دخلت المفاوضات “غير المباشرة” بين حماس وإسرائيل في يومها الثالث، مرحلة حاسمة، بعدما انضم لأول مرة ممثلو عن فصائل فلسطينية أخرى إلى الوفد المفاوض، حيث يجري فيها البحث بعمق في كشوفات الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية، ما بين القوائم التي قدمتها إسرائيل، وأخرى قدمتها حماس، فيما يعمل الوسطاء على تقريب وجهات النظر، لحل هذا الملف، ليكون مقدمة للتوافق على ملفات أكثر تعقيدا.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن مفاوضات شرم الشيخ “تسير بشكل إيجابي”، لافتا خلال كلمة له خلال تخريج دفعة من طلبة أكاديمية الشرطة، إلى أن مصر تبذل جهودًا لم تتوقف لإنهاء الحرب على غزة.
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي أرسل مبعوثيه بتكليف واضح بالعمل على إنهاء حرب غزة، داعيا الرئيس دونالد ترامب لمواصلة دعمه للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، كما دعاه لحضور توقيع اتفاق غزة في مصر حال التوصل إليه.
ولأول مرة يشارك مدير المخابرات التركية إبراهيم قالن في الوساطة، وجاءت مشاركته بطلب أميركي. كما انضم إلى جولة مفاوضات الأربعاء، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بالإضافة إلى مدير المخابرات التركية، وكذلك المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى المحادثات، كما يقف وزير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد على رأس وفد من الجهاز مختص بالوساطة.
وإلى جانب بحث أسماء صفقة التبادل، وبشكل خاص ذوي المحكوميات العالية، هناك ملف آخر مرتبط بعملية التبادل، وهو خارطة الانسحابات الإسرائيلية من غزة، حيث تطلب حركة حماس بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من المناطق المأهولة في قطاع غزة، والتراجع كما كان الوضع في تهدئة كانون الثاني الماضي، من أجل الوصول إلى الأسرى والمجموعات الآسرة، وإتمام عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين.
ويجري الحديث عن ملف يعد الأكثر أهمية أيضا، وهو شكل إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، والجهة التي ستوكل لها هذه المهمة، في ظل الخلافات ما بين حماس وإسرائيل حول الملف، حيث تطلب الأولى أن توكل المهمة إلى لجنة إدارية فلسطينية من المستقلين، وهو أمر ترفضه إسرائيل، وتطلب بأن توكل الإدارة إلى جهة دولية، مع بقاء سيطرتها الأمنية على غزة.
تفاؤل حذر
ووفق مصادر مطلعة، فإن مفاوضات الأيام الماضية، جرت وسط “تفاؤل حذر”، وسط خشية من شروط إسرائيل المتكررة التي أفشلت الصفقات السابقة، والخاصة بقوائم الأسرى والانسحابات من قطاع غزة.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو، المواجد في مكان المفاوضات في مدينة شرم الشيخ المصرية، إن وفد حركته “قدم الإيجابية والمسؤولية اللازمة لإحراز التقدم المطلوب وإتمام الاتفاق”.
وأشار في تصريح صحافي إلى أن الوسطاء يبذلون جهودا كبيرة لإزالة أي عقبات، أمام خطوات تطبيق وقف إطلاق النار، وقال “روح من التفاؤل تسري بين الجميع”، لافتا إلى أن المفاوضات تركزت حول آليات تنفيذ إنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع وتبادل الأسرى.
وتجدر الإشارة إلى أن خليل الحية رئيس وفد حماس في المفاوضات، طالب بـ”ضمانات” من الوسطاء، تؤكد عدم عودة إسرائيل لاستئناف العدوان على غزة مستقبلا، وقال: “الاحتلال الإسرائيلي عبر التاريخ لا يلتزم بوعوده، لذلك نريد ضمانات حقيقية من الرئيس ترامب ومن الدول الراعية”.
من جهته، أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أن المقاومة أبدت استعدادها للتفاوض على قاعدة أن هناك بنوداً يمكن التعاطي إيجابياً، وأولها بند تبادل الأسرى الذي يمكن أن يتم إنجازه في الأيام القليلة المقبلة، وقال “بذلك نكون قد سحبنا فتيل التفجير ومبررات العدو بالعدوان المستمر”.