بقلم عماد الدين أديب
• الصيغة التقليدية لمبادرة ترامب ستكون هي الشغل الشاغل لشهور وسنوات مقبلة
من ناحية المبدأ، فإن مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هي عمل إيجابي، يحرك المياه الراكدة في الأزمة الحالية، ويوقف حرب الإبادة، ويمنع تهجير أهل غزة.
وكما يقولون في الثقافة السياسية البريطانية «إن الشيطان يكمن في التفاصيل».
وهذه المقولة السياسية تنطبق تماماً على أي اتفاق مبادئ عام، فيه عناصر أساسية لحل أزمة أو فك صراع، أو إنهاء نزاع أو إيقاف حالة عداء بين متحاربين.
وفي حالة النزاع الدموي الذي عايشناه – بكل الألم – في قطاع غزة، فإن كل هذه المواصفات تنطبق على هذا الصراع المرير.
وأسوأ ما في أي صراع، هي رغبة كل طرف أن يصل بالصراع إلى المرحلة الصفرية، أي أن يكون الفائز المطلق، ويكون الطرف الآخر، المغلوب المقهور.
وكما قال ابن خلدون، فإن سلوك «المتغلب» أحياناً يؤدي به إلى «انهيار العمران»، أي انهيار الحضارة التي يمثلها.
وفي حالة غزة، بدأت «القسام» عملياتها، وهي على اقتناع أنها المنتصر المطلق، وأن لديها القدرة على كسر شوكة جيش الاحتلال.
ورغم أن مقاومة الاحتلال حق مشروع وواجب أخلاقي، إلا أن «العقل والحكمة»، ومبادئ فنون القتال وعلم الاستراتيجية، يفرضون على أي طرف يُقدِم على الدخول في أي صراع، أن يقوم بتقدير موقف علمي ودقيق، حتى لا ينتهي به الأمر إلى الهلاك.
وفي نصوص مبادرة ترامب مبادئ متعددة، يحتاج كل واحد منها إلى ملاحق تقنية، وجداول زمنية، وخرائط ودراسات وأرقام وميزانيات، وتحديد مسؤوليات أفراد وأطراف ودول.
الصيغة التقليدية لمبادرة ترامب، ستكون هي الشغل الشاغل لشهور وسنوات مقبلة.
عماد الدين أديب