التهديدات بـ 7 أيار أصبحت من التاريخ

كتب عوني الكعكي:

سبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر. هذا الكلام عن تهديد حزب الله للزعيم الوطني وليد جنبلاط ورئيس «القوات اللبنانية» بـ7 أيار ثانية. هذا الكلام لا ينطبق على الواقع الآن للأسباب التالية:

أوّلاً: أين بشار الأسد، الذي هرب وترك سوريا والحزب والمليارات التي دفعتها إيران من أجل تشييع أهل سوريا.. فكلها ذهبت مع الريح.

لقد عادت سوريا الى طبيعتها، قلب العروبة النابض، لا دولة تابعة لإيران ولنظام ولاية الفقيه ولمشروع التشييع.

ثانياً: حرب 12 يوماً على إيران أثبتت أنّ إيران دولة «كثيرة الكلام»، «قليلة الفعل» لسبب بسيط.. إذ ماذا فعلت بمجابهة إسرائيل التي أرسلت طائراتها على مسافة 2000 كلم وفي بعض الأحيان 2500 كيلومتر.

وأميركا أرسلت طائرات F-35 ودمّرت 3 مفاعل نووية هي: نطنز وفوردو وأصفهان..

وقد جاء الردّ الإيراني عبر صواريخ سقطت على إسرائيل وأحدثت خسائر. ولأوّل مرّة في التاريخ إيران تقصف إسرائيل بالصواريخ. وهنا يبقى التساؤل: ماذا حققت تلك الصواريخ؟ وهل تغيّر الميزان العسكري لمصلحة إيران؟ كل الكلام عن «الموت لإسرائيل» و «الموت لأميركا» زال واختفى.

وماذا فعلت إيران حين جاءت أميركا من مسافة 9000 كيلومتر أو أكثر وإسرائيل من مسافة 2500 كيلومتر واعتدت على إيران؟ الجواب: بعض الصواريخ على إسرائيل.

المشروع النووي دُمّر عن بكرة أبيه بالرغم من المكابرة الإيرانية بأنها ستعيد ما دمرته إسرائيل وأميركا بالنسبة للمفاعل النووي الإيراني فوردو.

ثالثاً: هل حزب الله اليوم كما كان في 7 أيار عام 2008؟ الجواب: كلا. ولماذا؟ فلهذه الأسباب:

أ- عملية «البيجر» باعتراف قائد المقاومة شهيد فلسطين بأنّ إسرائيل متفوقة ومتقدمة علينا تكنولوجياً، ويكفي أن عملية «البيجر» كانت زلزالاً على الحزب أفقدته 6000 مقاوم من «قوة الرضوان».

ب- اغتيال القائد الشهيد حسن نصرالله ومعه كامل القيادة من الصف الأول وابن خالته هاشم صفي الدين.

لذا فالحزب أمام 3 زلازل حصلت كما ذكرنا.

1- اغتيال القائد حسن نصرالله.

2- عملية «البيجر».

3- قصف المفاعل النووي وضرب إيران للمرّة الأولى في تاريخ الصراع الإيراني – الأميركي، والإيراني – الإسرائيلي.

فهل بقي الحزب كما كان؟ الجواب: طبعاً كلا.

اليوم يعيش الحزب أصعب أيامه، وهو ضائع لا يعلم ماذا يفعل.

لذلك، ما قاله فخامة الرئيس عن سلاح المقاومة كلام دقيق ومحترم.. وهو أوجد مخرجاً للحزب، خصوصاً أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي حريصون على الحزب. ومن موقع هذا الحرص على المقاومة أن تعرف أنه ليس أمامها إلاّ العودة الى الوطن.

أما الذين يراهنون على الخارج وتحديداً على إيران، فعليهم أن يفهموا أن الفرصة التي منحت لهم انتهت. وأكبر دليل على ذلك الهزيمة التي حصلت أمام إسرائيل. ويكفي أن المسيّرات تقتل يومياً واحداً أو اثنين أو ثلاثة أو أكثر في عمليات دنيئة.

انطلاقاً مما ذكرنا.. هناك سؤال آخر: على ماذا يعتمد الحزب عندما يهدّد الزعيم وليد جنبلاط الذي اتخذ موقفاً تاريخياً ووطنياً بتأييد الدولة السورية وعدم التضحية بجماعته في السويداء، بالدخول في مشروع تقسيم سوريا، والاتفاق مع إسرائيل على تقسيم سوريا، وإنشاء دولة درزية في جنوبها؟

أما بالنسبة الى د. سمير جعجع فإنه يعبّر عن أكثرية مسيحية وطنية وأكثرية لبنانية وطنية، وهي ترفض أن يكون هناك سلاح خارج نطاق الدولة اللبنانية.

كلمة أخيرة، يا جماعة… إسرائيل انتصرت عليكم فكفى تكابراً وإطلاق تهديدات رنانة ليس لها واقع حقيقي.

تهديدات الحزب مثل أغنية جورج وسوف: «كلام الناس لا يقدم ولا يؤخر».

اليوم الحزب عاجز عن التهديدات الفعلية، وكلامه وتهديداته أصبحت جزءاً من الماضي.

aounikaaki@elshark.com