أكبر عملية عسكرية إسرائيلية على إيران

كتب عوني الكعكي:

منذ 61 يوماً قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّه أمام إيران أن تتوقف عن برنامجها النووي، وأنّ أمامها 60 يوماً أي مدة شهرين.

وبالفعل أقدمت إسرائيل البارحة بعد منتصف الليل بشن غارات على إيران دمّرت فيها مفاعل نطنز النووي وبارجين النووي وقواعد عسكرية في طهران وفي قم، ومقر أركان القوات المسلحة ومنزل علي شمخاني ومجمع الأوركيد وبرج دركامرانية وسعادت أباد.

أميركا تدّعي أنها لم تشارك إسرائيل في العملية العسكرية، وهذا صحيح. ولكن علينا أن نتذكر تاريخ إسرائيل مع موضوع إقامة أي مفاعل نووي في منطقة الشرق الأوسط:

نبدأ بالمفاعل النووي العراقي عام ١٩٨١ حيث قامت إسرائيل بعملية عسكرية دمرت فيها المفاعل النووي العراقي أوزراك في عمق العراق.

في 7 يونيو (حزيران) 1981 حين قصفت طائرة مقاتلة من طراز F16 تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي برفقة طائرات “F15 إيه”.

كذلك نذكّر بعملية «اوبرا» المعروفة باسم «عملية بابل» حين شنت غارة جوية إسرائيلية مفاجئة في 7 حزيران (يونيو) 1981 دمّرت المفاعل النووي العراقي الذي كان قيد الإنشاء.

وفي عام 1998 جاء وفد إيراني رفيع المستوى الى دمشق واجتمع مع الرئيس حافظ الأسد الذي رفض عرض بناء مفاعل وهو إعطاء سوريا 6 مليارات من أجل إقامة مفاعل نووي، رفض الأسد قائلاً إنّ إسرائيل وأميركا لن يسمحا لهكذا مشروع باكتمال إنشائه.

وبتاريخ 6 أيلول 2007 قامت إسرائيل بضرب المفاعل النووي في دير الزور.. وهنا لا بد من الإشارة أنه في عام 2004 أي بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد، جاء الإيرانيون وعرضوا إعطاء سوريا 6 مليارات دولارات من أجل بناء مفاعل نووي في دير الزور.. فظنّ الرئيس الغبي بشار الأسد أنه يمكن أن تكون سوريا دولة نووية متناسياً أنّ والده رفض هذا المشروع لأنه يدرك أنه لن يسمح لسوريا بامتلاكه مفاعل نووي.

السؤال: كيف اكتشفت إسرائيل أن سوريا تقوم ببناء مفاعل نووي في دير الزور؟ وهنا القصة كما نشرتها جريدة «الغارديانى البريطانية: أن وفداً عسكرياً سورياً ذهب الى لندن، وقام الوفد بدخول أحد الفنادق، ووضع أحدهم الكمبيوتر وذهب الجميع الى السفارة السورية في لندن، فقام عدد من أفراد «الموساد» بالدخول الى غرفة الضابط وحصلوا على كل المعلومات في الكمبيوتر، ووضعوا ship كي يحصلوا على كل المعلومات التي تأتي الى الضابط السوري.

تضيف «الغارديان»: إن المخابرات الإسرائيلية اكتشفت من خلال الاتصالات أن هناك 10 آلاف اتصال جرت بين دير الزور وكوريا الشمالية ليتبيّـن أنّ الموضوع هو إقامة مفاعل نووي.

وهكذا -كما ذكرنا- في عام 2007 أقدم الطيران الإسرائيلي على تدمير المفاعل في دير الزور.

كنا قد كتبنا البارحة أن الرئيس ترامب رجل قوي وصاحب قرار، وعندما يقرّر يفعل.. لذلك فإنه وكما ذكرنا، أعطى ترامب خامنئي 60 يوماً فرصة ليصار الى اتفاق حول الملف النووي الإيراني، وأن يكون لأغراض مدنية لا عسكرية.

خامنئي ظنّ أنه يمكن أن يستعمل التقيّة، و «يضحك» على الرئيس ترامب، لذلك كان ترامب يشجّع إيران في كل تصريح.. ويقول لنتنياهو إنّ المباحثات مع إيران تحقق تقدماً، ولكن الحقيقة أن الإيرانيين كانوا يستعملون لغة التقيّة ولا يعرفون أن ترامب يعلم كل شيء. لذلك صرّح الرئيس ترامب أمس، أشعر بأنّ الأمور تجري بشكل جيّد، ولكنه كان يعلم أن الإيرانيين يكذبون، لذلك سمح لنتنياهو بالقيام بالعملية العسكرية التي دمّرت إيران تدميراً كبيراً، ويمكن القول إن اعتبار ما حصل البارحة يضاهي عملية «البيجر» وعملية اغتيال شهيد فلسطين القائد حسن نصرالله.

aounikaaki@elshark.com