ملكة جمال جنوب لبنان الجريح

بقلم سليمان أصفهاني

 

حادثة أليمة هزت الوجدان قبل أسابيع في قرية بنت جبيل الجنوبية بعد قصف سيارة المواطن شادي صبحي شرارة وإستشهاده مع أولاده سيلين، سيلان وهادي وإصابة زوجته بجروح بالغة ، ما جرى لم يكن يتيماً بوحشيته ضد عائلات دفعت ثمناً غالياً في جنوب لبنان ومنهم من قتل او جُرح او تهجر، بما في هذا الامر من مأساة حقيقية لامست كل اللبنانيين من دون إستثناء .

لكن على المقلب الثاني من هذا الكوكب كان هناك إحتفال لانتخاب ملكة جمال الجنوب، العنوان صادم صحيح لكنه حقيقي وحصل وسط تصفيق وتهليل عائلات الفائزات، وأبرزهم الملكة ريم حوراني التي نالت لقب عن أرض نصفها ركام والمقصود قرى الجنوب، وهنا تخرج علامات الذهول أمام حدث وسط أحداث تهز أرض جنوب لبنان ليلاً نهاراً، ربما أرادت الجهة المنظمة القول إن ما يحصل هناك لن يهزم عزيمة الجنوبيين، وربما أيضاً عنوان الحفل جذب أعضاء لجنة التحكيم وبعضهم من أصدقائي، الا أن كل هذه المشاعر كان من الممكن أن يتم توظيفها في فعالية ليست جمالية او فنية في مضمونها، حتى الفنان السوري أيمن زيدان رغم كل الذي يحصل في سوريا بين الساحل والسويداء اتى ليساهم في هذا الانتخاب الذي تم في توقيت خاطئ،  ومرحلة خاطئة وظروف قاسية يتجلى فيها جمال الجنوب بصبره ونزيفه الذي لا يتوقف .

عذراً الشركة المنظمة لمسابقة ملكة جمال الجنوب، توقيتكم لم يكن صائباً ولا منطقياً ولا هادفاً وسنرى ماذا ستفعل ملكة الجمال لاهل الجنوب من إنجازات، وهم في أمس الحاجة للمساندة الانسانية في هذه الظروف الصعبة، أما ملكة جمال ارض الجنوب فهي الام الجريحة أماني بزي التي خسرت عائلتها في لحظة غدر وضمت جثامينهم وهي مصابة وأبكت العالم بموقفها الذي بات التاج والوشاح والغصة .