كيف انعكست الزحمة السياحية على واقع الأسواق؟

عيد لـ «الشرق» الأشرفية سجلت إنتعاشاً ملحوظاً وشلهوب: حركة الأسواق في زحلة «حركة بلا بركة»

كتبت ريتا شمعون 

يقترب الموسم السياحي في لبنان من نهايته، حيث بدأ المليون ونصف المليون وافد الذين قدموا الى لبنان خلال هذه الفترة القصيرة التي بدأت إعتبارا من 15 تموز بالمغادرة وهذا ما يفسر زحمة المغادرين في مطار رفيق الحريري الدولي.

وإنطلاقا من ذلك المشهد، هل نجح الموسم السياحي، وسط واقع سياسي وأمني متقلب،  وهل تمكن من تعويض خسائره؟

وفقا لما صرّح به نقيب أصحاب الفنادق ، بيار الأشقر، أن نسب الإشغال الفندقي إرتفعت بشكل ملحوظ هذا الموسم، ويمكن القول أنها كانت مميزة مقارنة بالعام الماضي.

أما رئيس نقابة مكاتب السفر والسياحة في لبنان جان عبود، يؤكد أن الحركة خلال شهر آب جيدة وحتى نهاية الشهر الملاءة هي بنسبة 90% مشيرا الى ان الحجوزات ناشطة، لكن مع إنتهاء شهر آب ستتراجع الحركة بشكل مؤكد وستزداد حركة المغادرة مع بداية شهر أيلول.

إذن هل انعكس نجاح الموسم السياحي على واقع الأسواق؟

يكشف رئيس جمعية تجار الأشرفية  طوني عيد أن متوسط رقم المعاملات داخل المتاجر خلال هذه الفترة من الموسم السياحي إرتفع بنسبة 50% مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبق العام الماضي الذي كان مخيبا للآمال جراء الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

ويؤكد في حديث لجريدة «الشرق» أن الحركة التجارية شهدت إنتعاشا ملحوظا هذا الصبف، مشيرا الى ان عدد الزبائن قد ازداد بشكل واضح ما ساهم في تعويض جزء من الخسائر التي تكبّدها القطاع في الفترات السابقة. وأشار عيد، الى ان الموسم السياحي إنطلق منذ شهر أيار، حيث سجّل لبنان حركة لافتة من السياح العرب والأجانب واللبنايين المغتربين، غير ان تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران كان لها تأثير كبير على القطاعات السياحية، التي شهدت إرتفاعا كبيرا منذ ما بعد عيد الأضحى المبارك، ثم همدت سريعا بعد منتصف حزيران، فرغت المطاعم من روادها وتراجعت نسبة الإشغال في الفنادق وهدأت الحركة في الأسواق التجارية. وتابع قائلاً: أن إستئناف ما قطعته الحرب الأخيرة من الموسم السياحي لصيف 2025، عاد ليدخل في حسابات القطاعات السياحية اللبنانية اعتبارا من 15 تموز، وذلك على الرغم من كل المعوقات الداخلية، استقبل لبنان عددا من السياح الأجانب والعرب الخليجيين والمغتربين اللبنانيين. وأكد عيد، أن الزخم السياحي الحالي في لبنان لم يصل الى مستوى «الفورة» بسبب عوامل مثل الظروف الإقتصادية والاجتماعية والسياسية، لكن يمكننا القول أن الأسواق التجارية شهدت تحسنا وارتياحا بنسبة 60%  بعد فترة من التوترات والتراجع.

