إسرائيل تبدأ محو مدينة غزة وتحذير من “مذابح جماعية” غير مسبوقة

سجل امس استشهاد عشرات الفلسطنيين بقصف ونيران القوات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ فجر الأحد. وقال المرصد الاورومتوسطي في تقرير جديد أصدره، جيش الاحتلال ببدأ عمليات نسف وتدمير واسعة للمربعات السكنية جنوبي المدينة وشرقها وشمالها، في هجوم متزامن يزحف بالتدمير الشامل والمحو المنهجي نحو قلبها من ثلاثة محاور، في تصعيد يشكّل مرحلة جديدة ضمن “جريمة الإبادة الجماعية” المتواصلة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 23 شهرًا.

وذكر المرصد الأورومتوسطي أنّ فريقه الميداني وثّق تفجير جيش الاحتلال الإسرائيلي لروبوت مفخخ في حي “الصفطاوي” شمال مدينة غزة، وذلك بعد توغّل قوة عسكرية تضم عدة آليات وجرافة نحو منطقة أبو شرخ شمال الحي، حيث وضعت الروبوت وفجرته عن بُعد، ما أسفر عن دمار واسع في المكان.

وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية فجرّت أيضًا روبوتات في منطقة الوحيدي بجباليا البلد، وكذلك في منطقة الزرقاء جنوب جباليا البلد لتدمير المزيد من المنازل والمربعات السكنية، فيما نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية أحزمة نارية عنيفة على جباليا البلد تركزت في منطقة دوار ابو شرح ومقبرة جباليا النزلة.

ونبه إلى أنّ القوات الإسرائيلية، إلى جانب استخدامها الروبوتات المفخخة بأطنان من المتفجرات، كثّفت من إطلاق أسراب من طائرات “كواد كابتر” المحمّلة بصناديق من المتفجرات شديدة الانفجار، حيث تُسقِط هذه الطائرات حمولتها داخل المباني أو فوق الأسطح قبل أن تفجّرها، مسببة دمارًا واسعًا لا يقلّ عن ذلك الناجم عن تفجير الروبوتات أو غارات الطيران الحربي الإسرائيلي.

وأكد المرصد أنّ فريقه الميداني وثّق تدمير العديد من المباني العالية والمربعات السكنية في حي الصفطاوي، وكذلك في جباليا النزلة، خلال الأيام الماضية، رغم أنّ هذه المناطق وأطرافها ما تزال تضم أعدادًا كبيرة من السكان والنازحين من شمال غزة، الذين اضطروا للفرار مجددًا تحت وطأة القصف والتفجيرات.

ولفت إلى أنّ عمليات التدمير شمالًا تجري ضمن خطة عسكرية إسرائيلية متكاملة تشمل مختلف أنحاء مدينة غزة، حيث تُنفَّذ عمليات مماثلة شرقي المدينة، خصوصًا في حيي التفاح والشجاعية، وكذلك جنوبًا في حي الزيتون حيث دُمّر أكثر من 500 منزل حتى الآن، فضلًا عن حي الصبرة الذي شهد تدمير عددًا من المربعات السكنية باستخدام الروبوتات المفخخة أو عبر القصف بالصواريخ والقنابل المدمرة، بما في ذلك منازل مأهولة.

وشدد الأورومتوسطي على أن ما يجري من تدمير شامل يصاحبه نمط متكرّر من جرائم القتل المتعمّد، من خلال استهداف مباشر لكل من يتحرّك في هذه المناطق، حتى أولئك الفارّون من الموت، كما حصل مع الطفلين الشقيقين عوض ونادين إحسان سعد الله، اللذين قتلا السبت إثر غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من المدنيين قرب مسجد حمزة في منطقة جباليا النزلة.

وأضاف أنّ هذه الممارسات تخلّف آثارًا كارثية لا رجعة عنها على مئات آلاف المدنيين الذين يعانون أصلًا من التجويع والنزوح ويتعرّضون للقصف والقتل اليومي، بينما تُمحى مدينتهم مربعًا تلو الآخر أمام أعينهم، وسط تعاجز دولي وصمت غير مبرَّر إزاء واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث.

في السياق، طالبت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية بتحمل مسؤولياتها أمام السياسة الإسرائيلية “المدمرة”، محذرا من حدوث فوضى بالمنطقة جراء ذلك.