«الشرق» – تيريز القسيس صعب
يقف لبنان اليوم على مفترق طريق بعد الحدث الديبلوماسي المتمثل بتوقيع اتفاقية السلام في الشرق الأوسط.
ولعل الترقب الذي يسود الاوساط السياسية اللبنانية لتداعيات هذا الاتفاق يطرح علامات استفهام في كيفية مقاربة لبنان لما يحصل من حوله، والمعطيات التي بلوزته للتعامل مع هذا الحدث الذي قلب كل موازين القوى على الرغم من ان جميع الاقطاب الدولية كانت تعمل على انجاحه منذ فترة.
لبنان الحاضر الدائم في الملفات الدولية والاقليمية، يحاول لملمة وضعه الداخلي الى حين جلاء الصورة الجديدة لمتغيرات منطقة الشرق الاوسط.
ويرى الدكتور في العلوم السياسية والدولية في إحدى جامعات واشنطن خطار بوشبل، ان الإدارة الاميركية ما زالت تولي اهتماما كبيرا بلبنان على عكس ما اشيع اخيرا ان بلاد الارز باتت ثانوية في اهتمامات الإدارة الاميركية.
واكد ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تواصل دائم ويومي مع المسؤولين الديبلوماسيين في البيت الابيض، والمتابعين لتطورات الاحداث في الشرق الأوسط.
انما ما يمكن تأكيده ان ما حصل بداية الأسبوع في شرم الشيخ ما هو إلا بداية طريق لسلام حقيقي في المنطقة، وليس السلام الكامل لدول المنطقة.
فالمطبات والعراقيل صعبة جدا لا بل معقدة، لكن الإصرار الدولي والعربي في وضع حد لكل معانات الشعب الفلسطيني، والدول العربية المجاورة من بينها لبنان، اصبح اليوم حقيقة واعدة. فالمسار طويل لكنه غير مستحيل.
في المقابل، راى مرجع ديبلوماسي في واشنطن ان ما اعلنه لبنان وتحديدا الرئيس جوزف عون عن «انه لا بد من التفاوض مع اسرائيل لحل المشاكل العالقة بالتزامن مع بدء خطة ترامب للسلام» خطوة متقدمة لحل المشاكل بين لبنان وإسرائيل.
وقال المصدر ان اتفاق غزة اذا تم تنفيذه بشكل واضح، فمن البديهي ان يسهل على لبنان تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة، مع رغبة الدعم العربي والدولي لذلك.
واعتبر المرجع اعلاه أن هذا الاتفاق هو الفرصة الذهبية لا بل الماسية لاعادة الدولة في بناء مؤسساتها واستعادة قرارها السيادي.
ويجمع المراقبون الدوليون ان تنفيذ اتفاق غزة من شانه ان ينعكس ايجابا على الوضع الداخلي اللبناني، وقد يسهل على الجيش تنفيذ خطة حصرية السلاح، كما قد يخفف من التوترات والاعتداءات عند الحدود اللبنانية الجنوبية.
فالاختبار الدولي قائم بشكل فاعل، وستستمر الضغوط الدولية والعربية على لبنان في الفترة القادمة لإنجاز قرار حصرية السلاح، لأن لبنان اصبح اساس الاستقرار الاقليمي في المنطقة.