الرئيس ترامب حلّ القضية الفلسطينية بعد 77 عاماً

كتب عوني الكعكي:

مرّت القضية الفلسطينية بمراحل كثيرة… وشهدت تحوّلات جذرية على كافة الأصعدة…

وخلال 77 عاماً… كان الفلسطينيون يعيشون أياماً عصيبة جداً… في مخيمات فُرضت عليهم، تفتقر الى أدنى مقوّمات الحياة… كما شهد الفلسطينيون فتراتٍ طُمِست فيها قضيتهم… وغابت عن المعالجات… بل فلنقل غُيّبت عن سابق تصوّر وتصميم..

وَلْنعد بالذاكرة الى «اتفاقيات أوسلو»، وهي مجموعة من الاتفاقيات المؤقتة التي أبرمت بين الدولة العبرية ومنظمة التحرير الفلسطينية. وتشمل اتفاقية أوسلو الأولى التي وقّعت في واشنطن في 13 أيلول عام 1993، واتفاقية أوسلو الثانية التي وقّعت في طابا (مصر) عام 1995. إذ شهدت بداية تسعينيات القرن الماضي تكوّن وضع دولي جديد، إثر انيهار موازين القوى عقب سقوط الاتحاد السوڤياتي، وحصول حصار مالي وسياسي على منظمة التحرير التي فقدت بعضاً من التضامن العربي.

يومذاك… كانت رؤية الإدارة الأميركية لعملية السلام في الشرق الأوسط مبنية على ضرورة إيجاد حلّ ما للصراع العربي – الإسرائيلي.

لكن «إزاحة» رابين، شريك الاتفاق مع ياسر عرفات، أعاد القضية الفلسطينية الى عالم النسيان.

وغابت قضية فلسطين عن المسرح، وسط أحداث لم تكن لصالح القضية الفلسطينية، حتى جاءت عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ورفاقها من المقاتلين الفلسطينيين على «غلاف غزة».. فمن كان يصدّق عندما قام القائد الشهيد يحيى السنوار ورفاقه بعملية «طوفان الأقصى» أن تقود القضية الفلسطينية، التي كانت مرميّة في عالم النسيان، لأن التسلّط والغطرسة الصهيونية كانت تريد القضاء على شعب اسمه «شعب فلسطين».

استطاع السنوار بكل فخر واعتزاز وثقة أن يعيد القضية الى مكانها الطبيعي، وأن يجعل العالم يعود ويتذكّر أنّ هناك قضية اسمها: القضية الفلسطينية، «قضية شعب» صاحب حق. ولن ننسى «وعد بلفور» المشؤوم من الدولة البريطانية في 2 تشرين الثاني عام 1917 لروتشيلد. إذ كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، ثم لتقوم دولة إسرائيل اليهودية، ثم منذ عام 1943، أي منذ أيام «النكبة» مرّت على فلسطين الكثير من التطوّرات والصعوبات والحروب والقتل والاضطهاد، كل هذا والعالم يتفرّج على إسرائيل وهي تمعن في القتل وحرب الإبادة بالشعب الفلسطيني.

وجاء الرئيس دونالد ترامب، منذ ترشحه للرئاسة في ولايته الأولى وبعد عودته في الثانية، فكان يقول إنه يؤمن بالسلام ومن أجل ذلك سوف يحلّ السلام على منطقة الشرق الأوسط.

وقد وعد الرئيس ترامب وها هو ينفّذ ما وعد به.

أكاد لا أصدّق أنّ وعد الرئيس ترامب سوف يتحقق، ولكني من خلال متابعتي لسلوك الرئيس العظيم والمميّز عرفت أنه يقول ويفعل.. وقلت في نفسي: إنّ هذا الرئيس المميّز سوف يحقق السلام في منطقة الشرق الأوسط لأنه يؤمن بالسلام.

على كل حال، يمكن أن نقول إنّ استشهاد القائد السنوار لم يذهب سدى. ونعود الى قول أبي القاسم الشابي: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر.

وها هي قمة «شرم الشيخ» في حضور 20 دولة، وبوجود دونالد ترامب، تشهد أنّ «طوفان الأقصى» لم يكن حدثاً عابراً وإنما كان سبباً لإعادة الرأي العام الى الطريق السليم.

aounikaaki@elshark.com