الدعم البريطاني من الأبراج إلى تطوير مواقع الجيش الحدودية

نجوى أبي حيدر

 ضمن برنامج مساعداتها للبنان منذ العام 2013، افتتح السفير البريطاني في لبنان هايمش كاول امس الاول منشأة الجيش اللبناني للتدريب المطورّة حديثًا في الزهراني، جنوبا، بدعم من صندوق الأمن المتكامل التابع للحكومة البريطانية، لتُستخدم كمركز تدريب حيوي لتعزيز جهوزية الجيش اللبناني للانتشار في جنوب لبنان. كما قدمت المملكة ألف مجموعة من معدات الحماية الشخصية لحماية الجنود أثناء أداء مهامهم الحيوية.

ليس تقديم المنشأة من الحكومة البريطانية جديدا على لبنان، فلطالما عمدت الى مد يد العون للجيش حينما يطلب ويحتاج. خلال العام المنصرم قدمت أكثر من 17 مليون جنيه إسترليني لدعم انتشاره، لا سيما جنوباً ، ومنذ العام 2013، عملت مع أفواج الحدود البرية، فموّلت ودعمت بالتجهيزات تشييد 39 برجاً للمراقبة على الحدود مع سوريا يوفّر كل منها رؤية بنصف قطر 360 درجة لمسافة 10 كيلومترات. وتمتد على طول الحدود من منطقة العريضة شمالا إلى ما بعد قرية راشيا في الجنوب الشرقي.

مشروع الأبراج أسهم عملياً في مكافحة عمليات التهريب ورصد التحركات الحدودية، الا انه لم يُستكمل على طول الحدود نظرا للاعتراضات التي برزت من اكثر من جهة، وتحديدا جنوباً من اسرائيل التي رفضت انشاء الابراج على الحدود معها، وتثبيت كاميرات مراقبة في اتجاه الداخل الاسرائيلي.

ازاء الواقع هذا، وبعدما قررت الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة، تبدو طرأت تعديلات على المشروع، اذ وبحسب معلومات «المركزية»، تقرر بطلب من قيادة الجيش تحويل الدعم المالي من انشاء ابراج لمصلحة تحصين المواقع المنتشرة راهنا على الحدود ويناهز عددها 23 وتزويدها بما يلزم من تجهيزات ومعدات مراقبة وتقنيات متطورة تسهم في ضبط المنطقة الحدودية وتعزز قدرات الجيش على فرض الاستقرار، وقد بدأ العمل في موقعين جنوب الليطاني في النبي عويضة الواقعة بين بلدتي العديسة والطيبة القريبة من كفركلا حيث تتمركز نقطة اسرائيلية. وتفيد المعلومات المستقاة من مصادر امنية ان التنسيق قائم بين الجيش والمسؤولين البريطانيين المتعاونين جدا في هذا الاطار والجاهزين للمساعدة بعدما اقتنعوا بجدوى تحصين مواقع الجيش الحالية وامكان زيادتها اذا لزم الامر، خصوصا في ضوء موجة الاعتراض على الابراج من اكثر من طرف.