اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن مكافحة المخدرات أولوية في عمل الأجهزة الأمنية لأن الضرر الذي تسببه لا يمس الأشخاص المدمنين فحسب، بل المجتمع اللبناني ككل نظرا للانعكاسات التي يسببها الإدمان على العائلات والافراد صحياً ونفسياً وانسانياً. وشدد الرئيس عون على ضرورة تعاون المواطنين مع القوى الأمنية لكشف مروجي المخدرات والمتاجرين فيها لرفع الخطر الذي يشكله هؤلاء، وعلى الأجهزة القضائية أن تكون حازمة في الاحكام التي تصدرها للقضاء على هذه الآفة وحماية الانسان في لبنان. كلام الرئيس عون جاء في خلال ترؤسه اجتماعا امس في قصر بعبدا ضم وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء رائد عبد الله وقائد الشرطة القضائية العميد زياد قائدبيه ، ورئيس قسم المباحث الجنائية العامة العميد جيرار نصر، ورئيس مكتب مكافحة المخدرات المركزي العقيد ايمن مشموشي. وتم خلال الاجتماع اطلاع رئيس الجمهورية على الجهود التي تبذلها الشرطة القضائية لمكافحة الاتجار بالمخدرات في الأراضي اللبنانية، وضبط عمليات التهريب الى الخارج، لاسيما العملية الأخيرة التي احبطتها الشرطة القضائية، فهنأ رئيس الجمهورية الضباط الحاضرين على ما حققوه من انجاز أمني مميز. وبعد الاجتماع صرح وزير الداخلية للصحافيين فقال: «تشرفت اليوم بزيارة فخامة الرئيس بحضور اللواء رائد عبد الله مدير قوى الامن الداخلي والعميد زياد قائدبيه قائد الشرطة القضائية، والعميد جيرار نصر رئيس قسم المباحث الجنائية، والعقيد ايمن مشموشي رئيس مكتب مكافحة المخدرات المركزي. وقد نوّه الرئيس عون خلال الاجتماع بعمل مكتب مكافحة المخدرات وعمل الشرطة القضائية. ونقول لهم: «الله يعطيهم العافية»، ونشد على ايديهم على الجهد الكبير والانجازات المهمة التي حققوها في مجال مكافحة تهريب المخدرات وضبط كميات كبيرة منها كانت معدة للتوزيع في الداخل اللبناني، او لتهريبها الى الخارج.
وقد اعلنت منذ ايام قليلة عن ضبط كمية من الكوكايين من قبل مكتب مكافحة المخدرات كانت ستوزع في لبنان، وسمعتم ايضاً عن ضبط كمية من الكبتاغون في منطقة بخعون. وفي الحقيقة لقد جرى في هذا الاطار التنسيق مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية التي زودت الجانب اللبناني بمعلومات عن ضبط شحنة من الكبتاغون داخل المملكة، تحتوي على ستة ملايين حبة كبتاغون كانت متوجهة الى دولة الكويت عبر المملكة وتم استثمار هذه المعلومات من قبل مكتب مكافحة المخدرات في لبنان. وبسرعة قياسية توصلنا الى معرفة مصدر هذه الشحنة وتوقيف شخصين معنيين بالموضوع ومن ثم تم توقيف شخص ثالث، وجميعهم كانوا على علاقة بإحضار مادة الكبتاغون ووضعها في مستودعات في بلدة بخعون الشمالية، التي تعتبر بلدة آمنة ولدى اولادها حضور كبير في مؤسسات الدولة. وكشف الوزير الحجار عن «ان التحضيرات كانت جارية لشحن هذه الكمية الى دول الخليج. ولذلك نحن ننوه بجهود الاجهزة المستمرة، التي تعمل بتوجيهات فخامة الرئيس الذي شدد على ضرورة مكافحة المخدرات في خطاب القسم والتزم بهذا الامر بكل جدية، وكذلك تم التأكيد عليه في البيان الوزاري. وان شاء الله نحن مستمرون بمكافحة المخدرات وكل انواع الممنوعات ونأمل في الايام القادمة ان تتجه هذه الآفة نحو الاندثار، ولن نسمح لهذه الممنوعات ان تفتك بمجتمعنا، ولا بمجتمعات الدول الشقيقة خصوصا دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.» ورداً على سؤال اشار الوزير الحجار الى «أن التعاون مستمر بين لبنان والدول العربية ولا سيما المملكة العربية السعودية وكافة اجهزتها الامنية وكذلك مع الاجهزة التابعة لدول اخرى كالكويت والدول الشقيقة، وهناك ايضاً دعم مستمر ووعد من قبل فخامة الرئيس بمتابعة هذا الموضوع خلال لقاءاته مع المسؤولين في الدول التي يزورها لاسيما دول الخليج، وقد وعدنا بالحصول على دعم للاجهزة الامنية لتقوم بواجبها في هذا المجال على اكمل وجه».