أسبوع حاسم لمصير «اليونيفيل » والرد الإسرائيلي

وقت كان لبنان يترقب جلسة مجلس الامن اليوم الاثنين لتحديد مصير وجود قوات اليونيفيل في لبنان بين التجديد لها سنة اضافية او عدمه، جاء النبأ بإرجاء الجلسة الى موعد غير محدد عاكساً عمق الانقسام العمودي بين الاعضاء واستحكام التجاذبات بين معسكري مؤيدي التجديد ورافضيه. وذهب البعض الى الربط بين الارجاء ونتائج حراك الموفد الأميركي توم برّاك و»صديقته» مورغان اورتاغوس في ما يتصل بالرد الاسرائيلي المنتظر على الورقة الاميركية في اطار سياسة الخطوة مقابل خطوة، بعد قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة.

ومن المتوقع ان يصل الموفدان الاميركيان براك واورتاغوس اليوم الى بيروت على ان يجولا على المسؤولين غدا الثلاثاء.

اليونيفيل

وافاد ديبلوماسيون امس انهم يتوقعون اتصالاً وشيكاً بين وزيرَي الخارجية: الفرنسي جان نويل بارو، والأميركي ماركو روبيو، سعياً إلى تذليل عقبة وُصفت بأنها «أخيرة» أمام تصويت مجلس الأمن على التمديد 12 شهراً إضافية للقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل). وجاء ذلك بعدما كسرت الولايات المتحدة الجمعة «الإجراء الصامت» على مشروع القرار المعدل الذي أعدته فرنسا، بوصفها حاملة القلم في مجلس الأمن للقضايا الخاصة بلبنان، في ضوء المفاوضات التي أجراها الديبلوماسيون الفرنسيون مع نظرائهم الأميركيين في نيويورك، للتوصل إلى صيغة وسطية حيال «اللغة التي ينبغي استخدامها في شأن إنهاء عمل (اليونيفيل) وسحبها من جنوب لبنان، بعد التمديد المتوقع لها خلال الأسبوع الجاري»، علماً بأن واشنطن أعطت مؤشرات واضحة إلى قبولها التجديد لمدة سنة كاملة.

وإذا لم يتفق الطرفان الأميركي والفرنسي على الصيغة النهائية خلال الاتصال المتوقع بين روبيو وبارو، يمكن لروسيا التي تترأس مجلس الأمن الشهر الحالي أن تؤجل الجلسة المقررة صباح اليوم الاثنين إلى موعد آخر، قبل انتهاء تفويضها الحالي في 31 أآب الجاري.

تعديلات جوهرية

وبعد المفاوضات التي أُجريت طوال الأسبوع الماضي، وزَّعت فرنسا صيغة معدلة لمشروع قرار التمديد لـ»اليونيفيل» ضمنتها تعديلات تستجيب إلى حد بعيد لمطالب الولايات المتحدة. وأدخلت تعديلات على ديباجة مشروع القرار، بما يفيد أن مجلس الأمن «يرحب بجهود الحكومة اللبنانية لممارسة سيادتها على كامل أراضيها، من خلال القوات المسلحة اللبنانية، وعدم الاعتراف بأي سلطة سوى سلطة الحكومة اللبنانية»، ملاحظاً «إيجابية التقدم الذي أحرزته (اليونيفيل) منذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 في اكتشاف مخابئ الأسلحة، وفي تعزيز وجودها من خلال الدوريات وعمليات التفتيش في المواقع ذات الأهمية، وكان ذلك بالاشتراك مع القوات المسلحة اللبنانية». ووفقاً لمشروع القرار فإن التعديلات طالت أيضاً فقراته العاملة، فصارت الأولى منه تنص على أن مجلس الأمن «يقرر تمديد ولاية اليونيفيل حتى 31 أغسطس 2026، مع التخطيط لانسحابها» طبقاً لما تنص عليه الفقرة الخامسة التي تشكل محور المفاوضات الجارية حالياً.

في اسرائيل

وكشف مراسل موقع «أكسيوس» باراك رافيد أن المبعوث الأميركي توم باراك وصل إلى إسرائيل أمس الأحد، حيث التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدداً من كبار المسؤولين الإسرائيليين، لبحث طلب الإدارة الأميركية من إسرائيل ضبط ضرباتها في لبنان، إضافة إلى مناقشة المفاوضات الجارية مع سوريا. وأفاد رافيد أن برّاك اجتمع أيضاً مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس. وأضاف: «تعمل إدارة ترامب في الوقت نفسه على دفع تنفيذ ترتيبات أمنية جديدة بين إسرائيل ولبنان وبين إسرائيل وسوريا كخطوة أولى نحو تطبيع العلاقات المحتمل في المستقبل».

