ستة اشهر ونيّف مضت منذ توقيع اتفاق وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله ولكن، لا اصطياد الجيش الاسرائيلي عناصر وقياديي حزب الله توقف ولا الحزب سلّم سلاحه الى الدولة اللبنانية، فيما دول الجوار تخطو خطوات جد سريعة في اتجاه اعادة بناء نفسها، وسوريا في شكل خاص، وقد حطّ فيها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووفد اقتصادي رفيع في زيارة رسمية، فيما زار الرئيس أحمد الشرع الكويت امس.
وقد قام رئيس الجمهورية العماد حوزيف عون بزيارة خاطفة الى العراق حيث التقى كبار المسؤولين العراقيين الذين جدودا دعمهم للبنان.
اورتاغوس لن تأتي
وفي وقت كان ينتظر لبنان عودة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس ، وتكهنت اوساط عدة موعد هذه الزيارة ، مع الاسترسال بالتخيلات المتشائمة حول طبيعة مهمتها ، خرج خبر مفاجى عن وسائل اعلامية اميركية واسرائيلية يفيد انه سيتم استبدال اورتاغوس بشخص آخر هذا الاسبوع.
وكشف الصحافي الإسرائيلي في «القناة 14» الإسرائيلية، تامر موراغ، أنّ نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس والمسؤولة عن ملف لبنان في الإدارة الأميركية، «ستغادر منصبها قريباً».
وأوضح موراغ أنّ «هذا ليس خبراً ساراً لإسرائيل، فقد كانت أورتاغوس مؤيدة بشدة لإسرائيل وعملت بحزم على مسألة نزع سلاح حزب الله».
وقال: «مؤخراً، طُرد كلٌّ من ميراف سيرين، وهي إسرائيلية أميركية كانت مسؤولة عن ملف إيران، وإريك تراغر، المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مجلس الأمن القومي الأميركي. كان كلاهما يُعتبران من أشدّ المؤيدين لإسرائيل».
ورأى أنّ «النتيجة النهائية لهذه الموجة من التغييرات ومغادرة مسؤولين من البيت الأبيض ليست في صالح إسرائيل».
ونقلت الاستقصائية الأميركية – الإسرائيلية، لورا لومر، أنّ أورتاغوس ستُغادر منصبها كنائبة للمبعوث في إدارة ترامب، بحيث أُبلغتُ أنّه سيتم إعادة تعيينها في منصب آخر في الإدارة.
وأشارت لومر إلى أنّ أورتاغوس «كانت ترغب في أن تكون المبعوثة الخاصة إلى سوريا، لكن المنصب مُنح بدلاً منها لتوم باراك».
ووفق مصادر في البيت الأبيض «سيُعلن ويتكوف عن خليفة أورتاغوس هذا الأسبوع».
عراقجي في بيروت
في المفابل أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اول امس السبت، عن زيارة لوزير الخارجية عباس عراقجي إلى مصر ولبنان يومي الإثنين والثلاثاء.
وأكد بقائي أن زيارة عراقجي تأتي للتأكيد على اهتمام إيران بتعزيز العلاقات والتنسيق مع دول المنطقة.
أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن زيارة عراقجي إلى مصر ولبنان تأتي بهدف التباحث بشأن العلاقات الثنائية، والتشاور بشأن آخر مستجدات المنطقة، خاصة التطورات في فلسطين المحتلة، والتشاور بخصوص التطورات الدولية.
وبحسب بقائي، فقد تم التخطيط لزيارة عراقجي إلى مصر ولبنان يومي الإثنين والثلاثاء من هذا الأسبوع، ومن المقرر أن يلتقي خلال هذه الزيارات بمسؤولين رفيعي المستوى في مصر ولبنان للتباحث بشأن مجموعة واسعة من القضايا.
استهداف “الحزب”
بعدما دكّت قرى عدة في الجنوب نهاية الاسبوع توج العدو الاسرائيلي ذلك باغتيال مواطنين في دير الزهراني وارنون . وزعم الاحتلال انه قتل قائدين في حزب الله.
وفي وقت تبدو المساعي المبذولة على محور رأب الصدع بين رئيس الحكومة نواف سلام وحزب الله تحقق اهدافها، يستمر بعض نواب الحزب في القنص على سلام وحكومته المنضوي فيها الحزب نفسه. اذ رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، خلال رعايته تكريم عوائل شهداء في زوطر الشرقية- النبطية، أنَّ “المواقف التي نسمعُها من بعض الحكومة ليست فقط خارجة عن البيان الوزاري، بل هي ضدَّه ونقيضه، وهي تتنصّل من المسؤوليات التي تمَّ الالتزام بها أمام الشعب اللّبنانيّ”، مشيرا الى ان “أوَّل جملة في البيان الوزاري هي التزام الحكومة بالإسراع في إعادة إعمار ما هدّمهُ العدو الإسرائيلي، والبندُ الثاني هو أن تلتزم الحكومة بالمسؤولية عن الأمن وعن حِماية حدودها وثغورها وردعِ المُعتدي، وفي البند الثالث اتخاذ الإجراءات كافّة لتحرير الأرض اللّبنانية، ولكن إلى الآن ماذا فعلوا في هذهِ البنودِ الثلاثة؟ هلّ طبّقت الحكومة ما التزمت بهِ في إعادة الإعمار؟ فهناك خمسة أو ستة بنود مطلوب تطبيقها بعدها يأتي موضوع الدفاع عن لبنان الذي يحتاج إلى استراتيجية أمن وطني”. أضاف: “لا أحد يأتي ويُطالبنا بتطبيق البيان الوزاري بالمقلوب كمن يضع العربة أمام الحصان،
شري لرجّي
من جهته، شدّد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب أمين شري على أنّ “العلاقة بين حزب الله ورئيس الحكومة نواف سلام قائمة على ما تبقّى من ودّ ولم تنقطع، وقنوات التواصل ما زالت فاعلة”، داعيًا إلى الكفّ عن محاولات الاصطياد في الماء العكر، وتصوير الأمور على غير حقيقتها. وعن الأجواء التي أحاطت لقاء كتلة “الوفاء للمقاومة” برئيس الجمهورية في بعبدا، قال شري ، أنّها كانت “ممتازة وايجابية، وتركز النقاش على عناوين أساسية تم التوافق عليها، خصوصًا حول إيجاد آليات فعّالة لضمان استمرار سياسة لبنان الوطنية والحفاظ على وحدته”، داعيًا الى “الحفاظ على صفاء العلاقات مع رئيس الجمهورية، مع أمل أن يمتد هذا الصفاء أيضاً إلى العلاقة مع رئيس الحكومة نواف سلام”. واعتبر ان الوزير يوسف رجي يتصرف وكأنه ليس وزير خارجية لبنان، متخليًا عن دوره الوطني، “حيث يلقي مسؤولية عدم الالتزام بالقرار 1701 على حزب الله، مقدمًا بذلك ذريعة لإسرائيل لاستمرار اعتداءاتها”.وتوجه إليه بالقول: “احترم سيادة لبنان، فالالتزام بسياسة لبنان وحكومته واجب لا مناص منه”.