لم يهز التصعيد العسكري الاسرائيلي جنوبا ، تصميمَ الدولة اللبنانية على اقامة آخر جولات الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري، اليوم، في محافظتي الجنوب والنبطية، بل هي كثفت اتصالاتها مع رعاة اتفاق وقف النار من اجل لجم تل ابيب وحماية الناخبين الذين سيتوجهون الى صناديق الاقتراع غدا، علما ان حزب الله وحركة امل، وضعا ثقلهما في الايام الماضية، لتأمين التزكية في اكبر عدد ممكن من البلديات (وقد نجحا في ذلك، في اكثر من 90 بلدة) وتفادي المعارك مع قوى تطرح مشروعا إنمائيا بحتا بعيدا مِن التسييس. الى ذلك، ترصد العيون معركة جزين بين التيار الوطني الحر وحلفائه من جهة، والقوات اللبنانية من جهة ثانية، لأنها ستكون أم المعارك السياسيَة الطابَع.
اتمام التحضيرات
عشية الاستحقاق، أتمت محافظة الجنوب الخطوة ما قبل الأخيرة لتحضيراتها الإدارية واللوجستية المتعلقة باجراء الانتخابات البلدية والاختيارية التي تنطلق صباح اليوم. وشهدت سرايا صيدا توافد رؤساء الأقلام والكتبة المكلفين بانجاز العملية الانتخابية على صعيد مدينة صيدا وقرى قضائها إلى السرايا، حيث تسلموا بإشراف ومتابعة وزير الداخلية والبلديات أحمد حجار عبر غرفة العمليات المركزية في الوزارة، ومحافظ الجنوب منصور ضو في آن معا صناديق الاقتراع كل تبعاً لمنطقته والقلم المولج مسؤوليته. وانهت قائمقامية جزين تسليم الصناديق للانتخابات البلدية والاختيارية، وتعتبر 23 قرية في منطقة جزين قد فازت بالتزكية من مخاتير وبلديات في حين استمر العمل لاعلان فوز بلديات اخرى بالتزكية، علما ان المهلة الأخيرة لاستقبال طلبات انسحاب المرشحين التي تسهم في تزكية أكبر عدد من مجالس البلدات بلديا واختيارياً تنتهي اليوم عند الثانية عشرة من منتصف الليل.
باسيل والقلعة
في سياق الحشد “البرتقالي” لمنازلة جزين، رفع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سقف خطابه الى الحدود القصوى وقال خلال لقائه أهالي جزين في مركزية التيار في ميرنا الشالوحي: نهار السبت جميعنا سنصحح خطأ تاريخيا ارتكب في حق جزين وتمثيلها عندما أُبعد التيار عنها وجزين، وهذه المنطقة الإستثناء الوحيد في تعاطينا مع الانتخابات، فجزين لا ينفصل عنها “التيار” وهي لا تنفصل عنه، لكن التصحيح الكبير سيكون في العام 2026.
اضاف غامزا من قناة القوات اللبنانية “يتكلمون عن “الخط السيادي” وكأن جزين غاب عنها الخط السيادي! والسيادي هو من يكون قراره حرا وليس من يكون مرة مع القانون الارثوذكسي وفي يوم آخر يغير رأيه بسبب تلفون”. وتابع “ليس سياديا من يصرح بانه لا يدخل الى حكومة فيها حزب الله ثم يبدل رأيه في اليوم الثاني، وليس سيادياً من يكون ضد الإحتلال السوري ولكن مع الإحتلال الإسرائيلي”.
وقف التصعيد
وفي وقت شهد الجنوب هدوءا نسبيا امس قياسا بتصعيد الجمعة، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وتناول البحث المستجدات في لبنان والمنطقة، والمساعي الجارية لوقف التصعيد الاسرائيلي المتواصل في جنوب لبنان، إضافة الى مسألة التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب.
اجتماع أول
وسط هذه الاجواء، بقيت مقررات القمة الرئاسية الفلسطينية – اللبنانية وابرزها “حصر السلاح بيد الدولة”، تتفاعل. فسريعا، وبعد ساعات على اتمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاءاته في بيروت، عُقِدَ امس الاجتماع الأول للجنة المشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، بدعوةٍ من رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني، السفير رامز دمشقية. وحضر رئيس الحكومة نواف سلام مستهل الاجتماع مرحبّاً بقرار الرئيس الفلسطيني بتسوية مسألة السلاح الفلسطيني في المخيمات، مشيراً إلى الأثر الإيجابي لهذا القرار في تعزيز العلاقات اللبنانية – الفلسطينية وتحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية- الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين. كما أكد رئيس الحكومة على تمسُّك لبنان بثوابته الوطنية. وأعطى توجيهاته بضرورة الإسراع بالخطوات العملية عبر وضع آلية تنفيذية واضحة ووفق جدول زمني محدد. ومن ثم انتقل النقاش إلى سبل تنفيذ التوجيهات الواردة في البيان المشترك الصادر عن لقاء رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون والرئيس محمود عباس، الذي أكّد على حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية واحترام سيادتها، إلى جانب تعزيز التنسيق بين السلطات اللبنانية والفلسطينية لضمان استقرار المخيمات ومحيطها. واتفق المجتمعون على إطلاق مسار لتسليم السلاح وفق جدولٍ زمنيّ محدد، مصاحباً ذلك بخطوات عملية لتعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين. كما تقرّر تكثيف الاجتماعات المشتركة والتواصل لوضع الترتيبات اللازمة للشروع فوراً في تنفيذ هذه التوجيهات على كافة المستويات.
في حزيران؟
ليس بعيدا، أشار مصدر حكومي لرويترز الى أنّ لبنان وضع خطوات تنفيذية لبدء سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية، لافتًا الى أنّ لبنان سيبدأ بسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في حزيران المقبل. وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته إن تم “الاتفاق على بدء خطة تنفيذية لسحب السلاح من المخيمات، تبدأ منتصف حزيران في مخيمات بيروت وتليها المخيمات الأخرى”، وذلك خلال اجتماع اللجنة المشتركة اليوم.
جعجع
في الاطار عينه، أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في بيان ان “تم إتصال مساء أمس بينه والرئيس عباس حيث تبادلا وجهات النظر في ما يتعلق بكل ما يحدث في المنطقة وبخاصة في فلسطين ولبنان، حيث ثمّن جعجع موقف الرئيس عباس من بسط السلطة اللبنانية سيادتها على الأراضي اللبنانية كافة وحصر السلاح داخل المخيمات وخارجها في يد الدولة اللبنانية وقد اتفقا على إبقاء الاتصالات مفتوحة بينهما لما فيه خير البلدين والشعبين”.
المرفأ
قضائيا، استجوب المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار اليوم، القاضيين جاد معلوف وكارلا شواح كمدعى عليهما في الملف بحضور وكلاء الدفاع عنهما ووكلاء الادعاء الشخصي.