وفد الكونغرس

وليس بعيدا أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عضو الكونغرس الأميركي السيناتور دارين لحود خلال استقباله له مساء السبت في قصر بعبدا، أن «لبنان ينتظر الرد النهائي الإسرائيلي على الورقة التي حملها السفير توماس باراك الذي سيزور لبنان مع السيدة مورغان اورتيغوس يوم الثلاثاء المقبل»، نافيا «أن يكون لبنان تبلغ رسميا ما تردد في الإعلام عن نية إسرائيل إنشاء منطقة عازلة في الجنوب». وشدد الرئيس عون أمام السيناتور لحود والنائب في مجلس النواب الأميركي ستيف كوهين والوفد المرافق في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون على «أهمية التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)»، لافتاً إلى «خطورة إنهاء مهمتها في القريب قبل انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب وإعادة الأسرى اللبنانيين وانهاء انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود المعترف بها دوليا واستكمال تنفيذ القرار 1701 بكافة مندرجاته». ولفت الرئيس عون السيناتور لحود والوفد المرافق إلى «المهام الواسعة الملقاة على عاتق الجيش اللبناني والتي تشمل الأراضي اللبنانية كافة»، مشيرا إلى ان «مهمات الجيش لا تقتصر فقط على ضبط الأمن الداخلي إنما تشمل أيضا مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات وحماية الحدود ومراقبتها، ناهيك عن مهمات أمنية مختلفة»، داعيا الولايات المتحدة الأميركية إلى «الاستمرار في دعم الجيش بالعتاد والتجهيزات اللازمة إضافة إلى دعم العسكريين ماديا نظرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها». وتحدث الرئيس عون عن «مضي الحكومة اللبنانية في إنجاز الإصلاحات المطلوبة على مختلف المجالات إضافة إلى مكافحة الفساد».  وتناول رئيس الجمهورية مع السيناتور لحود العلاقات اللبنانية السورية، فأشار إلى اللقاءات التي تمت مع الرئيس السوري أحمد الشرع وعدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين اللبنانيين والسوريين، لافتاً إلى أن «وفدا سوريا يتوقع أن يزور لبنان قريبا للبحث في المسائل المشتركة وأبرزها ضبط الحدود وعودة النازحين السوريين وغيرها من المواضيع ذات الاهتمام المشترك».

في اليرزة:

والى ذلك، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل، في مكتبه في اليرزة بعد ظهر اليوم، وفد الكونغرس الأميركي ضم النائبين لحود وكوهين بحضور السفيرة جونسون مع وفد مرافق. خلال اللقاء، جرى بحث الأوضاع العامة في لبنان وآخر التطورات، وتم التشديد على الدور الأساسي لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل في ظل الأوضاع والصعوبات الاستثنائية التي يمر بها لبنان.

الحزب يرفض

وبينما ينتظر أن يقدم الجيش اللبناني خطته حول حصر السلاح بيد الدولة إلى الحكومة بنهاية الشهر الحالي، لا يزال موقف حزب الله على حاله. فقد أفادت مصادر «العربية/ الحدث» أن اجتماعات حزب الله الأخيرة مع موفدي رئيس الجمهورية جوزيف عون لم تفضِ إلى نتيجة حتى الساعة.

كما أضافت المصادر أن الحزب أبلغ عون وقائد الجيش، رودولف هيكل، أن تنفيذ «حصر السلاح» يعني المواجهة. وأكدت أن حزب الله رفض القبول بتنفيذ حتى «خطوات شكلية» في ملف حصر السلاح. أتت تلك المعلومات، وسط أنباء أفادت بأن أحد الحلول المطروحة حالياً لملف السلاح أن يقدم الجيش خطته دون وضع فترة زمنية لتسليم السلاح، مع استمرار التواصل بين الرئاسة اللبنانية وقيادتي حزب الله وحركة أمل.

لبنان وسوريا

وامس افيد عن اجتماع امني لبناني سوري عقد برعاية سعودية من الامير خالد بن سلمان وحضور الامير يزيد بن فرحان. ومن جهته، فاجأ رئيس جهاز الاستخبارات السوري حسن السلامة، مدير المخابرات العميد طوني قهوجي بالقول «نريد أن نتعلم منك ما يمكن القيام به على طول الحدود للتعاون معاً على انجازه»».

 وأشارت إلى أن «لبنان أبدى عتباً على عدم معاملة الجانب السوري بالمثل حيث زارا رئيسان للحكومة اللبنانية سوريا وبالمقابل لم يزر أي مسؤول سوري لبنان». وقالت إن «لبنان طلب ضمانات لإبعاد المنظمات الارهابية عن حدوده» ليرد رئيس الاستخبارات السوري بالقول «محاربة داعش اختصاصي».