البابا في بيروت بين 30 تشرين الثاني و2 كانون المقبل

جنبلاط في بعبدا: الجو مطمئن رغم التشكيك والجيش يقوم بعمل جبار

في الذكرى السنوية الثانية لعملية 7 اوكتوبر التي غيرت رأسا على عقب، المشهد الاقليمي واللبناني ضمنا، لا يزال لبنان يتخبّط في تداعيات “حرب الاسناد”، الاقتصادية منها والسياسية والأمنية، مع إصرار حزب الله من جهة، على رمي مسؤولية الحرب وخرابها على الدولة اللبنانية، ومن جهة ثانية، على رفض تسليم سلاحه للشرعية والتقيد باتفاق وقف النار الذي وافق عليه في 27 تشرين الثاني الماضي. وسط هذه الاجواء الملبدة، لاحت بارقة ايجابية في الأفق اللبناني الضبابي، تمثلت في تحديد الفاتيكان مواعيد زيارة الحبر الاعظم البابا لاوون الى لبنان، وستحصل بين 30 تشرين الثاني المقبل و2 كانون الأول. وقد رحب رئيس الجمهورية بالزيارة الرسولية قائلا: لبنان قيادةً وشعبًا ينظر إلى هذه الزيارة بكثير من الرجاء في زمنٍ تتعاظم فيه التحديات على مختلف المستويات والزيارة البابوية نداء إلى السلام وتثبيت الحضور المسيحي في هذا الشرق والحفاظ على نموذج لبنان الذي يشكّل حاجةً للعالم وللمنطقة.
الجو مطمئن
غداة عرض قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مجلس الوزراء، لمسار تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة جنوبا، والتي حظيت بترحيب الوزراء، قال الرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد زيارته والنائب تيمور جنبلاط قصر بعبدا: الزيارة ودّية، والجوّ مطمئن رغم حملات التشكيك غير المدروسة، والجيش اللبناني يقوم بعمل جبّار في الجنوب.
الكتائب ترحب
بدوره، رحّب المكتب السياسي الكتائبي بعد اجتماعه الاسبوعي بالتقدّم المحقَّق في تنفيذ خطة الجيش اللبناني، وفق ما ورد في تقريره المرفوع إلى مجلس الوزراء، ودعا إلى استكمال التنفيذ وتسريعه على كامل الأراضي اللبنانية، كما نصّت عليه قرارات الحكومة. وتوقّف المكتب السياسي “عند تكرار تصريحات مسؤولي حزب الله، ولا سيما نوابه، بأنهم غير معنيين بنزع السلاح في شمال الليطاني”، وسأل “إذا كان حزب الله قد تخلى عن سلاحه جنوب الليطاني متنازلاً بذلك عن نيته محاربة إسرائيل، فبأي هدف يتمسك بهذا السلاح شمال الليطاني؟ أليس في ذلك إصرار على الاحتفاظ بفائض القوة وصرفه في مواجهة اللبنانيين والانقلاب على الدولة ومفهوم الشرعية؟”
دولة لا تحمي السيادة
في المقابل، الحزب على تمسّكه بسلاحه، ويطرح أن يتم في افضل الاحوال، دمجُه في استراتيجية الامن الوطني، ويستمر في التصويب على الحكومة. فقد أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن من البابلية ان “موقفنا واضح، عندما يتوقف العدوان وينسحب العدو ويعود الأسرى ويبدأ الإعمار ويُناقش الأمن الوطني على أسس واقعية تحفظ الكرامة والسيادة عندها يمكن الحديث عن استراتيجية وطنية أما قبل ذلك فالكلام لا يُقنع أحداً”. واشار الى أن “توم براك قال علناً إن إسرائيل تحتل خمس نقاط في لبنان ولن تنسحب منها وإن السلام وهم وإن إسرائيل لا تعترف بحدود سايكس بيكو وهي تصريحات تمس السيادة الوطنية إهانةً للجيش اللبناني ومع ذلك لم نسمع صوتاً واحداً تحركت كرامته أو انتفض دفاعاً عن لبنان”. اضاف “الاحتلال مستمر والعدوان يومي والأسرى لا يزالون في السجون والعملاء يُبرَّأون من المحاكم العسكرية ثم يأتون ليقنعونا أنهم دولة تحمي السيادة فيما الوقائع تثبت العكس”.
دعم سلام
في المقابل، يستمر توافد المؤيدين لرئيس الحكومة نواف سلام وقراراته الى السراي. اليوم، استقبل رئيس الحكومة مفتي جبل لبنان محمد هاني الجوزو على راس وفد من فاعليات منطقة اقليم الخروب. بعد اللقاء قال الجوزو “زيارتنا اليوم لدولة الرئيس لما يمثّل الدولة والإدارة بكل مكوّناتها، وقد عبّرنا له عن تقديرنا الكبير لدوره الوطني، ودعمنا للرسالة التي يحملها في الحفاظ على الدولة ومؤسساتها”. وأضاف: نحن، باسم جبل لبنان بكل فعالياته، نثمّن الدور الوطني الذي يقوم به، ونؤكد تمسّكنا برسالة الدولة وبدورها، ونسعى لأن تبقى قوّتها الشرعية هي الحامية لكل اللبنانيين، وأن يكون القانون هو المظلّة الجامعة لنا جميعاً. وفي السياق الداعم ذاته ، استقبل سلام وفدا من العشائر العربية برئاسة الشيخ طلال الضاهر، ووفدا من مخاتير العشائر العربية برئاسة رفعت نمر.
زيارة الحبر الاعظم
على صعيد آخر، صدر عن مكتب الاعلام في الكرسي الرسولي، الإعلان الرسمي للزيارة الرسولية التي سيقوم بها قداسة الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر الى لبنان وجاء فيه “تلبية لدعوة فخامة رئيس الجمهورية والسلطات الكنسية اللبنانية، سيقوم الأب الأقدس بزيارة رسولية إلى لبنان من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول. وسيُعلن عن برنامج الزيارة الرسولية في حينه”.
بين الكتائب والتيار
من جهة ثانية، استقبل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، معاون رئيس حزب الكتائب اللبنانية للشؤون السياسية والانتخابية سيرج داغر، في إطار جولته على قادة الأحزاب اللبنانية. وأجمع المجتمعون، وفق بيان اللجنة المركزية للاعلام في “التيار”، على أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، من دون أي تأخير أو تأجيل، نظرا لدورها المحوري في الحياة السياسية، ولأنها تعزز الثقة الدولية بلبنان”.
ازمة النفايات مجددا؟
رغم هذه البوادر الايجابية، انفجرت أزمة “حياتية” قديمة جديدة في وجه الدولة اللبنانية وهي ازمة النفايات التي ستشعر بتداعياتها بيروت والمتن وكسروان. فقد صدر عن شركة “رامكو/التاس-ب” بيان قالت فيه “نظراً إلى إقفال مطمر الجديدة والتوقف عن استقبال النفايات اعتباراً من الساعة الرابعة فجراً بتاريخ 07/10/2025، تُعلن شركة رامكو/التاس- عن توقف جميع عمليات جمع النفايات في مختلف المناطق ضمن قضاءي المتن وكسروان، إضافة إلى مدينة بيروت الإدارية.