لورا يمين
ما كثر الحديث عنه في الساعات القليلة الماضية، حصل. فقد شنت إسرائيل، فجر امس الجمعة، هجوما على إيران في عملية أطلقت عليها اسم «الأسد الصاعد» الهادفة إلى «إزالة التهديد النووي الإيراني»، فيما أعلن عن حالة استثنائية في كافة أنحاء البلاد.
وأعلن إعلام إيراني رسمي، عن اغتيال القائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، والعالمين النوويين فريدون عباسي ومحمد مهدي طرانجي، وقائد مقر خاتم الأنبياء العسكري في الحرس الثوري، غلام علي رشيد، ورئيس كلية الهندسة النووية في جامعة بهشتي، عبد الحميد مينوتشهر في الهجوم الإسرائيلي.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول أمني، قوله إن ضربة البداية استهدفت أهداف دفاع جوي وصواريخ أرض – أرض، واغتيالات لمسؤولين إيرانيين وعلماء نووي كبار. وسمعت انفجارات في أنحاء إيران والعاصمة طهران. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عشرات المواقع الإيرانية بينها مقرات ومواقع عسكرية ومنشآت نووية، ومن بينها منشأة نطنز. وجاء في بيان له، أنه «وبتوجيهات من المستوى السياسي أطلق هجوما استباقيا دقيقا ومتكاملا يستند إلى معلومات استخبارية نوعية، وذلك لضرب البرنامج النووي الإيراني وردا على العدوان المستمر من النظام الإيراني ضد دولة إسرائيل». خلطت هذه الضربة الاوراق في المنطقة. وبعد ان كانت العيون ترصد جولة الاحد التفاوضية بين واشنطن وطهران، علها تحمل ما يهدئ التوتر الاقليمي، قررت ايران على ما يبدو، عدم الحضور.
لكن بحسب قراءة مصادر ديبلوماسية عبر «المركزية»، فإن الولايات المتحدة لعبت لعبة ذكية في مقاربتها لما فعلته إسرائيل. رئيسها دونالد ترامب اعلن قبل الهجوم انه يؤيد المفاوضات الدبلوماسية مع ايران لا الخيار العسكري. اما بعده، فقالت ادارته ان لا علاقة لها بالضربات وان على طهران عدم استهداف الاميركيين، وكأن بها تعلن ان لا علاقة لها بما جرى وانها مع استمرار التفاوض مع ايران. ويراهن ترامب وفق المصادر، على ان طهران عاجلا ام اجلا، خاصة بعد تلقيها الضربة الاسرائيلية، ستعود الى الطاولة، خاصة انها باتت تعرف ان البديل سيكون مؤلما. وبذلك يكون ترامب بـ»حجر التنصل الشكلي من هجوم إسرائيل»، حيّد الأميركيين وأرضى إسرائيل وأضعف قدرات ايران وأجلسها من جديد الى الطاولة من موقع اضعف وبسقف اقل ارتفاعا. واذا لم «يمش» هذا السيناريو، فانه وإسرائيل سيضربان إيران ولن تتمكن بطبيعة الحال من الرد، تختم المصادر.