بقلم عماد الدين أديب
الكرة الآن في ملعب العلاقة الإسرائيلية الأمريكية، وتحديداً بين ترامب ونتانياهو.
كلاهما، لأسباب داخلية تتعلق بمستقبل انتخابات تشريعية في الشهور المقبلة، يريد أن يبدو ناجحاً، وأنه استطاع أن يرضي قاعدته الناخبة.
قاعدة نتانياهو يمينية دينية متطرفة مزاجها يقوم على 4 مبادئ:
1 – تطهير عرقي للفلسطينيين.
2 – سيطرة عسكرية على سيناء.
3 – قضم أراضٍ في الضفة.
4 – لا اعتراف بأي كيان فلسطيني.
بينما القاعدة الناخبة لدى ترامب من تيار «الماغا» والحزب الجمهوري الحالي، تريد أي دعم من أي إنجاز محلي أو خارجي يساعد في انتخابات تجديد نصف مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ.
قاعدة ترامب راقبت عدم قدرته –حتى الآن– على إنجاز أي نجاح في روسيا وأوكرانيا، ولا مع الصين، ولا مع بوتين، ولا مع كوريا الشمالية، ولا مع أوروبا، ولا مع المكسيك، ولا مع كندا، ولا مع الهند.
قاعدة ترامب تراه ينتقل ويتقلب من موقف إلى نقيضه، وآخرها موقفه من روسيا وبوتين.
في البدء كان ترامب مناصراً لبوتين وموبخاً بشدة لزيلنسكي، ثم دخل في مرحلة خيبة الأمل مع لقائه الشخصي به، وأمس الأول أعلن دعمه السياسي والعسكري لأوكرانيا وصدّق على أول صفقة سلاح أمريكية ترسل في عهده إلى أوكرانيا.
سيحاول ترامب في اللقاء المقبل أن يقنع نتانياهو بإيقاف إطلاق النار في غزة، وعمل تسوية سياسية وترتيبات أمنية في غزة بلا تهجير ولا استمرار للإبادة.
وبالطبع سوف يطلب منه عدم ضم الضفة الغربية.
السؤال الكبير الآن هو، أيهما سوف يختار نتانياهو؛ التوازن والدعم الداخلي من بن غفير وسموتريتش والمنهج الليكودي الديني الاستيطاني، أم قبول صفقة ترامب التي تخدم مصالحه في الداخل ومع العالمين العربي والإسلامي؟
إنها لحظة الخيار الصعب.
عماد الدين أديب