لاكروا يجول: التمديد للقوات الدولية قيد الدرس ووجهات النظر مختلفة ولبنان يؤكد التمسّك ببقاء “اليونيفيل” في الجنوب وتطبيق الـ1701

ستة ايام مرت على افتتاح تل ابيب موسم الحرب على طهران، وليس ما يوحي بقرب انتهائها، لا بل تتخذ المواجهة ابعادا خطيرة وسط خشية من ان تضغط اليد الاميركية على الزناد وتتحول الحرب الثنائية الى دولية تدميرية شاملة ستبلغ شظاياها بالطبع لبنان وكل دول الجوار الايراني –الاسرائيلي.

ايران لا تبدو حتى الساعة في وارد الاستسلام لشروط الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي خيّرها بين الاستسلام الكامل بلا شروط وبين تدمير برنامجها النووي وفرض سلام يطمح اليه بالقوة ولو اضطر للانخراط في وحول المعركة الاسرائيلية -الايرانية. وقد جاءه الجواب الخامنئي قاطعاً “ايران لن تستسلم وستصمد في وجه السلام المفروض”.

التمديد لليونيفيل

 وسط هذه الاجواء المحتدمة التي يخشى ان تصيب لبنان المُحَيد حتى الساعة، وعشية  وصول المبعوث الرئاسي الاميركي الى سوريا توماس برّاك الى بيروت في الساعات المقبلة، قام مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام، جان بيير لاكروا، بزيارة إلى بيروت تستمر نحو أسبوع، قبل نحو شهرين من موعد التجديد لقوات “اليونيفيل” العاملة في الجنوب، يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين. وابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، لاكروا خلال استقباله في قصر بعبدا، مع وفد ضم قائد “اليونيفيل” في الجنوب الجنرال ارولدو لازارو، ان لبنان متمسك ببقاء “اليونيفيل” في جنوب لبنان لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني الذي سيواصل انتشاره في الجنوب وتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي بكافة مندرجاته.

وأشار الرئيس عون الى ان المحافظة على الاستقرار في الجنوب امر حيوي ليس للبنان فحسب بل لدول المنطقة كلها، ودور “اليونيفيل” أساسي في المحافظة على هذا الاستقرار، لافتا الى ان التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ممتاز، معربا عن امله في ان تتمكن الدول الممولة لمهمات السلام الدولية من ان توفر التمويل اللازم لعمل “اليونيفيل” كي لا تتأثر سلبا القوات الدولية العاملة في الجنوب، لافتا الى ان لبنان سيجري اتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا الاتجاه. وشدد الرئيس عون على ان لبنان يقوم بكل ما التزم به في ما خص تطبيق القرار 1701 ومتمماته، لكن استكمال انتشار الجيش حتى الحدود يتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها وإعادة الاسرى اللبنانيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، إضافة الى وقف الاعمال العدائية التي تستهدف الأراضي اللبنانية بشكل دائم. 

موضع درس

 من جهته، اكد لاكروا ان “اليونيفيل” مستمرة في أداء مهامها على رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، لافتا الى ان طلب الحكومة اللبنانية بالتمديد للقوة الدولية هو موضع درس من الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الامن وثمة وجهات نظر مختلفة في ما خص دور “اليونيفيل” ومهامها يجري العمل على التقريب في ما بينها للتوصل الى اتفاق في هذا الصدد، قبل حلول موعد التمديد نهاية شهر اب المقبل. وشدد لاكروا على ان الأمم المتحدة تدعم لبنان في المطالبة باستمرار عمل “اليونيفيل” لا سيما وان التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني يجري بانتظام.

عين التينة

 كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، لاكروا والوفد المرافق بحضور لاثارو ومستشار رئيس المجلس النيابي علي حمدان، حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة في لبنان ومهام قوات اليونيفيل والتمديد لها لولاية جديدة.  الرئيس بري توجه في مستهل اللقاء بالشكر والتقدير للواء لاثارو على الجهود التي بذلها طيلة توليه مهامه كقائد لقوات الطوارئ الدولية لتنفيذ القرار الأممي 1701، وتعزيز أواصر التعاون والصداقة بين جنود اليونيفيل وأبناء الجنوب ، متمنياً له التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة.

وأكد الرئيس بري تمسك لبنان بالشرعية الدولية من خلال إستمرار قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان وأهمية دورها في مستقبل لبنان وأمنه وإستقراره وإستقرار المنطقة ، ودور هذه القوات في رعاية إتفاق الإطار المتصل بالحدود البحرية كما إتفاق وقف النار الأخير الذي تواصل اسرائيل خرقه يومياً وتستمر بإحتلالها لأجزاء من الاراضي اللبنانية في الجنوب.

 وشدد الرئيس بري أمام لاكروا على أن لبنان متمسك بأن يبادر المجتمع الدولي ومجلس الأمن الى التمديد لهذه القوات لولاية جديدة.

الخارجية

 الى ذلك، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي لاكروا ولاثارو، والوفد المرافق، وجرى عرضٌ للأوضاع في جنوب لبنان وعمل اليونيفيل ومسألة تمديد ولايتها المرتقب في شهر آب المقبل. في السراي

 من جهته، استقبل رئيس مجلس الوزراء، القاضي نواف سلام، اليوم في السراي الحكومي، لاكروا، يرافقه لازارو. وأشار الرئيس سلام إلى أن وجود اليونيفيل يشكل عاملًا أساسيًا في دعم الاستقرار في لبنان عمومًا، وفي الجنوب خصوصًا، معربًا عن أمله في أن يتم تجديد مهمتها في أقرب وقت ممكن، لافتًا إلى أن الدولة اللبنانية بصدد تقديم طلب رسمي للأمم المتحدة بهذا الشأن.

كما أكد رئيس الحكومة أهمية المحافظة على الاستقرار في ظل الظروف الراهنة، مكرراً ضرورة منع زج لبنان أو توريطه في المواجهة الإقليمية الدائرة، ومشيرًا إلى أن الجيش اللبناني مستمر في توسيع انتشاره في مناطق الجنوب، التزامًا ببسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وتنفيذ القرار 1701.