لا تزال الفصائل الفلسطينية تواصل لقاءاتها التي بدأتها الأسبوع الماضي في العاصمة المصرية القاهرة، ضمن المساعي الرامية لإيجاد صيغة جديدة، تضمن التوصل لاتفاق تهدئة يوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وحسب مصادر مطلعة فإن لقاءات يومية تعقدها الفصائل فيما بينها، إضافة إلى اجتماعات تعقد مع الوسيط المصري، تبحث صيغ التهدئة الجديدة، وذكرت أن هناك نقاط جرى التوافق حولها في حوارات التهدئة السابقة “غير المباشرة” بين حماس وإسرائيل، ستكون حاضرة في المقترح الجديد.
ويحضر جانب مهم من تلك اللقاءات مدير المخابرات المصرية، في إطار تحرك الوسطاء الكبير في هذا الوقت، من أجل دفع اتفاق التهدئة قدما، في مسعى لإفشال مخططات إسرائيل ضد قطاع غزة، بعد إعلان الجيش بدء تنفيذ الخطة الحربية لاحتلال مدينة غزة ووسط القطاع، وهو ما من شأنه أن يزيد من مأساة سكان القطاع على كافة الصعد.
وقال مسئول فلسطيني مطلع على سير اللقاءات ، إن الجميع يترقب وصول الرد الإسرائيلي على المقترحات المقدمة مؤخرا، وأنه في حال كان هناك تجاوب إسرائيلي مع الأفكار التي قدمت، سيقوم الوسطاء بتقديم المقترح الجديد في أسرع وقت.
وأكد أن الجميع يضع أولوية وقف الحرب، وأن الفصائل أبلغت الوسيط المصري، انفتاحها على مبادرات ومقترحات تشمل إنهاء الحرب والحصار المفروض على غزة. وأوضح أن ما جرى طرحه من أفكار خلال المحادثات واللقاءات، لم يصل إلى حد عقد اتفاق لصفقة شاملة، وقال إن ما جرى كان عبارة عن تبادل أفكار، بهدف وضع بنود من شأنها أن تزيل الخلافات التي ظهرت في المفاوضات السابقة، وأساسها عقد صفقة جزئية تمتد لـ60 يوما، تشمل تبادل أسرى وإدخال مساعدات.
وخلال النقاشات الفلسطينية الداخلية الفلسطينية، جرى التأكيد على ضرورة أن يكون هناك ضمانات لوقف الحرب، وعدم عودة إسرائيل للتصعيد في حال انتهت مدة التهدئة، وأن يكون هناك التزام حقيقي بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، على أقل تقدير وفقا لاتفاق التهدئة الجزئي السابق الذي جرى التوصل إليه في يناير الماضي ودام لـ42 يوما.
وفي هذا الوقت يعمل الوسطاء بوتيرة متسارعة من أجل التوصل إلى توافقات حول الصفقة المقترحة في أسرع وقت، من أجل تفادي توسيع الهجوم البري على غزة.
وفي هذا السياق، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “سنوافق على الاتفاق بشرط إطلاق سراح جميع المختطفين دفعة واحدة، ووفقًا لشروطنا لإنهاء الحرب”، وشدد على تمسكه بشروطه لإنهاء الحرب وهي نزع سلاح حماس وإعادة جميع المختطفين والسيطرة على قطاع غزة وإقامة سلطة بدون حماس أو السلطة الفلسطينية.
وجاء ذلك بعدما كان مكتب نتنياهو أعلن، موافقة مجلس الوزراء الأمني المصغر على السيطرة على قطاع غزة بالكامل.
وذكرت قناة “i24news” أن اتصالات صفقة الأسرى تتواصل لكن دون أي مقترح حقيقي، يوصل لاتفاق شامل يُنهي الحرب في هذه المرحلة.
وأوضحت أنه لم يتم تحقيق أي تقدم يُذكر في المحادثات بين وفد حماس والمصريين، بما يُمكّن إسرائيل من التقدم في المفاوضات.
ونقلت عن مصدر إسرائيلي، قوله إن نتنياهو لن يرفض “صفقة جزئية” إذا ما تم التوصل إليها، في الوقت الذي وجهت الإدارة الأميركية تحذيرًا لإسرائيل، بسبب طول مدة الحرب، وطالبتها بـ”اتخاذ قرارات”.