ويعدّ قطاع الضيافة أحد أعمدة القطاع السياحي، حيث تلعب المطاعم والفنادق والبيوت الجاهزة دورا أساسيا في استضافة وتلبية احتياجات السياح، مما يجعلها في مقدمة القطاعات المستفيدة من النشاط السياحي، يليها القطاع التجاري، مضيفا في هذا السياق، هناك أسئلة تطرح نفسها حول الغلاء في الفنادق والمطاعم، والنقل الجوي الذي يرتفع في كل عام في فصل الصيف. وبحسب عيد، فإن فترات التخفيضات تجتاح الأسواق في نهاية موسم الصيف بشكل أساسي في بيروت وتحديدا « الأشرفية» التي تعد من أبرز مراكز التسوق في العاصمة، ذلك،  منذ بداية شهر آب باعلان واضح ومقروء « Sale» وقد حقق هذا المفهوم إقبالا مقبولا من جانب المستهلكين السياح والمغتربين، ومع ذلك، يلفت عيد، الى أن أصحاب الدخل المحدود في لبنان وبسبب ظروفهم المعيشية الصعبة قد  يصعب عليهم شراء الألبسة على سبيل المثال،  أو تأجيل شرائها إذ ان اولوية الإنفاق لديهم  هي للحاجات الأساسية. وفي الحديث عن قانون  الإيجارات الجديد للأماكن غير السكنية، إنتقد عيد، القانون لعدة أسباب، أهمها: عدم وجود دراسات واضحة حول تأثيره الاقتصادي والاجتماعي، حيث انه سيستحيل على العديد من التجار تحمل الأعباء التشغيلية ذلك لانعدام السيولة، واصفا إياه بغير المنصف للتجار الذين يشكلون العمود الفقري للحركة الاقتصادية، مطالبا بضرورة إدخال تعديلات جوهرية على القانون لضمان العدالة للجميع. أما في عروس البقاع مدينة زحلة، رغم هذا الأداء المتواضع لا يزال العديد من التجار في زحلة مرتبطين بموسم التخفيضات نظرا لدورها في جذب الزبائن الى المتاجر، ومع ذلك، «الحركة بلا بركة» في زحلة حيث اوضح إيلي شلهوب رئيس جمعية تجار زحلة السابق ، قائلاً: دون شك تمكنت القطاعات الاقتصادية من الاستفادة من توافد السياح والمغتربين اللبنانيين الى لبنان، حيث شهدت المدينة زحمة زوار ارتادوا مطاعمها والمقاهي فيها، لكن «حركة بلا بركة» مشيرا الى ان الحركة في أسواق زحلة ذات طابع سياحي، لا تعكس النشاط التجاري لأسواقها. وتابع في حديث لجريدة «الشرق» أن المحال التجارية في زحلة أصيبت بخيبة أمل ، كنا نأمل بانتعاش ولو جزئي، لكننا عدنا خطوات الى الوراء للأسف، في زحلة السياحة تنتعش لكن التجارة تخسر. وبحسب ما يلفت، أنه لم تنعكس نسب الحسومات التي تراوحت ما بين 30 و70% تناميا في حركة المبيع، فغالبية التجار وفي ضوء التفاؤل الذي كان معقودا على هذا الموسم بادرت الى شراء كميات من البضائع ذات جودة عالمية  رافعة حجم توقعاتها لحجم الطلب، بيد أن وقائع السوق اليومية أتت لتخالف رغبات التجار في المدينة ، لذا جاءت الحركة هذا الصيف تتمة لذاك الجمود وليس خروجا على أحكامه، فبعد بداية التخفيضات شهد السوق تحسنا طفيفا قبل أن تعود الأمور للتراجع، حيث انخفضت الحركة التجارية بشكل ملحوظ. «الكزدورة» التي يقوم بها السائح في أسواق زحلة الذي يعرف ببولفار زحلة، طلبا للتسلية والتلهي لبنتهي به المطاف في المقاهي والملاهي، وكما ذكرنا « الكزدورة» ليست مقياسا يبنى عليه لتقويم حركة الطلب والعرض في السوق.

ويرى شلهوب، رغم زيادة عدد السيّاح، أن المشكلة أن معظمهم يأتون من أوروبا أو أميركا ولا يصرفون، مسجلا عتبا كبيرا على السياسيين في زحلة وفعالياتها الرسميين لا سيما بلدية زحلة المنتخبة حديثا، إذ أنهم يرون اهتمامهم بمشاركتهم بالاحتفالات والمهرجانات والتصوير على مواقع التواصل الاجتماعي هو أكبر بكثير من إهتمامهم بمصلحة المدينة وأسواقها، سائلاً عن دور الدولة؟ وشدّد على أهمية وعينا كزحليين على مصلحة المدينة، ونحن كتجار لدينا كامل الاستعداد للتعاون مع البلدية والمسؤولين الرسميين لمصلحة زحلة حتى نتطور، على غرار البترون وجبيل، مضيفا: زحلة هي إحدى المدن اللبنانية، تسمى بعروس البقاع وهي عاصمة المنتجات الزراعية الغذائية، ولقبت بعاصمة الكتلكة في الشرق، وتعتبر أكبر مدينة لبنانية من حيث عدد السكان. وختم شلهوب، قائلاً: المطلوب إعادة تأهيل جذرية للبنى التحتية لبولفار المدينة، وايجاد بناء عصري للمواقف، والإجابة عن تساؤلات التجار والاستماع الى هواجسهم في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي والإنمائي في المدينة ، بالتالي علينا ان نحدد موقعنا من حيث توفير الخدمات والبضائع حتى نوفر للزبون متعة التسوق.