كتب عوني الكعكي:
كثير من الناس يؤيّدون عملية «طوفان الأقصى»، وأقلية منهم ضدّها. على كل حال من الصعب جداً أن يكون هناك إجماع على قضية… فكيف إذا كانت القضية تخص فلسطين، والتي يكثر حولها الجدل.
على كل حال، أنا هنا أريد أن أتحدّث عن الإنجازات التي تحققت جراء هذه العملية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الأول عام 2023.
أولاً: قبل أن أبدأ حديثي لا بدّ من التوقف عن أكبر إنجاز حققته حركة حماس، ألا وهو قبولها بمبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام، ومن يعرف أميركا جيداً يعرف كيف يسيطر اليهود على القرار الأميركي.. لذا فإنّ قرار الرئيس ترامب هو قرار تاريخي لا يجرؤ أي رئيس أميركي غير ترامب أن يتبناه، حتى لو أراد… لذلك فأنا أحيّي مرّة ثانية أبطال «طوفان الأقصى»، لأنهم تصرّفوا بحكمة كما يتصرّف الكبار.
ثانياً: القضية الفلسطينية كانت على «الرف»، أو يمكن أن نقول إنها كانت منسيّة.. فجاءت عملية «طوفان الأقصى» ليخطف أبطال «طوفان الأقصى» أكثر من 200 أسير وقتل وجرح 3400 من المدنيين والعسكريين خلال ساعتين. هذه العملية تاريخية أيضاً وتسجّل لأبطال «طوفان الأقصى».
ثالثاً: أعلن رئيس حكومة العدو أنه سوف يحرّر المخطوفين.. ويقضي على «حماس». ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي سفن نتنياهو. فخلال سنتين لم يستطع نتنياهو أن يحقق ما وعد به… وهذا يحصل لأوّل مرّة في التاريخ: أنّ مجموعة صغيرة من المقاتلين لا يتجاوز عددهم 3000 من حماس وعلى مساحة 365 كلم2 استطاعوا أن يصمدوا ويمنعوا أكبر جيش في المنطقة مدعوماً من أعظم دولة وأكبر دولة في العالم من تحقيق ما وعد به نتنياهو.
رابعاً: الشيء العظيم الذي حصل أنّ ما فعلته إسرائيل من قتل وتدمير وأفعال إبادة شاهدها العالم بسبب وجود «التلفزيونات»، حقق المقاومون الأبطال إنجازاً لا يمكن أن يتصوّره أحد… إذ استطاعوا تغيير الرأي العام العالمي الذي كان يؤيّد إسرائيل ويعتبر أنّ اليهود شعب مظلوم ومشرّد، تغيّرت الصورة واطلع العالم على ما يدّعيه الإسرائيليون هو كذب… وما فعلوه في مدينة غزة من إبادة جماعية وتدمير 25 مستشفى الى تدمير الكنائس والمساجد التاريخية، الى قتل 65 ألف طفل وامرأة وتدمير جميع مرافق الحياة في غزة، هذه المجزرة التاريخية لن ينساها العالم.. ويكفي أنّ 150 دولة من أصل 190 دولة أيّدت في الأمم المتحدة قيام دولة فلسطينية، وهذا إنجاز تاريخي لا يمكن أن يحصل لولا عملية «طوفان الأقصى».
خامساً: جماعة «طوفان الأقصى» يعرفون أنّ نتنياهو عاجز عن اتخاذ قرار بوقف الحرب.. لأنّ الحرب لو توقفت فسوف يذهب نتنياهو الى السجن.
أخيراً.. أحيّي أبطال «طوفان الأقصى» على صمودهم التاريخي، وأقول لهم إنهم أثبتوا أنّ القضية الفلسطينية هي قضية شعب يناضل من أجل الحياة، وأنه طالما يوجد شعب كالشعب الفلسطيني لا يمكن لأي قوة في العالم أن تمنع الفلسطينيين من إقامة دولة فلسطينية مستقلة.