لن يسمح لإيران بمحاصرة السفارة يوماً واحداً.. وبالفعل لا أحد يعرف كيف هرب الإيرانيون بدون حس ولا حركة، وكان الانسحاب مخزياً.

من ناحية ثانية، الكل يعلم أنّ الذي ساعد إيران عسكرياً هي صفقة «إيران غيت»، وكيف زوّدت أميركا وإسرائيل إيران بالأسلحة في حربها ضد العراق بعد أن كانت منهارة تماماً.

كل هذا، والإيرانيون وكبار المسؤولين فيهم يصرّحون بأنهم سوف يعملون للقضاء على إسرائيل.

أولاً: سؤال بسيط: هل تشييع العراق يأتي ضمن استراتيجية محاربة إسرائيل والقضاء عليها… وهنا نذكّر القادة الإيرانيين أنهم لو كانوا فعلاً صادقين مع أنفسهم لكانوا ذهبوا الى محاربة إسرائيل بدل العراق الذي أنقذ دمشق من السقوط عام 1973 في حرب 6 تشرين الأول، ولكن؟؟؟

ثانياً: ساعدوا ودعموا حزب الله بالمال والسلاح منذ عام 1983، واستطاع الحزب بالتضحيات التي قدّمها إجبار العدو الإسرائيلي على إعلان انسحابه من لبنان عام 2000… بدون أي شرط، ولكن بدل أن يستفيد لبنان من هذا الانتصار، حوّل الانتصار باختيار الدخول الى المجلس النيابي والحكومة وإلى السيطرة على الحكم، وتعيين رئيس للجمهورية، وتعيين رئيس للحكومة، وتدخّل في تشكيل الحكومات… والأنكى من ذلك كله ما قاله الإمام خامنئي : «إننا نسيطر على أربع عواصم عربية».

السؤال الى الإمام خامنئي: هل أصبحت السيطرة على 4 عواصم عربية بديلاً للقضاء على إسرائيل.. كما كان يدّعي منذ عام 1978؟

وكي ندخل في الموضوع… لا بدّ من الاطلاع على التهديدات الإيرانية لإسرائيل بدءاً بمرشد الثورة آية الله علي خامنئي…

قال آية الله علي خامنئي في أوّل تصريحات ينقلها التلفزيون له منذ التوصّل الى وقف إطلاق نار مع إسرائيل: «إنّ إيران سترد على أي هجوم أميركي في المستقبل بضرب قواعد عسكرية أميركية في الشرق الأوسط». وقال خامنئي البالغ من العمر 86 عاماً: «إنّ أي هجوم على إيران سيكون له ثمن باهظ». ولفت الى أن إيران استهدفت أكبر قاعدة أميركية في المنطقة، وهي قاعدة العديد في قطر، بعد انضمام واشنطن الى الضربات الإسرائيلية.

وأضاف: «الجمهورية الإسلامية وجهت بدورها صفعة قوية على وجه أميركا (…) فقد استهدفت واحدة من أهم قواعد أميركا في المنطقة»، على حدّ زعمه. وبث التلفزيون الرسمي تصريحاته التي كانت مسجلة. وكما كان الحال بالنسبة لأحدث تصريحاته، والتي صدرت قبل أكثر من أسبوع خلال القصف الإسرائيلي الذي استمر 12 يوماً، تحدّث خامنئي من مكان مغلق لم يتم الكشف عنه وخلفه ستارة بنية اللون والعلم الإيراني وصورة سلفه روح الله الخميني.

قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي: «إنّ إسرائيل لم تتخيّل أنّ صواريخنا قادرة على قصف وتدمير مراكز أبحاثها»، مضيفاً أنّ لدى بلاده صواريخ أخرى ستستخدمها عند اللزوم.

وقال خلال استقباله في جمع من الأبطال في مختلف الرياضات والحائزين على ميداليات في الأولمبياد العلمية إنّه «لم يخطر ببال الصهاينة أنّ الصاروخ الإيراني سيخترق عمق مراكزهم الحسّاسة، هذا الإنجاز ثمرة جهود الشباب الإيراني».

أضاف: «تدّعي الولايات المتحدة أنها تحارب الإرهاب في حين استشهد أكثر من 20 ألف طفل في غزة، الإرهابي الحقيقي هو الولايات المتحدة».

وختم بالتعليق على كلام الرئيس دونالد ترامب بالقول: «الصفعة التي يرافقها الترهيب ليست صفعة بل إملاءات، والشعب الإيراني لن يخضع للإملاءات».

أما قائد الحرس الثوري الإيراني محمد باكبور فقد توعّد بفتح أبواب الجحيم على إسرائيل، إذا شنّت هجوماً جديداً على بلاده، مشيراً الى أنّ «الردّ الإيراني سيكون أقوى من حرب الـ12 يوماً في يونيو (حزيران)».

أضاف: «إذا كان العدو الصهيوني يعوّل كثيراً على درعه الصاروخي فنحن جاهزون للردّ بقسوة…».

أما قائد البحرية الإيرانية شيرام إيراني فأكد بأنّ «إيران سترد بحزم وقوّة على أي تهديد» مشدداً بأنّ «القدرات التي تتمتع بها البحرية الإيرانية مجهزة للدفاع عن سيادة إيران».

أضاف في لقاء تلفزيوني: «إنّ أي مشكلة تتعرّض لها السفن الإيرانية في المنطقة لن تبقى من دون ردّ». كما رأى أنّ بلاده تملك سفينة الدعم العسكري «مهدوي» التي دخلت الخدمة حديثاً، وهي مزوّدة بمسيّرات انتحارية.

إضافة الى ما قاله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: «رفضنا التفاوض مع الولايات المتحدة، إذ من غير الممكن الدخول في مفاوضات ما لم تغيّر الولايات المتحدة عدداً من الأشياء».

كل هذه «العنتريات» تدلّ بوضوح على أنّ كلام المسؤولين الايرانيين مجرّد «كلام بكلام» لا «بيقدّم ولا بيآخّر».

aounikaaki@elshark.com