إرتفاع قيمة البتكوين إلى مستوى قياسي… فهل يصبح البيتكوين ذهب الجيل الجديد؟

سجّلت بتكوين، وهي أكبر عملة مشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية، أعلى مستوياتها على الإطلاق، الأحد الماضي، وارتفعت بنحو 2.68 بالمئة لتصل إلى 125245.57 دولار بحلول الساعة 05:12 بتوقيت غرينتش.

وبلغت بتكوين سعرها القياسي السابق عند 124480 دولاراً في منتصف آب ، مدعومة بتخفيف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقواعد التنظيمية، بالإضافة إلى الطلب القوي من المستثمرين.

وارتفعت العملة المشفّرة يوم الجمعة للجلسة الثامنة على التوالي، مدعومة بمكاسب الأسهم الأميركية أخيراً وتدفّقات رؤوس الأموال إلى صناديق بتكوين المتداولة في البورصة.

وفي المقابل، تراجع الدولار يوم الجمعة، مسجّلاً خسائر على مدى أسابيع مقابل العملات الرئيسية، وذلك في ظل ممّا سببته حالة الضبابية المحيطة بالإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة من غموض بشأن التوقعات وتأجيل إصدار بيانات مهمة مثل بيانات الوظائف، وهي مؤشر هام لقياس اتجاه الاقتصاد.

هل البيتكوين هو ذهب الجيل الجديد… والفضة عودتها قريبة

في عصر تتزايد فيه الاشتراكات الرقمية الشهرية من منصات الترفيه إلى التخزين السحابي وخدمات التوصيل، نكاد أن ننسى أن هذه الثقافة الاستهلاكية لم تكن موجودة قبلاً. جيل آبائنا لم يعرف الدفع التلقائي أو “اشترِ الآن وادفع لاحقاً”، ومع ذلك تمكن رغم الأزمات الاقتصادية والحروب من بناء بيوت، شراء أراضٍ، وتأمين مستقبل الأبناء خطوة بخطوة.

فما الذي كان يفعله الجيل القديم وجعل استقراره المالي ممكناً؟ وكيف يمكن إعادة توظيف تلك العادات في سياق مختلف؟

1- الدفع النقدي والانضباط المالي
النقود كانت الوسيلة الأساسية للشراء، ما خلق علاقة مباشرة بين القرار المالي والإنفاق. الشعور الملموس بخروج المال من اليد كان كافياً لإعادة التفكير قبل كل عملية شراء. الدراسات النفسية تؤكد أن الدفع نقداً يشعر الشخص بالألم المالي أكثر من استخدام البطاقة، ما يعزز وعيه بالإنفاق. اليوم، يعتمد الجيل الرقمي على البطاقة أو التطبيقات، وهو ما يسهل الإنفاق اللحظي، أحياناً من دون إدراك حجم المال المستهلك، بحسب مجلة “فيغ أوت”.

2- الصيانة والاستخدام الأمثل للأشياء
الملابس، الأجهزة المنزلية، وحتى السيارات كانت تُستخدم حتى نهايتها العملية. فلسفة “أصلح قبل أن تشتري جديداً” لم تكن مجرد اقتصاد مالي، بل أسلوب حياة يعزز تقدير قيمة الموارد ويقلل من الإهدار.

3- الطهو المنزلي والتخطيط للوجبات

الوجبات المطهوة في المنزل لم تكن خياراً بل ضرورة اقتصادية. لم يكن تناول الطعام خارج المنزل روتيناً يومياً، بل فرصة خاصة. التحضير المسبق للوجبات وفر المال، أتاح التحكم بالمكونات، وساهم في بناء شعور بالاعتماد على النفس وإدارة الموارد الغذائية بشكل ذكي.

4- البحث عن الصفقات والتسوق الواعي
كان البحث عن الخصومات والقسائم الورقية جزءاً من ثقافة التسوق اليومية. لم يكن دفع السعر الكامل عادة، بل اختيار حكيم. اليوم، تأتي الخصومات عبر التطبيقات والرسائل الالكترونية، ولكن روح البحث عن أفضل قيمة بدأت مع الجيل القديم.

5- السيارات والامتلاك طويل الأمد
لا يستبدل جيل الطفرة السكانية سياراته كل بضع سنوات، بل يحتفظ بها ويصونها لعقود. هذا التفكير الطويل الأمد يقلل الإنفاق الكبير على المركبات ويزيد القيمة الحقيقية للمال، لأنه يركز على الاستخدام والاستدامة بدلاً من المكانة الاجتماعية أو الاستهلاك التنافسي.

6- الادخار أولاً قبل الإنفاق
قاعدة “ادفع لنفسك أولًا” كانت راسخة. جزء من الدخل يُخصص للادخار أو الطوارئ قبل أي إنفاق آخر. فلسفة الإشباع المؤجل هذه منحت الأمان النفسي والمالي للجيل القديم، على عكس عادة كثيرين اليوم الذين يغطون النفقات أولًا ويأملون أن يتبقى شيء للادخار.

7- تقدير الأشياء المستعملة
شراء المستعمل لم يكن عيباً، بل قراراً عملياً واقتصادياً. المتعة لم تكن في امتلاك الجديد، بل في اكتشاف القيمة الحقيقية لكل عنصر، وفهم أن المال مرتبط بالاحتياجات الفعلية وليس بالمظاهر.

8- التحكم في الاشتراكات والنفقات المتكررة
قبل عصر الاشتراكات الرقمية، كل التزام مالي كان يخضع للتقييم: “هل أحتاج هذا فعلياً كل شهر؟”. هذا النوع من الوعي يحافظ على الأكلاف مخفوضة ويمنع الفوضى المالية.

9- سداد الديون أولوية
الاقتراض كان عبئاً حقيقياً. ارتفاع أسعار الفائدة جعل الديون أمراً غير مرغوب فيه، فتعلّم الجيل القديم سداد القروض بسرعة وتجنب الاعتماد على البطاقات الائتمانية، بينما كثير من الجيل الحالي يرى الديون أمراً اعتيادياً.

10 – الشراء بكميات كبيرة 
شراء المنتجات بالجملة لم يكن مجرد توفير، بل أسلوب لإدارة الموارد والتخطيط للمستقبل. هذه العقلية تربط بين استغلال الموارد بشكل أفضل وتحقيق أقصى استفادة من المال عل